كتابات وآراء


الخميس - 17 ديسمبر 2020 - الساعة 09:31 م

كُتب بواسطة : أمجد جبريل - ارشيف الكاتب



بادئ ذي بدء
عندما تتكلم عن محافظة الحديدة من الناحية الجغرافية والمساحة السكانية فهي تحتل ثاني أكبر محافظة من حيث عدد مساحتها وعدد سكانها
حيث يتجاوز عدد سكانها الاثنين والنصف مليون نسمة اي ما يعادل سكان ثلاث دول مجتمعة (قطر ،البحرين ،والكويت )
ومساحتها أيضا كذلك
واذا جئت تتكلم عن موقعها الجغرافي فهي تعد عروس البحر الأحمر وتطل عليه مباشرة وتتميز بشريط ساحلي طويل وعدد من الجزر والأماكن السياحية التي للأسف اهملت بتعمد في عدم استغلالها نظير ماتتمتع به من طبيعة خلابة
واذا جئت تتكلم عن مواردها فهي غنية بكل الموارد وعلى كافة الأصعدة
ففيها ثروة حيوانية هائلة وتتميز بجودة عالية تغطي السوق الوطني وأجزاء من السوق الدولي(السعودية وغيرها ) قبل نشوب الحرب العبثية اللعينة
اما الثروة السمكية ففيها أصناف من أجود أنواع السمك وكانت أيضا سوقا خصبة للتصدير ناهيك عن إغراق السوق المحلي بصنوف مما لذ وطاب
اما عن الثروة الزراعية فقد قيل قديما ازرعوا تهامة تشبعوا إلى يوم القيامة
فهي غنية بالحبوب باشكالها وعدد من الفواكه والخضروات باصنافها وهي تعد سلة اليمن فلا تكاد تخلوا محافظة من محافظات اليمن إلا وفيها منتج أو أكثر من تهامة بل ويتم تصدير الكثير من المنتجات إلى دول الجوار هذا كله بجهود المزارعين المتواضعة بما ان الدولة لم تضع يوما واحد في دائرة اهتمامهابتطوير الزراعة او دعم المزارعين في تهامة
اما اذا جئت تتكلم عن مواردها الايرادية المختلفة من رسوم الجمارك والضرائب ورسوم ميناء الحديدة الذي يعد ثاني أفضل ميناء في اليمن وثالث أفضل ميناء في البحر الأحمر فكل تلك الموارد الضخمة الهائلة التي تغطي ٦٠%من ميزانية الدولة ومرتباتها واوجه الانفاق المختلفة غيبت عن الرأي العام او عن الحسابات الشفافة فقد كان كل شي يدار من تحت الطاولة من مركز القرار في صنعاء
اما اذا جئت تتكلم عن الإرث الثقافي والحضاري ومصدر الإشعاع العلمي الذي تتميز به مديريات تهامة عموما وزبيد على وجه الخصوص فقد كانت قبلة لطلاب العلم ومريدي المعرفة ومركز إشعاع حضاري يضاهي فاس في المغرب وبغداد ودمشق والقاهرة في المشرق
وكانت الرحلات والبعثات الأوروبية وغيرها لا تكاد تنقطع عن زيارة زبيد وحواضر تهامة والاستمتاع بذلك التراث والارث الحضاري والتاريخي الذي تتميز به تهامة
مقابل ذلك كله مالذي استفادته الحديدة ومديرياتها من تلك الموارد الضخمة الهائلة
بيان ذلك في الآتي


تكاد تكون كل المشاريع في عاصمة المحافظة وغيرها من المديريات هي عبارة عن هبات ومنح من الدول الصديقة والشقيقة
فمستشفى العلفي بناه الاتراك
ومستشفى الثورة بني على حساب الكويت وطريق الحديدة تعز بني على حساب الاتحاد السوفيتي وطريق صنعاء الحديدة بني على حساب الصين
وجامعة الحديدة بنيت على نفقة الصين وليبيا
وتطوير ميناء الحديدة كان على نفقة الاتحاد السوفيتي
وغيرها من المشاريع في الحديدة ومديرياتها كان هبات واعطيات من الدول الصديقة والشقيقة
خلونا في نسبة دخل الفرد التهامي من تلك الموارد الضخمة
نسبة دخل الفرد
المواطن التهامي الذي يعيش بجانب الميناء في عشش وزنج لايقيه من حر الصيف ولا برد الشتاء ولا غزارة المطر يعيش بجانب ميناء كانت يوميا تطلع منه كونتيرات مليئة بالأموال حيث تذهب الى العاصمة صنعاء
لم يستحوا يوما او يخجلوا منهم مع ان إيرادات يوم واحد تبني لهم عدد من البيوت التي تحفظ لهم كرامتهم

اما على صعيد الوظائف العامة سواء كانت على المستوى التربوي او الصحي او العسكري او الدبلوماسي او غيره
فأنا استحي من ذكر الأرقام
لانها لا تمثل رقما يذكر مقارنة بغيرها من المحافظات الأخرى
فعلى الصعيد العسكري في مديرية في صنعاء دون ذكر لاسمها يتجاوز عدد الرتب العسكرية فيها ١٧٠٠٠الف رتبة عسكرية ما بين لواء وعقيد وعميد
ومديرية أخرى في ذمار يتجاوز عدد الرتب العسكرية فيها ١٢٠ الف ظابط وجندي وعسكري برتبهم المختلفة
واذا جئت تقارن ذلك بمحافظة بحجم الحديدة ومديرياتها فأنك لا تكاد ٥٠٠ رتبة عسكرية تكاد تذكر
سيقول البعض وسيتعذر ان أبناء تهامة لم يلتحقوا بتلك الكليات العسكرية
ساارد عليه كذبا قلت وزورا ادعيت
يرغب الكثير من شباب وأبناء تهامة في الالتحاق بالكليات العسكرية ولكن العراقيل والصعوبات التي تواجههم من مصدر القرار ومتحكمي وعنصري تلك المؤسسات العسكرية يكاد يفوق الخيال وليس ذلك محض صدفة بل شي منظم وممنهج ومدروس ومخطط له
دعونا من المؤسسات العسكرية
ولنلقي نظرة على غيرها من الوظائف العامة الأخرى
على المستوى الصحي .
يكاد يكون الكادر الذي يتولى الوظائف في مختلف المرافق الصحية من غير أبناء المحافظة لان الدرجات الوظيفية التي كانت تنزل سابقا ما يحصل عليه أبناء الأرض لا تكاد تتجاوز نسبته ١٠ %من الوظائف التي اصلا نزلت لتكون لهم وتبقى نسبة ٩٠%من تلك الوظائف مختزلة في يد لوبي المال والأعمال والسياسة المتحكمين في القرار
اما عن الوظائف الأكاديمية
فجامعة الحديدة لديها الكثير من الكفاءات التهامية منهم من يحمل درجة برفيسور ودكتوراه وغيرها
لكن يكاد يكون الكادر الذي يتولى ادارة شؤون الجامعة والتدريس فيها مانسبته ٩٠%ولا تكاد هذه النسبة توجد في محافظة أخرى غير الحديدة
اما عن الوظائف في المجال الحكومي
فقل ان تجد ان تهاميا موجود في كل وزارة على اختلافها سواء بدرجة وكيل وزارة او مدير عام
او مستشار او غيره من المسميات التي يطول ذكرها في كل الوزارات
لا نقول وزير او نائب وزير بل درجات أقل من ذلك ولا توجد
اما عن الوظائف في المجال الدبلوماسي فهناك أكثر ٦٦ سفارة دبلوماسية لليمن مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية وعدد من الملحقيات الثقافية والعسكرية والإعلامية وغيرها
كل ذلك السيل الجرار من التعيينات والوظائف لايوجد سفير او ملحق او مستشار تهامي بقدرة قادر في كل تلك السفارات والقنصليات المنتشرة على ربوع تلك الدول

ناهيك عن كمية من القهر والقمع والإذلال والنهب المتعمد لاراضي واسعة باسم الدولة

ناهيك عن التحكم في القرار السياسي لأبناء المحافظة من قبل زمرة وشلة من خارج المحافظة تكدس في يديها المال والقرار السياسي

وغير ذلك الكثير من مسلسل القهر وحلقات الحرمان

واذا تكلمنا قالو
رجعوا أصحاب الحديدة عنصريين
رجعوا مناطقيين
ياهؤلاء
هل تركتم للوطنية الكاذبة مجالا حتى نكذب ونتغنى بها امثالكم
اما أنكم تنهبون تهامة باسم اليمن الذي لا يعيش ابناءه تحت قدم المساواة

لا تلوموا اي تهامي يصيح ويئن من حجم الحرمان

والظلم لن يطول والصمت لن يدوم طويلا

(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )