كتابات وآراء


الأربعاء - 28 أغسطس 2019 - الساعة 12:45 ص

كُتب بواسطة : أمين الوائلي - ارشيف الكاتب


استقطب التحالف (ككل وبدولتيه الرئيستين خاصة) حلفاء وشركاء محليين، تباعاً.

وخلال ذلك تقاسم وتوزَّع الشريكان الخليجيان دعم شركاء التحالف وحلفاء الجبهات تحت هدف ومعركة واحدة ومبدأية لا معارك مستجدة وآنية.

بعد هذه السنوات لا يجوز النكوص وتحميل الشركاء والحلفاء المحليين ثقل وأعباء التنكُّب وإعادة التموضع والتخندق، لا بحسابات الهدف والمعركة الواحدة التي استقطبت التحالف والحلفاء جميعاً، بل بحسابات آنية متغيرة يُراد لها أو من خلالها مفاصلة عدائية بين تحالفين من رحم التحالف!

فوق طاقة والتزامات القوى أو الأفراد بشخوصهم امتحانهم هكذا دونما خيارات، وتراجعاً أو قفزاً على خيارات متفقة وأولويات مفروغ منها تحت هدف وغاية ومصلحة واحدة ومشتركة سقفها استعادة الشرعية والدولة وإنهاء الانقلاب.

لم نسمعها من التحالف ولا من دولتيه، المملكة والإمارات، حتى الآن ورسمياً على الأقل ما يفيد فض التحالف والشراكة، وتحولهما إلى معسكري تضاد ومركزي تحالفين متصادمين واستقطابيين، في اليمن، ليتمحور حولهما الصراع والفرز يمنياً.. وبالتالي دخلنا مرحلة جديدة تماماً وأهدافاً متغيرة بالمرة عما كان عليه الأمر دائماً من خمسة أعوام.

هناك تزخيم وتفخيم من أطراف وفاعلين وناشطين وجهات، يمنية ويمنيين، باندفاع غير طبيعي ولا موضوعي ولا بريئ تماماً من التدخلات والهندسات المحورية، لتكريس هكذا فرضية لا يمكن قبولها أو التعامل معها كخيار وحيد ومفترق مصائر وتحالفات طالما يتمسك التحالف بوصفه تحالفاً، وطالما لم يكف الشريكان الخليجيان عن كونهما كذلك.

التهويل الحاصل لا يخدم مصالح اليمن والتحالف معاً. وهو بالفعل آخذ في تشجيع وتحفيز الصدوع، طولياً وعرضياً، على التوسع والتعميق، بين دولتي التحالف الذي انتدب نفسه لإنقاذ اليمن. وليس من المعقول أو الطبيعي أو المفهوم، أن يتحول الأمر إلى الضد والتحالف إلى مفرزة خلاف وصراع ومحك استقطابات حادة وضارة جداً.

ولا أعرف ما هي مصلحة أحد أو طرف يفعل ذلك ويغذي الكراهية ويكرس تصوراً سالباً عن صراع ناجز بأدوات يمنية بين المملكة والإمارات؟

ولا يحتاج الأمر إلى أكثر مما هو حاصل ومتفاعل لنعرف أن تياراً قطرياً كبيراً يجتهد للوصول بهذه الفتنة إلى حدها الأقصى... حد الانفجار.

لكن، أيضاً، ليس لائقاً القول والترديد بكثرة أن السعودية أو الإمارات سوف يقبلان على نفسيهما مقاربة مفخخة مفادها أن كل واحد منهما يستحث ويشجع حلفاء وأصدقاء الآخر على النكوص والتخلي والغدر بل وإعلان الحرب عليه (!!) فهكذا يراد للأمور أن تأخذ طريق الهاوية السحيقة.

مثل هذه الدسيسة والوقيعة التي يشتغل عليها ويذكيها إعلام ومطابخ حروب وفتن 2011 كما عرفناها تماماً وتتكرر تماماً الآن، إنما تتبنى في الغاية والنهاية ضرب ونسف وتفتيت التحالف، ليس فقط كمكتسب خليجي وعربي غير مسبوق، بل وحتى كفكرة حتى لا تكون فابلة للتكرار يوماً.

الذين يدفعون بكل ما أوتو من قوة نحو إذكاء وتحفيز صراع مفتعل وحالة صدام هي من الخطأ ومن الخطيئة ومن الخطر بمكان، بين عاصمتين ودولتين وحليفين خليجيين وعربيين، وعلى أرض اليمن، إنما يسددون طعنات سامة في خاصرتيهما معاً.

لنتحدث بصراحة هكذا ومن دون أن نتكاذب أو نتخادع أو نتحمل مشاق التلوُّن والتقنُّع والتماهي مع اللا موقف والذوبان في تيار الابتزاز والانتهاز الذي يعبث بكثرة ويسمم مجاري دم التحالف السعودي الإماراتي ويقضي على أمل اليمن في التعافي.

وبكل تجلُّد وجسارة، علينا أن نقاوم الدعوات التي تؤذن بالنهاية وترفع أسمى آيات التبريكات للمرشد في طهران ولأمير الدوحة بانتصار إيران وقطر!