اخبار وتقارير

الأربعاء - 04 سبتمبر 2019 - الساعة 07:13 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل -





على مدى تاريخ نشأة ووجود تنظيم الإخوان المسلمين، ظهرت قيادات عروبية واجهت انتهازية هذا التنظيم ومحاولاته الحثيثة الوصول إلى تكوين قوة عسكرية وسياسية فاعلة سواءً على المستوى المحلي أو العربي بشكل عام.

وأمام زحف هذا التنظيم، الذي يستخدم كل الأدوات والوسائل للوصول إلى أهدافه، كانت هناك قيادات واجهت هذا التنظيم ومؤامراته، وتعرضت لاستهداف واسع إعلامياً وثقافياً وحتى أمنياً، ونفذت ضدهم حملات تشويه ما زالت تطاردهم حتى اليوم وهم في قبورهم.

كان جمال عبد الناصر، زعيم ثورة التحرر العربي من الرجعية والاستعمار، أحد هؤلاء القادة، وبعده كان الزعيم الشهيد صدام حسين، وحديثاً يتزعم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان عملية مواجهة الغول الإخواني وتفرعاته الإرهابية في المنطقة، مع فارق بسيط أن ابن سلمان تقيده قليلاً ارتباطات سعودية عميقة بالإخوان سواءً في اليمن أو الإرث الإخواني في المملكة، غير أن ولي العهد الشاب يتحرك حثيثاً للتخلص من هذه القيود وتنفيذ رؤيته الخاصة.

كان ابن زايد أكثر وضوحاً، ومن وقت مبكر، في التحذير من خطر الإخوان على المنطقة وأمنها واستقرارها، لذلك رسم موقف بلاده من صعود الإخوان في مصر وليبيا، ورفض المشاركة في التمهيد لتمكين الإخوان والتنظيمات الإرهابية في سوريا، وهو موقف اهتدت إليه بعد ذلك الرياض، مع احتفاظ الرياض بأوراق سياسية ضمن المعادلة السورية.

في اليمن كانت الإمارات موضع نقد واتهام وتشكيك من قبل إخوان اليمن منذ بداية عاصفة الحزم، لأن موقف الإخوان من أبوظبي ومحمد بن زايد مبني على رفض الإمارات لفوضى الربيع العربي، وحتى حين كان طيران الإمارات يمهد الطريق لتقدم قوات محسوبة على الإخوان في جبهات مأرب وتعز كان حديث الإخوان تشكيكاً دائماً بأي دور إماراتي على الأرض.

يتزعم محمد بن زايد اليوم مشروعاً عروبياً يسعى لتمتين جدار المقاومة العربية، تيارات وحكومات، أمام الهجمات الإخوانية المستعرة المسنودة بدعم إقليمي وعربي واضح وكبير من قبل النظام التركي أو قطر أو طهران حليف الإخوان القديم الذي يجدد علاقاته بهم حالياً.

دور محمد بن زايد جعل مهمة استهداف الإمارات ليست حكراً على تنظيم الإخوان في اليمن، بل اتحدت كل فروع التنظيم في المنطقة لتشكل جيشاً موحداً تديره خلايا في تركيا وطهران اتخذت من الفضاء الإلكتروني ساحة لتحريك هذا الجيش للتحريض واستهداف الإمارات ومؤسساتها كدولة فاعلة في المنطقة.

هذه الحملات التي تدار ضد محمد بن زايد اليوم على منصات التواصل والإعلام الحديث والقديم، كان قد تعرض لها الزعيم جمال عبد الناصر من قبل الإخوان واستخدمت ضده حينها منابر المساجد ودور العلم والإعلام الذي كان حينها محسوباً على التيار المعادي لعبد الناصر في الخليج، حيث نشطت دور الكتب في طباعة مؤلفات عدة خُصصت للهجوم على عبد الناصر وما زالت تلقى رواجاً وسط الإخوان إلى اليوم.

تتعرض الإمارات اليوم، كدولة وشعب وقيادة، لحملة إخوانية قذرة في أدواتها وخطابها، وهو ما يثبت صواب رؤية ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في تعاطيه مع شر الإخوان كمرض تاريخي يستهدف جسد الأمة العربية وقياداتها التي تعمل لاستئصال هذا الوباء.

وتجاوزت الحملة الإخوانية إلى أن تحولت خطاباً نازياً عنصرياً يستهدف كل مواطن إماراتي أو عربي يكنُّ للإمارات الود أو يشكرها عن معروف قدمته لبلده.

محمد بن زايد تحول إلى شوكة في حلق تنظيم الإخوان المسلمين، حيث كتب الفشل على كل مشاريع الإخوان منذ 2011، بسبب موقف ابن زايد الصلب والشجاع في مواجهة أذرع الإخوان وتشكيلاتهم الإرهابية.