شئون دولية

الثلاثاء - 20 أغسطس 2019 - الساعة 11:15 ص بتوقيت اليمن ،،،

24

يرى مايكل نايتس، زميل بارز لدى "معهد واشنطن" وألكساندر ميلو، محلل أمني بارز لدى ه"ورايزن كلاينت آكسيس" للخدمات الاستشارية في مجال الطاقة، أن التفجيرات التي استهدفت مخازن أسلحة في العراق أخيراً ليست هي المشكلة الأمنية الوحيدة التي تمثلها ميليشيات خارجة عن السيطرة في هذه البلاد.
ميلشيات عراقية مدعومة من إيران تتبع سياسة خارجية عراقية مستقلة، وهي بذلك تسخر من حكومة البلاد ودستورها

ودعا الكاتبان، ضمن مقال نشر في موقع "معهد واشنطن" لتأمين مخازن الأسلحة الثقيلة، ووقف الاعتقالات الجماعية، وحماية العراقيين، والمستثمرين في العراق وسواهم. وأشارا لوقوع حريق هائل، في 12 أغسطس (آب) الجاري، في مستودع كبير للذخيرة الخاصة بأحد الميليشيات في جنوب بغداد، ما تسبب بانطلاق صواريخ في سماء العاصمة العراقية.
ويعد الحادث واحداً من تفجيرات كبيرة وقعت، خلال السنوات الأخيرة داخل منشآت كتلك، وترتب أيضاً مخاطر حديثة مرتبطة مباشرة بمجموعات مدعومة من إيران، وبهجمات ميليشيات على مستثمرين غربيين، وصولاً لغارات إسرائيلية ضد قواعد خاصة بميليشيات.

عجز
ويرى كاتبا المقال أنه نظراً إلى عجز الحكومة العراقية عن كبح جماح حتى أصغر الميليشيات، فإن الأثر السلبي لتنظيمات مسلحة مدعومة من خارج العراق، يقع بشكل متزايد على مدنيين عراقيين. ونتيجة له، ينبغي على المجتمع الدولي تكريس مزيد من الاهتمام عند العمل مع بغداد.

وحسب الكاتبين، لربما كانت القضية الأكثر إلحاحاً على السلامة العامة تتعلق بنمط متزايد من تفجيرات كبيرة تقع في مناطق مكتظة بالسكان داخل مدن عراقية، وناجمة عن ميليشيات تخزن متفجرات وقذائف في ظروف غير آمنة خلال فترات تشتد فيها درجات الحرارة.

ووقع انفجار يوم 12 أغسطس(آب) في مستودع للذخيرة عند معسكر الصقر، ما أدى لمقتل مدني واحد، وجرح 29 آخرين. وقد تناثر الحطام لأبعد من مسافة خمسة كيلومترات. وقد استخدمت تلك القاعدة ميليشيتان تابعتان لقوات الحشد الشعبي – كتائب جند الإمام، وكتائب سيد الشهداء، إلى جانب عدة مجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيم بدر الموالي لإيران.

وكما يشير كاتبا المقال، وقعت عدة تفجيرات أخرى في 2018، ونجم عنها مقتل وجرح عدد من المدنيين العراقيين.

تفجير مواقع صواريخ
ويلفت كاتبا التقرير إلى وقوع ما لا يقل عن حادثين من تلك التفجيرات داخل قواعد للميليشيات حيث يقال إنها تحوي صواريخ إيرانية طويلة المدى، وسواها من المتفجرات. وتشير أدلة، في حادث واحد على الأقل، لتوجيه ضربات عسكرية شديدة الدقة، ربما عن طريق إسرائيل.

وفي 28 يوليو(تموز)، أبلغ عن وقوع ثلاثة انفجارات في معسكر أشرف، منشأة خاصة بميليشيا بدر في العراق، ويقع شمال شرق بغداد. وتستبعد طبيعة الحادث، الذي تزامن مع عدد من التفجيرات، وقعت في ثلاثة مواقع متباعدة لمسافة 10 كيلومترات، أن تكون أسبابه عرضية. ويعتقد محللون عراقيون وأمريكيون أنه من المرجح أن المعسكر يحتوي على أنظمة صاروخية قدمتها إيران.

هجمات على المجتمع المدني
ويشير الكاتبان لاتهام مليشيات مرتبطة بإيران بممارسة العنف ضد جماعات مجتمع مدني ومدنيين.
فقد أصدرت منظمتا "آمنيستي إنترناشيونال" و"هيومان رايتس ووتش" بيانات مدعومة بوثائق حول اختفاء 643 سنياً من سكان مدينتي الفلوجة وصلاح الدين، فضلاً عن حالات غياب جماعي لذكور من سنة منطقة الرزازة. وقد نسبت تلك الحوادث إلى كتائب حزب الله، التي تحتفظ بمعتقل غير قانوني يضم ما لا يقل عن 1700 سجين منطقة جرف الصخر، جنوب بغداد. ولم تتحرك الحكومة العراقية لتحرير أولئك المعتقلين، أو للتحقق من تجاوزات لحقوق الإنسان مرتبطة باحتجازهم.

قمع المجتمع المدني
وفي البصرة، حيث يسود استياء شعبي نتيجة سوء الخدمات والبطالة، سمح لبعض الميلشيات بتفريق احتجاجات خرجت ضد الحكومة. ويشبه هذا التكتيك استخدام إيران لحراس من تنظيم أنصار حزب الله لقمع احتجاجات في مدنها، ما نجم عنه عشرات الاغتيالات وعمليات خطف وعنف ضد نشطاء المجتمع المدني، في جنوب العراق في الصيف الحالي.

وعلاوة عليه، يلفت كاتبا المقال لوقوع هجمات، خلال الأشهر الأخيرة، ضد كبار الجهات المستثمرة في العراق – شركات بترول – وضد القنصلية الأمريكية في البصرة، في 7 و8 و28 سبتمبر(أيلول) 2018.

ونتيجة له، يرى الكاتبان أن ميلشيات عراقية مدعومة من إيران تتبع سياسة خارجية عراقية مستقلة، وهي بذلك تسخر من حكومة البلاد ودستورها. ولا تهدد تلك الميليشيات الغربيين وحسب، بل غالباً ما يقع العراقيون ضحية أنشطتها. ولذا ينبغي تركيز مزيد من الاهتمام لتبعاتها، والتي تشمل مخاطر أكبر على أمن العراق، وتعطل جهوده في محاربة داعش، وتضيع فرص استثمارات أجنبية تشتد إليها الحاجة هناك.