كتابات وآراء


السبت - 15 أغسطس 2020 - الساعة 11:25 م

كُتب بواسطة : صلاح السقلدي - ارشيف الكاتب



يقول السفير السعودي باليمن (باشر فريق التنسيق والارتباط السعودي بقيادة الاستاذ محمد الربيعي للتنسيق والإشراف وبمشاركة قوات التحالف في عدن على إخراج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة، وفصل القوات في أبين وإعادتها إلى مواقعها السابقة، كجزء من آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض).

غموض يلف هذا التصريح، بل ويلف اتفاق الرياض ذاته والآلية التي قيل أتت لتسريع تنفيذ الاتفاق والتي لم تنشر حتى الآن.

فالاتفاق وحديث السفير يتحدثان عن إخراج القوات الجنوبية خارج عدن، دون أن يحددا إلى أين؟ وكذا الغموض عن إعادة القوات المتحاربة في أبين إلى مواقعها السابقة دون أن يحدد إلى أين بالضبط؟ فهو ربما يقصد إلى مواقعها قبل أحداث أغسطس، ولكن حتى لو افترضنا ذلك، فما الضامن أنها لن تعود أدراجها في أية لحظة خصوصا قوات الشرعية التي تسعى لاحتلال عدن ثانية.

وحتى لو افترضنا أيضا أنها عادت إلى مأرب - وهو أمر مستبعد، من واقع التشدد الذي تبديه الشرعية بهذا الشأن- فمن الذي سيمنعها أن تعود الى شقرة في ظل التراخ والمهادنة السعودية تجاه هذه القوات، وتشددها تجاه القوات الجنوبية.

والأمر اللافت أكثر في تصريحات السفير أنه بات يتحدث عن تقديم الشق العسكري والأمني عن السياسي، وهو ما يناقض تراتبية وبنود اتفاق الرياض الذي يتحدث عنه الملحق الأول في الاتفاق: ملحق الترتيبات السياسية والاقتصادية، الذي يؤكد في أول بند له على التشكيل الحكومي يليه تعيين رئيس الجمهورية محافظين ومدراء أمن في المحافظات الجنوبية، قبل الانتقال للمحلق الثاني المتضمن اتخاذ التدابير العسكرية والأمنية.

وماذا بشأن استدعاء السعودية اليوم للمجاميع التي دربتها قبل شهور بأراضيها وهي المجاميع المثيرة للجدل كونها لا تتبع الانتقالي ولا للشرعية، وسبق وأن دخل الانتقالي بحالة توتر خطيرة مع الطرف السعودي بشأن هذه المجاميع التي حاولت السعودية إحلالها محل القوات الجنوبية بعدة مواقع في عدن؟

إذاً، هذا الغموض وهذا التناقض الذي يبديه راعي الاتفاق هو ما قد يفشله وينسفه من داخله.. فبذرة فشل الاتفاق كامنة في تفاصيله.