الخميس - 29 نوفمبر 2018 - الساعة 11:31 م
غالبا نطالع المرآة لنرى الانعكاس الجميل لملامحنا ، الانعكاس النابع من حبنا لذاتنا، أكثر مما على صفحة المرآة، لكننا أيضا حين نرى عيبا أو خطأ تخبرنا به المرآة، لا نتردد في محاولة إصلاحه أو إخفائه، من منا لا يرغب في الجمال والمثالية ؟!
وحده النرجسي الذي يرى نفسه في كل المرايا والإنعكاسات والصور وفي عيون الناس ، إلها للجمال والكمال المنزه !
"مع المعرفة يكبر الشك" (فون غوته) .
"مشكلة العالم أن الحمقى والمتعصبين واثقون من أنفسهم دائما، بينما الأذكياء تملئهم الشكوك" (برتراند راسل)
من إدعاء المظلومية والتباكي، ومحاولة جذب التعاطف الشعبي لقضية الإضطهاد المختلقة، والتلبس بالمدنية، حتى ذروة العنجهية والتجبر، الظلم والقمع والديكتاتورية ، الحركة الحوثية منذ نشأتها إلى وصولها للسلطة والتسلط ، خاضت في الكثير من الأخطاء والخطايا الفادحة.
الحوثي الذي يظن نفسه بطلا محليا وقوميا وامميا، ثم يقوم بكل تلك الإنتهاكات الجسيمة، من الإنقلاب و إشعال الحروب ضد الشعب والدولة ، إلى السجن والاخفاء والتعذيب والتجويع والتركيع والترهيب.
الحوثي الذي لا يراوده الشك بوسامته ، والدمامل والبشاعة تتفشى في وجهه بعد أن سقط القناع.
الحوثي الذي يغتر بحشوده المهولة، ولا يتعلم من درس التاريخ أن " الخوف والمال والجهل والجوع ستحشد لك القطيع ، الذي سينفض من حولك عند أول علامة سقوط " !
فلاد الثالث ، نيرون، هتلر ، موسيليني، أمثلة لجبابرة وطغاة مهووسين ومجانين ، احرقوا بلدانهم والعالم، ثم ماتوا بأشنع الطرق " إنتحارا، إعداما، قتلا، واغتيالا " .
" الغباء والنرجسية ، جنون العظمة واليقين المطلق " خلطة الديكتاتورية بنهاية مأساوية!
يظن الحوثي أنه انتهى من تحقيق أهدافه، تلك الثقة العمياء بالسيطرة، جعلته يتعرى، ويفضح مشروعه غير الوطني باكرا وبالتدريج، كما كشفت وجهه الحقيقي الذي لا يمت للوطن أو المدنية أو الدولة بصلة!
الثقة والنرجسية جعلته يتوحش ويستذئب، بمجرد إسقاطه لصنعاء، وتحول لمصاص دماء، فتك بالأقربون، غدر بالحليف، ضاق بالمعارض، بطش بالمواطنين تحت سيطرته.
كل ذلك إضافة لكون البنية العقائدية للحركة الحوثية المبنية على السلالية، والطائفية، والعنصرية الآرية ،ومنذ نشأتها والتي تحمل بذور زوالها منذ ولادتها، إنها لا تعترف بالمتحوثين ولا بالمتشيعين، ولا بالمناصرين، ولا بمطلق الولاء والطاعة، بل بالدم واللقب!
وحين حان وقت تقسيم الكعكة، والمصالح والمناصب، السلطة والنفوذ، تخلى الحوثيون عن داعميهم ومناصريهم، حصرت المنافع في السلالة، ونفت الآخرين، أو ارسلتهم للجبهات لمواجهة الموت!
تململ المنضوين في الحركة من غير أصحاب الدم الأزرق، صدرت همسات معترضة، تعالت الأصوات بزيادة التهميش لهم -رغم خدمتهم للحركة وسيدها- ، تحولت الهمهمات لعتاب ثم نقد وتشكي علني، ثم تسرب وهروب العديد من القيادات ومسؤولي حكومة الإنقلاب إلى المناطق المحررة أو إلى الخارج، وإعلان انضمامها للشرعية، بعد أن استوعبوا أخيرا... أن هذه الجماعة لم ولن تحتوي كل اليمنيين، بل ستستأثر بالحكم والسلطة، وحتى المال والإقتصاد والسوق السوداء، في إطار الهوية العرقية حصرا.
هذا التصدع الذي أصاب قلب الحركة من أعلى قياداتها حتى القاعدة، إضافة للغليان الشعبي في مناطق سيطرتها، الكراهية المتزايدة من المواطنين ، يكبلها الخوف فقط، بعد أن اذاقهم الإرهاب الحوثي الأمرين ، هزائم الحوثي العسكرية المتلاحقة، وسقوط أكذوبة الصمود والدفاع عن اليمن .
الإنتهاكات الفضيعة التي طالت حتى الرضع، " مدين الشرجبي عمره 7 أشهر تم احتجازه مع والدته وخالته في الأمن السياسي،لستة أيام بلا تهم ، بعد اختطافهم من على حافلة عائدة من عدن "!
كل ذلك يبشر بنهاية قريبة ومدوية للحركة الإرهابية الحوثية ، التي تحفر قبرها بيدها قبل الآخرين.
حقيقة لا أجد كلاما يعبر عن حالة الحوثي أصدق من المثل الشعبي " النملة إذا اريشت دنا زوالها " .
النمل مكانه الجحور تحت الأرض، وأن ينبت للنملة ريشا فلا يعني أنها تستطيع الطيران طويلا، أو أنها تنتمي للسماء!
*أعتذر للنمل الكائن المجتهد المتعاون والذي أحترمه، بعكس الحوثي الذي أحتقره، ويشعرني بالتقزز والغثيان .
طهور يا وطني ستتعافى قريبا.