كتابات وآراء


السبت - 27 فبراير 2021 - الساعة 02:26 ص

كُتب بواسطة : هشام عبدالله ورو - ارشيف الكاتب


عندما يشهد الناس كل الناس الذين نعرفهم والذي لم نتعرف عليهم بعد بنقاء روح أحدهم فإنك تقف متأملاً كيف لتلك الروح أن استطاعت أن تعشعش في تلك القلوب مجتمعة في بلدان شتى ، تلك هي روح الإنسان الذي حمل ابتسامته عبيراً وزهراً جميلاً ونتره لكل من عرفه ومن لم يعرفه .
أكتب هذا وأنا تأمل ما كتب ويكتب عن الأستاذ والصديق والمناضل الأديب شايف عزي صغير رحمه الله تعالى.
لم يكن فراقه حدثاً عابراً كأي مسئول غادر أو سيغادر وسيكتفي الناس بمراسيم العواء وانتهى ، لكن مع شايف بدأت حياة جديدة من البحث والتدوين والدراسة عن هذا الشخص الاستثنائي الذي نعاه السياسيون كلهم رفقاء وفرقاء ، ونعاه الأدباء كأديب ، ونعاه الفقراء كواحدٍ من طبقتهم ، ونعاه رفقاء النضال كمناضل يمني وتهامي شهدت له محافل النضال ومعارك المقاومة ضد ما حصل ويحصل لتهامة منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن.
ولا أنسى شباب تهامة البسطاء الذين يتخذون من بيته في صنعاء مأوىً لهم ، يقيهم برد الشتاء ويملأ حاجتهم الروحية والمادية في كثير من الأحيان ، حتى بعد مغادرته الوطن ظل بيته قبلة لكل قاصد ومأوى لكل تهامي.
قبل ذلك وبعده ارتبطت به منذ زمن وانقطع التواصل به حتى قبل وفاته بأشهر فاجأني باتصال من القاهرة جرى بيننا حديث طويل ، وكان يتحدث بكل انفعال ، وقال لي بالنص ماذا تريد أن أعمل في إطار منتداه الثقافي ، طلبت منه طباعة أحد أهم الأعمال التراثية وهو كتاب العادات والتقاليد الباحث والمحقق العلم داود سالم بازي ولم يمض شهر إلا واتفاجأ أن الكتاب غدا حقيقة ملموسة بعد أكثر من عشر سنوات من غيابه بين الأدراج ، وهناك أعمال إبداعية أخرى شرع فيها مثل كتاب المناضل علي سعد الحكمي حيث قال لي بالحرف ياهشام علي سعد ارتبط بقيدٍ واحد مع القاضي عبدالرحمن الإرياني في سجن حجة ألا يستحق كتاباً يليق بأدبه ونضاله وفعلاً شرع الأستاذ محمد عبدالله جعماني في جمع مادة الكتاب وصفه ، لكن وافاه الأجل قبل أن يرى هذا الكتاب النور.
لم يكن من ثروةٍ جناها الفقيد خلال ما يقارب من ثمانية عقود من الزمن الفقيد إلا حب الوطن وعشق زبيد ولم يكن إلا حمامة سلام على امتداد عمره النضالي الذي عاشه شاباً بروحه وقلبه حتى مات وهو في نظرنا شاباً يافعاً ما سمعناه يشكي أو يتألم حتى توقف قلبه ودمعت عيون محبيه في زبيد وتهامة وصنعاء وعدن والقاهره وفي كل مكان.