كتابات وآراء


الإثنين - 05 نوفمبر 2018 - الساعة 07:00 م

كُتب بواسطة : وضحه مرشد - ارشيف الكاتب



نجحت الشبكة الناعمة والمدربة جيدا للمليشيا الحوثية وأغلبيتها من النساء ،بتحويل الصراع في اليمن إلى عرقي طائفي، بل جعلت من المليشيا المنقلبة أقلية مضطهدة، بدا ذلك واضحا في تصريح ماتيس وزير الدفاع الأمريكي الذي نعتهم ب " السكان الأصليين " في مغالطة تاريخية كبرى ، واجحاف بحق كل اليمنيين الذين عانوا الأمرين منذ نشوء هذه الجماعة الكهنوتية، الملفت أيضا أن الرأي العام الدولي وخاصة الأمريكي الرسمي والشعبي يعوم على عوم المليشيا ويسمي الأشياء بغير أسمائها، كإضراب الأمريكية " باميلا بينت" عن الطعام للفت انتباه العالم للحرب والمجاعة، لكن تلك الإنسانية تسقط تحت عناوين أنها حرب السعودية ضد اليمن ، وليست حرب الحوثيين ضد اليمنيين.
سبق وحذرنا من الشبكة الناعمة للمليشيا في ظل صمت المنتمين للشرعية، لماذا ينجح إعلامي وحقوقي الإنقلاب الحوثي بالتسويق لضلالهم، ونفشل نحن أصحاب القضية الحقيقية في إظهار حقيقة الإنقلاب وجرائمه للعالم ؟!
سؤال مطروح على طاولة شرعيتنا التي نتشبث بها مبدأ وقضية لا شخوصا وأفراد.
الدليل الاخر لنجاح المليشيا على المستوى الحقوقي و الإعلامي ، المبادرات التي تطرح كل فترة وأخرى كتسريبات لاتفاقيات قادمة ، هذه المرة جاءت على لسان وزير الدفاع الأمريكي ماتيس، بمنح الحوثي حكم ذاتي وميناء شمال الشمال، تلك المبادرات لا تضع بعين الإعتبار موقف سكان تلك المناطق رفضا وقبولا للتواجد الحوثي كحكام لها ، ما من شأنه خلق بؤر صراع لا متناهي وإن توقفت الحرب، تبقى مخرجات الحوار كمرجعية توافق عليها اليمنيون ، يمن إتحادي وتوزيع عادل للثروة والسلطة، عدالة انتقالية ومصالحة وطنية وحق الضحايا، إقرار الدستور الجديد باستفتاء شعبي ، وانتخابات برلمانية ورئاسية، يختار فيها الشعب حكامه،بعد تنظيف سجلات الناخبين ، هذه النقاط بحسم عسكري أو بحل سياسي هي حبل النجاة لليمن ، مالم فسنظل ندور في حلقات من الصراعات البينية ، ونعالج الجروح بالمهدئات، على أن أساس الفكرة في اليمن الإتحادي ليس تقسيم اليمن إلى كونتات مناطقية وطائفية، وفرض أطراف معينة على أبناء المناطق، واعطائهم مناطق مغلقة للحكم الذاتي في بيئة رافضة لتواجدهم من الأساس وهي الأكثر تضررا منذ زرعهم فيها بنهاية التسعينات .
على المجتمع الدولي الإصغاء للشرعية، والنظر للحقائق مجردة ، على الشرعية تفعيل دور الناشطين والإعلاميين والحقوقيين على مستوى دولي، والتنسيق مع الجاليات والمغتربين في الخارج بالذات في دول القرار ، اكتفينا من الصراخ على صفحاتنا بمواقع التواصل الإجتماعي، على كل صاحب رأي وقلم وموقف وكل يمني حر شريف الاصطفاف خلف الشرعية للخلاص من الإنقلاب وإيقاف الحرب وفق مشروع عادل لكل اليمنيين ، وعلى أصحاب الطريق الثالث أن يتوقفوا عن تبني مواقف رمادية ، وعلى الذين يعيشون في خيالية مثالية أن يستفيقوا ويحددوا موقفا واضحا .