شئون دولية

الثلاثاء - 20 أغسطس 2019 - الساعة 09:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

مقديشو

لم تفوت قطر فرصة قيام مجموعات إرهابية حليفة لها بتفجيرات لطرد المستثمرين الأجانب في الصومال، وبدأت بملء الفراغ وتركيز استثماراتها في مواقع استراتيجية مثل إنشاء ميناء وسط الصومال.

وأعلنت قطر، الاثنين، البدء بتنفيذ مشروع بناء ميناء “هوبيو” بإقليم مدغ وسط الصومال بحضور وزير الخارجية الشيخ عبدالرحمن آل ثاني، ووزير النقل والاتصالات جاسم بن سيف أحمد السليطي.




وقال جاسم بن سيف بحضور رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، ووزيرة الموانئ والنقل البحري مريم أويس جامع إن “مشروع بناء ميناء هوبيو سيبدأ وسيبنى على أسس ومعايير عالمية”.

وأضاف أن أعمال البناء ستبدأ اعتبارا من اليوم من أجل تحقيق الاستفادة للشعب الصومالي.

من جانبها، قالت مريم أويس وزيرة الموانئ والنقل البحري بالصومال، إن “انطلاق مشروع بناء ميناء هوبيو سيخلق فرصة عمل للمواطنين وسيساهم في اقتصاد البلاد”.

وقال متابعون للشأن القطري إن سفر وزير الخارجية بصفة خاصة لحضور تدشين مشروع الميناء يعكس الأهمية التي توليها الدوحة لمشروع بات يثير الكثير من الجدل خاصة في ظل اتهامات صادرة عن جهات مختلفة تقول إن قطر مارست العنف بقوة في الملعب الصومالي عن طريق وكلائها من الجماعات الإرهابية لدفع المستثمرين الأجانب إلى مغادرة الصومال، ومن ثمة يخلو لها المكان لبسط سيطرتها على البلاد.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أماطت اللثام مؤخرا عن التفجيرات التي كانت ترعاها قطر في سياق تنفيذ أجندتها بإخلاء الصومال من وجود الاستثمار الأجنبي، وخاصة من الإمارات التي عملت على تدريب القوات الصومالية وتسليحها لتكون قادرة على مواجهة الإرهاب وتفكيكه وتوفير الأمن بما يفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات من بلدان مختلفة. لكن من الواضح أن قطر لم تكن تميل إلى هذا الخيار ودفعت إلى إفشاله بكل السبل.

وقال رجل الأعمال خليفة كايد المهندي، في المكالمة التي أجريت في 18 مايو، أي بعد حوالي أسبوع من التفجير “نعرف من يقف وراء التفجيرات والقتل”.




وكشف رجل أعمال مقرب من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مكالمة هاتفية مع السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة هاشم، أن المسلحين نفذوا تفجيرا في مدينة بوصاصو لتعزيز مصالح قطر.

وأشار في تسجيل كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز، إلى توظيف التفجيرات لإخافة القادمين من دبي ودفعهم إلى الفرار من المنطقة التي تسعى قطر للسيطرة عليها دون منازع.

وقال “أسمح لهم بطرد الإماراتيين حتى لا يجددوا العقود معهم وسأحضر العقد إلى الدوحة”.

وأعاد هذا الاعتراف إلى الأذهان مقتل المدير المالطي لميناء بوصاصو، الأكبر في منطقة أرض الصومال التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال شرق الصومال والذي تديره مجموعة إماراتية كانت وقعت عقدا مدته ثلاثون عاما لإدارة وتطوير الميناء الذي يقع في منطقة استراتيجية في خليج عدن، بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، على بعد أكثر من 1300 كلم شمال مقديشو. وأثار هذا الاتفاق استياء الحكومة الفيدرالية في مقديشو المتحالفة مع قطر.

ويعتقد مراقبون أن قطر تعيد في الصومال نفس الاستراتيجية التي اعتمدتها في سوريا وليبيا سابقا، وهي استراتيجية ضخ المال لشراء الوكلاء المحليين وتكليفهم بخلق مناخ أمني معاد للاستثمارات الخارجية، ومواجهتها بالتفجيرات والاغتيالات، وهو أمر يهدد أمن الصوماليين ويجعلهم يدفعون ضريبة الأطماع القطرية.

ويذهب عبدالرحمن ديري، وهو محلل سياسي في مدينة هيرجيسا، إلى القول إن الهجوم في بوصاصو كان مؤشرا على أن قطر عملت على مراعاة مصلحتها الوطنية في الصومال على حساب الاستقرار الذي حققته بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

ويقول ديري، كبير المحررين في مجلة ديموكراسي كرونيكلز، إن “قطر، وهي دولة تمتلك مليارات الدولارات من استثمارات النفط، تزعزع استقرار الدولة ذات السيادة مثل ليبيا أو تضيف الوقود إلى النار كما هو الحال في الصومال باستخدام وسائل إعلام تابعة لها، مثل قناة الجزيرة، من أجل مراعاة مصلحة الدولة الصغيرة في الخارج”.