كتابات وآراء


الجمعة - 02 يوليه 2021 - الساعة 06:02 م

كُتب بواسطة : فكري قاسم - ارشيف الكاتب



من بين شتائم اليمنيين المتداولة لما تقول لواحد “يا ابن الهرمة”
أو تقول لجماعة “يا عيال الهرمة”،
أو تصف شخصًا بأنه “ابن هرمة”، أو “ابن ستين هرمة”.
شخصيًّا والله ما لي علم ما هي “الهرمة” هذي بالضبط
ولا ما هي المناسبة التي تُقال فيها
لكني أشعر بأنها أنسب ما تُقال لذولاك الناس اللي عايشين بنعيم وهدوء وسلام وفُهنة في بلدان يحكمها القانون لجأوا إليها هاربين من ضنك العيش في بلدانهم وفي أوطانهم الأصلية
ومع هذا تلقاهم يشجعون العبث والفوضى والمليشيات والعصابات المبندقة التي تتحكم بمصائر الناس في بلدانهم المتعثرة أصلاً!؟

وكيف لما تكون عائش في بلاد أجنبية موفرة لك ولعائلتك ولأبنائك الأمان والهدوء والمستقبل الجيد لمجرد أنك إنسان بغض النظر عن جنسيتك ومعتقدك الديني وتوجهك السياسي؟ وبدلاً من أن يؤثر فيك هذا النموذج الجيد، ويجعلك إنسانًا سويًّا تعرف أنه لا يمكن لأيّ بلدٍ أنْ ينهض ويستقيم حاله من دون أن تكون هناك دولة نظام وقانون وعدالة ومساواة وحرية
ومع هذا تظل هاذاك أنت ابن الهرمة الذي لا يتعلم ولا يفهم وما كودك حاشر نفسك في أضيق الزوايا تهتف للملاعين وقطاع الطرق ولصوص لقمة عيش الناس!
وكيف لما تكون عائش في بلدان كبرى بين أممٍ، الغلبة فيها للعقل وللعمل وللمنطق، والحكم فيها للصندوق ولإرادة الناخبين، والدين فيها لله، والوطن للجميع، والإنسان هو الثروة الحقيقية لتعمير وبناء الأوطان؟
ومع هذا تظل هاذاك أنت ابن الهرمة الذي يناصر من بقعته في هاذيك البلاد جماعة دينية مليشاوية فئوية وطائفية انقلبت على السلطة في بلاده بقوة السلاح؟!
ومش كذا وبس..
عادك فوق هذا تزيد تبرر لها أفعالها وتنساق مع دواعيها في الحق الإلهي للحكم!
أمانه عليكم هذا أيش يسمّوه؟ابن هرمة وإلا لا؟
أكيد ابن ستين هرمة.
والأمر ذاته لا يختلف مع عيّنة أخرى من عيال الهرمة اللي عائشين منذ 2011 وحتى الآن في بلدان متقدمة ومتطورة موفرة لهم الأمان والعيش الهنيء الرغيد،
ومع هذا تلقاهم مش مؤسفين بما صارت عليه الأمور في وطنهم الأم، ولا تعلّموا ولا فهموا، وجالسين ذولاك هم العالقين في جحر جماعة دينية مليشاوية هي الأخرى تخوض الحرب ضد الانقلابيين بعقيدة الفيد والنهب، وبعقلية قاطع الطريق لبسط نفوذ الجماعة وتأمين مستقبلها على حساب المصلحة الوطنية العليا؟!
وهولا أيش نسميهم؟ عيال هرمة وإلا أيش؟
أكيييد عيال ستين هرمة.

في مواقع التواصل الاجتماعي عمومًا، وفي الفيس بوك على وجه الخصوص، يمنيون كثر يعيشون في بلدان متقدمة ومتحضرة منحتهم عيشة الأوادم بما يكفي لأنْ تتطور عقولهم، ولأنْ يتوسع أفقهم وخيالهم الإنساني، ولأنْ يقعوا في الحياة أوادم محترمين، وعلى قدر كافٍ من الفهم والاستيعاب لمشكلة بلادهم المتعثرة، ومشكلة أمتهم وشعبهم المتعب والكسير.
بعضهم عيال ناس .. الغربة أو الدراسة أو اللجوء في تلك البلدان غيرت في أفكارهم وطورت وعيهم وجعلتهم يقفون أمام كل شيء جميل يشاهدونه هناك في بلدان إقامتهم، ويتمنون من كل قلوبهم لو أنّ هذا موجود في بلادهم وفي موطنهم الأم،
وتلمس من كتاباتهم وتعليقاتهم وأفكارهم المتبادلة والمتناولة أنهم أناس مخلصين لحاجة بلادهم في التطور واللحاق بالعالم
وبعضهم مع الأسف الشديد عيال ستين هرمة
لا يتعلموا ولا يفهموا ولا يتطور تفكيرهم ولا يخجلوا ولا يستحوا من أنفسهم حتى شوية.
على الأقل لما يشوفوا الناس في هاذيك البلدان اللي احتضنتهم كيفهم عائشين وكيف الحياة سالكة معاهم بكل بساطة لأنهم مواطنون في دول محترمة تحكمها أنظمة وقوانين،
ومع هذا تلقى عيال الهرمة يشوفوا كل شيء متقدم ومتطور في هاذيك البلدان ولا يحرك ذلك في أحدهم حتى وطلة ضمير وطني تجاه بلاده الخربانة وتجاه شعبه التاعب.
ويا ريتهم عائشين هاناك سكتة بسكتة ومسكّهين البلد والناس أذيتهم، شنقول سهل يا ضاك
لكن لا..
ابن الهرمة قدو ابن هرمة أصلاً
عائش بهدوء وسكينة في هاذيك البلاد الآمنة اللي ما تسمع فيها حتى حبة طماش تقرح، وبدل ما يتمنى لشعبه وأمته ووطنه الخلاص من عبث المليشيات والعصابات المسلحة
ويشجع كل جهد في سبيل السلام بين أبناء بلاده وعودة مؤسسات الدولة وبناء مجتمع مدني في دولة حديثة يحكمها القانون
لكن لا..
ابن الهرمة هاذاك هو ابن الهرمة
تلقاه يتقنفز من هاناك، يشجع الباطل وينفخ الكير ويذكي من بقعته روح الخصومة واستمرار الحرب بين أبناء بلاده التي ركضوها الجن ودخّلوها جحر الحمار الداخلي؟!
عيال الهرمة على أية حال قزيزين بما يكفي لأنْ يستكثر الواحد عليهم أنْ يكونوا عائشين في بلدان متقدمة يتعلموا فيها حتى الحمير،
وهم ذولاك هم،
مش راضين يفهموا ولا راضين يتعلموا حتى كيف يقعوا أوادم نافعين في مجتمعهم، ما بالك أن يكونوا نافعين في هاذيك المجتمعات اللي وفرت لهم عيشة الأوادم
ومع هذا مصممين، وبرأسهم ألف سيف مابلّا وإلا يعيشوا فيها حمير وعيال هرمة كابر عن كابر.
وتفوا عليهم أوادم يا ضاك.

*المقال من صفحة الكاتب بالفيس بوك