كتابات وآراء


الأربعاء - 19 ديسمبر 2018 - الساعة 11:32 م

كُتب بواسطة : وضحه مرشد - ارشيف الكاتب


في كرتون الأطفال الأشهر "توم وجيري " يقوم الفأر جيري باستفزاز القط توم ليطارده ، جيري الذي يسكن تطفليا في بيوت البشر ، ويقوم بتخريب المنزل، لتلقي ربة البيت اللوم على توم الذي قضى يومه محاولا حماية البيت ، وحين يمسك توم بجيري ، عادة ما يتدخل الكلب "سبايك" لإنقاذ جيري ، ويتعاطف المشاهدون مع الفأر اللئيم المستفز المخرب بسبب حجمه الصغير !!!
يذكرني هذا بمايحدث في اليمن عموما ، وفي الساحل الغربي على وجه الخصوص ... مليشيا الحوثي الإنقلابية التي تستعرض عضلاتها ، وتضرب بكل القرارات الدولية والمناشدات الإنسانية عرض الحائط ، ولا تعترف بأحد ، تعيث في الأرض فسادا وخرابا ، وفي الشعب تجويعا واذلالا وتشريدا وتقتيلا ، تقتلع الأطفال و تزرع الألغام والموت.
وما إن تنكسر شوكتها ، ويتقدم أبطالنا الأشاوس من الجيش والمقاومة الوطنية ، حتى يتحول وجه الشيطان إلى المسكنة والمظلومية ، وتصرخ مستغيثة بالمجتمع الدولي لإنقاذها من الهزيمة ، وحالما يتم الضغط الدولي على الشرعية للجلوس على طاولة الحوار ، وإيقاف الجبهات، وتسترد المليشيا أنفاسها وعافيتها ، حتى تعود حليمة لعادتها القديمة، ويعود الحوثي للإرهاب، ولنقض العهود ، وخرق الهدنة ، والإنقلاب على كل ماتم الإتفاق عليه .
تماما كما فعل سابقا في حروب صعدة الستة، وفي مؤتمر الحوار الوطني، وإتفاقيات مابعد اجتياح صنعاء ، ومنذ انقلابه الكامل وحتى الآن، وكأن الغدر والخيانة جينات وراثية تجري في دمه ، والإنقلاب ركن من أركان ايدلوجيته المضللة، حتى أكاد أظن أنهم ألم يجدوا من ينقلبوا عليه ، فسينقلبون على أنفسهم !!!
سبق وحذرنا من التعامل مع الإنقلاب، وأن لغة الحوار الوحيدة مع الإرهاب هي لغة السلاح ، سبق وناشدنا المجتمع الدولي أن يكون ضمير الإنسانية، أن يتبنى حق شعب كامل حلمه الإنعتاق من ظلم ووحشية الكهنوت الحوثي ، أن يتوقف عن محاباة وحماية الإجرام الحوثي على حساب شعب يموت جوعا ، وينزف حتى الموت على أيدي مليشيا الإرهاب الحوثية !
مالم فليتركنا العالم نواجه هذه الجائحة والفيروس ، البلاء والابتلاء بمفردنا .
فليتوقف المجتمع الدولي عن الاصطفاف مع الإرهاب الحوثي طالما لا يستطيع إلزامه بالإيفاء بتعهداته .
المجتمع الدولي الذي لا حمانا ولا تركنا لمصيرنا !
انتهت مشاورات السويد كما بدأت ب " ولا شيء " ، عدا إلتزام الشرعية بالهدنة من جهتها، وخرقها من قبل المليشيا، مع صمت أممي.
هل هرع جريفيث مهرولا لإقامة " مشاورات السويد " لإيقاف معركة تحرير الحديدة ، بعد تقدم الجيش والمقاومة الوطنية ؟!
هل كان الهدف إخضاع الميناء للإشراف الدولي؟ !
هذا ما تقوله مخرجات المشاورات الأخيرة.
وإلا فماذا نفهم من هذه اللعبة والمسرحية السخيفة التي تمارسها الأمم المتحدة ؟!!
الحوثي الذي رفض تسليم الميناء و الحديدة لأبنائها، وأصر على تسليمها لقوات دولية ، هو الزاعق ليل نهار باسطوانة العدوان المشروخة !!!
في توم وجيري... ينتصر جيري أغلب الوقت بالخبث والحيل والغدر والدهاء .
لكن في الواقع ....
" الفئران طعام القطط "
إلى وزيرة خارجية السويد " مارجوت فالستروم" تلك اليدين التي احتضنتهما يديك ملطخة بدماء أطفال اليمن " .