الإثنين - 17 ديسمبر 2018 - الساعة 12:09 ص
في ظل حالة من التخاذل والمحابة والإنحياز للمليشيا في ثوب الحياد ، والمغالطات والمزايدات من منظمات المجتمع المدني في اليمن ، فيما يخص الجرائم الجسيمة ،والانتهاكات ضد حقوق الإنسان التي تمارسها مليشيات الحوثي ، والمسكوت عنها حقوقيا وإعلاميا بالتواطىء أو الخوف أو إنعدام المصادر والقدرة على التوثيق.
في ظل هذه الصورة السوداوية ينبعث من ظلمة الصمت ..ضوء ، ومن يأس الإنصاف.. أمل، صار للضحايا أصوات وعيون واذرع ، تصرخ بالمأساة ، ترى القتلة ، وتشير إليهم بلا خوف ، وتتشبث بالنجاة .
100 حكاية إنسانية من اليمن ، والتي دشنتها في القاهرة" مؤسسة تمكين المرأة في اليمن" في العاشر من ديسمبر الماضي، بالتعاون مع الشريك المحلي " المنظمة العربية لحقوق الإنسان " ، بحضور مميز عربي ومحلي ، وبتغطية إعلامية واسعة من وسائل الإعلام العربية والمحلية.
100 حكاية إنسانية من اليمن، 100 حكاية عن الألم والمعاناة، اليتم والترمل ، الفقد والتشرد ، التعذيب والتنكيل ، والأحلام التي تحولت لكوابيس واقعية ، "100 حكاية إنسانية من اليمن" من الموت الأسود، حكايا رعب وحزن لا يتخيلها عقل ولا يتحملها قلب ، لرجال ونساء وأطفال وأسر ذاقت الأهوال على أيدي المليشيات الإرهابية الحوثية ، مابين انفجار ألغام وقذائف الهون ، تعذيب واعتقال ، تهجير واخفاء قسري، قنص مدنيين واستهداف أعيان (منشآت) مدنية، إنتهاكات يندى لها جبين الإنسانية، وتتبرأ منها الوحوش، وتذيب نياط القلوب.
موسوعة 100 حكاية من اليمن تقف أمامها بين التفجع والفجيعة ورفض التصديق.
تقول الأستاذة زعفران زايد رئيسة مؤسسة تمكين المرأة اليمنية " هي بداية لحملة كبيرة ومتواصلة بدأناها في اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 ديسمبر، الحملة من ثلاثة محاور حقوقي وإعلامي وقانوني ، كل قصة من المئة موثقة بفيلم قصير باللغتين العربية والإنجليزية، مكتملة الشروط كقضايا حقوقية، كما نسعى في المراحل القادمة إلى فتح ملفات ورفعها للمحاكم الدولية ، وحفظ حق الضحايا ، ونحن بصدد عمل العديد من الأفلام الوثائقية بثلاث لغات عن الإنتهاكات والجرائم لمليشيات الحوثي ضد المدنيين ، الهدف من الحملة إيصال أصوات الضحايا لأصحاب الضمير الحي من الإعلاميين والحقوقيين ومناشدة الجميع لإيصال أصوات الضحايا ،ومحاكمة مرتكبي هذه الجرائم"
تضيف زعفران زايد" نحتفظ بآلية موثوقة للوصول والاستماع للضحايا وأسرهم والشهود "
بعيدا عن المماحكات السياسية، قريبا من معاناة الإنسان، حملت موسوعة 100 حكاية إنسانية من اليمن هم ومسؤولية توصيل أصوات الضحايا الذين لا صوت لهم .
100 حكاية إنسانية من اليمن، لن تنجو بعد سماع القصص على لسان الضحايا و ذويهم، من اثلام غائرة في إنسانيتك ، ووصمة من نار في كبدك .
"ملاك جميل" طفلة عمرها عشر سنوات كانت تحلم أن تكون طبيبة قبل ان تفقدها قذيفة هاون حوثية يدها اليمنى وحلمها الذي صار رمادا .
تقول ملاك " أحلم ان تكون لدي يد مثل باقي البنات، فهل هناك طبيب يحقق حلمي؟ "
الشاب يحي الفقية الذي رفض الذهاب للقتال في الجبهات مع مليشيا الحوثي تم ضربه وتعذيبه وإطلاق النار عليه أمام أعين أمه وزوجته وأطفاله، ومنعت المليشيا أهل القرية من إسعافه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
يوسف طفل عمره 10 سنوات عاد من الموت بعد إصابته بقذيفة هاون حوثية في أجزاء متفرقة من جسده، وخضع لعمليات جراحية عديدة ومعقدة لنزعها من جسده الغض الصغير.
"يااااارب .... انا شاموت" ظل يرددها يوسف في المستشفى شاكيا لله أوجاع جسده وروحه.
لقت خديجة سلطان الحامل حتفها مع أطفالها الثلاثة بسبب قذائف حوثية بعد ان نزحت مع صغارها هربا من الموت الحوثي.
يقول والدها بحرقة " لقد فجر الحوثيون ادمغتهم " .
100 حكاية إنسانية من اليمن غيض من فيض لمآسي آلاف آلاف المدنيين والأسر من ضحايا الإجرام الحوثي التي تتغاضى عنه منظمات المجتمع المدني المحلية، ويتجاهلها المجتمع الدولي، ويغيب عن العالم أصوات الضحايا .