الإثنين - 29 أكتوبر 2018 - الساعة 01:14 ص
يقول شكسبير "حشد العقلاء أمر معقد للغاية أما حشد القطيع لا يحتاج سوى لراع وكلب"
يستخدم الحوثي الكثير من الأوراق ليتلاعب بها لتذويب الجميع في ثقافة القطيع حيث بالعاطفة والعاطفة المتطرفة يسيطر على الجموع
يقول غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير "إن معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها"
وأي قضية قد تطغى على مشاعر الجماهير أكثر من الفقر والجهل والهزائم النفسية مثل القضية الفلسطينية !!!
لطالما أجاد الحوثيون تمثيل دور محور الممانعة ورفض التطبيع حتى الصرخة والشعار تقوم أساسا على فكرة أن فلسطين هي القضية الأولى المحورية في فكر وعقيدة الحوثي ، والمخجل أنه بآلته الإعلامية وبفعالياته التظاهرية وحشوده الكبيرة نجح بإقناع الكثير من الفلسطينين والشيوعيين بل وبعض المفكرين العرب بمصداقيته، وكسب تعاطف كل من يتعاطف مع القضية الفلسطينية دوليا .
إن أهمية ظهور الحوثي كمقاوم ، رافض للتطبيع أهمية وجودية بالنسبة إليه، وبالتالي سقوط هذه الأكذوبة ، يدعه عاري الظهر في نقطة من أهم نقاط أيديولوجيا الحركة.
ماحدث في مسقط ضرب مصداقية الحركة الحوثية بشعارها وصرختها في مقتل ، ليست فقط زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للسلطنة ، وصمت الحوثي وعدم التنديد بتلك الزيارة، بل الحديث عن لقاءات سرية بين حوثيين في عمان وبين وفد إسرائيلي في عمان التي بمثابة الرئة الوحيدة للحوثيين.
إن فضيحة من وزن وثقل التواصل مع إسرائيل، تسقط الحركة وتعري ورقة التوت الأخيرة، فكيف تصرف الحوثيون مع معضلة كهذه ؟
الجواب ببساطة تشتيت الناس والهائهم عن القضية بخلق قضية رأي عام يتفاعل معها من مع الحوثيين ومن هو ضدهم ، بل قضية تحرك عواطف السعوديين أنفسهم .
وأي قضية أعظم وادهى من إختطاف واغتصاب طفلتين يمنيتين ، وعرض صور وتعليقات مستفزة على تويتر، لتتحول لترند بين ليلة وضحاها، وينسى الجميع فضيحة المحادثات السرية .
السيناريو العبقري والجريمة الكاملة !!!
ربما تكون المطابخ الإعلامية للحوثي قد نجحت لحد ما وحتى الآن ، بتوجيه الأنظار دوما بعيدا عن الإنتهاكات الجسيمة التي تقوم بها المليشيا ، بل وإلهاء الناس عن قضايا كتوقف الرواتب والمجاعة والفساد الحوثي ، لكنهم هذه المرة نسوا تفاصيل لا تمر على عاقل ، كعدم وجود بلاغ من أهل المختطفات رغم انتشار صورهن، الحساب الزائف بتويتر والذي نشر الصور ، اتضح فيما بعد أن هذه الصور منشورة منذ أسبوعين في برنامج يدعى " يودل " ، هنا يطرح تساؤل عن التوقيت، ثالثا سيناريو الخطف غير المنطقي ، وطريقة عرض الصور وماكتب عليها بشكل استفزازي جدا تعمدي، هل هناك من قد يقوم بالخطف والاغتصاب وينشر تفاصيل ماسيفعله، لاحظوا ماسيفعله وليس مافعله وانتهى، وكأنه يقول" تعالوا ارجوكم لاعتقالي قبل حتى أن اتم جريمتي" ؟! ، كل الحسابات التي نشرت الحادثة حسابات جديدة وهمية والروابط التي ارفقت بالتغريدة كانت احتيالية،لايوجد اي ملامح خوف على الطفلتين بل تجلسان بهدوء في مؤخرة سيارة مكشوفة ، بعد أن قامت التغريدة القذرة بفعل ما أرادت تبخر الحساب المزعوم !!!
يراهن الحوثي على نجاح نفس الحيلة مرتين كإشاعة إغتصاب سوداني ليمنية في المخا ، لكن يفوته معلومتين واقعية وتاريخية، لو كان النصر في الحروب بالإشاعات وحدها لفاز هتلر في الحرب العالمية الثانية، فكيف ستفيد الحوثيين في زمن الإنترنت؟ ! ، وأن البطون الجائعة قضيتها المصيرية رغيف خبز ! فمن ذا الذي قد يسطر على جموع جائعة ؟! ومن تغدى بكذبة ما تعشى بها.