كتابات وآراء


الثلاثاء - 11 فبراير 2020 - الساعة 09:00 م

كُتب بواسطة : عبدالعزيز الشعيبي - ارشيف الكاتب



بداية لا بد أن أشيد وأستثني كل ذي عقل قام بتشخيص فبراير 2011 كحركة تصحيحية في إطار العمل السياسي الذي تأسس في حقبة الرئيس السابق رحمه الله، ونتج عن هذه الحركة مناصفة الأحزاب السياسية لحزب المؤتمر الشعبي العام والعمل معه في حكومة واحدة.

هناك كثيرون نزلوا إلى الساحات ساعين نحو المزيد من الحقوق والحريات لشعب كانت معاناته محدودة مقارنة بما يعانيه اليوم، أولئك هم الأحرار من سعوا وكتبوا وظلوا بمبادئ لا تُجزأ حتى يومنا هذا، وكتاباتهم الحرة تشع كل يوم سعياً نحو مجتمع مستقر، وعيش كريم بدون دفع أو توجه مسبق، من كان لهم حلم صادق لا يتهمون عليه...، بل يُتهم بهذا الحلم من يزايد حتى يومنا هذا ولا يستذكره إلا في فبراير الأسود نكاية وتعميقاً للجراح، هؤلاء من أسموها ثورة وما زالوا يتغنون بها، هم من لعبوا على دغدغة مشاعر البسطاء من الشعب، واستغلوا سماحة وسعة أفق النظام في حينه، وزايدوا وفجروا في خصومتهم، وهم أصحاب المصالح الذاتية التي توقفت أقلامهم بتحقيقها، وهم أنفسهم من يتغنوا بها من خارج الوطن تاركين فجوة الزمن الغابر بعد نثرتهم.

ذلك النفاق الذي لا بد أن نوضحه للعامة من الشعب للتفريق بين من كان همهم الوطن وبين من كان مأجوراً ومدفوعاً لإشعال الفتنة بيننا في الوقت الذي كان بالإمكان النضال عبر العمل السياسي والضغط على الحكومات السابقة بطرق شتى مع ضمان الاستقرار السياسي والمعيشي في تلك الحقبة.

إن ركزنا قليلا سنرى أن الأشخاص المدافعون والمتغنون بثورة فبراير المزعومة بأنها كانت حلم لهم في يوم ما وأنها تأخرت كثيراً، سنراهم في حالة من الاستقرار المعيشي حالياً، ناهيك عن رفاهية التنقل بين عواصم الدول، والأهم من ذلك الاستقرار الوظيفي الذي ضمنه لهم فبراير الأسود بالمناصب والوظائف بعلاقاتهم ومحسوبياتهم وبطرق مخالفة للنظام الذي سعوا لإسقاطه، والمبكي أنهم ما زالوا يتغنون بها كذكرى أعياد الميلاد بدلاً من إشعالها ثورتين في الوقت الراهن نحو تحقيق الحرية والعدل والسلام والعيش الكريم إن كانوا صادقين.

لماذا لا تظهر أقلامهم وأحلامهم إلا في ذكرى فبراير الأسود؟
لماذا توقفت كتاباتهم وانتقاداتهم عن مظلومية الشعب وأصبحت محدودة خلال الأعوام الماضية؟
لماذا عندما تكون هناك دعوات للاصطفاف الجمهوري والدعوة لإيجاد توافقات تتعمدون (نخوشة) الجروح؟

وهل النداءات والصرخات الحرة الصادقة مربوطة بأجندة وسياسات تتحكم بتوقيتها وتوجهها!! أم تكون حرة في كل وقت، لا تحيد عن أهدافها ومجالها في الحقوق والحريات؟

جوابكم الصادق سيكشف حجم النفاق الذي يعيشه بعض المتوهمين بتلك الثورة المزعومة، من لا ينظر لها كحركة سياسية تم استغلالها من قبل متنفذين، وكانت أحد الأسباب لما وصل له حال يمننا من تفرقة داخلية وخارجية ومعاناة ندعو الله ليلاً نهاراً أن تنجلي، وأدرك حقيقتها كل من عاشها وما زال يعيش داخل الوطن كل الوطن ومن قلبه معلق بحب صادق للوطن.
كفى مناكفةً وانقساما.. كفى غروراً ونفاقاً وتشرذما..
تناسوا .. ومدوا يداً صادقة مُعِينة..
وحدوا أقلامكم وأهدافكم،، وارتقوا.
"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" صدق الله العظيم