وكالات

الأربعاء - 11 سبتمبر 2019 - الساعة 02:45 م بتوقيت اليمن ،،،

واشنطن

تواجه الدول الأوروبية التي تقاوم لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني من الانهيار ضغوطا شديدة بعد أن أيدت واشنطن ادعاءات إسرائيلية بأن إيران كانت تقوم بأنشطة نووية سرية.

كما عقّد خرق طهران للاتفاق النووي بعد قيامها بتقليص التزاماتها النووية وإعلانها المضي قدما في المزيد من الخطوات في هذا الاتجاه، الجهود الأوروبية لنزع فتيل التوتر وتسوية الأزمة بالحوار.  

وقد انضمت الولايات المتحدة الثلاثاء إلى إسرائيل في اتهام إيران بالقيام بـ"أنشطة نووية محتملة غير معلنة"، ما يضع المزيد من الضغوط على الجهود التي تقودها دول أوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع طهران في 2015.

وأدانت إيران الاتهامات التي وجهها إليها الاثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بامتلاك موقع لم يُكشَف عنه سابقا لتطوير أسلحة نووية وتدميره بعد اكتشافه.

ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران الثلاثاء إلى الالتزام بقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون أن يشير مباشرة إلى تصريحات نتانياهو.

وكتب بومبيو على تويتر إن "غياب التعاون التام للنظام الإيراني" مع الوكالة الدولية للطاقة الذريّة يثير "تساؤلات بشأن وجود أنشطة أو مواد نووية محتملة غير معلنة" لدى الجمهورية الإسلامية التي طالبتها الوكالة الأممية بالرد على أسئلة متعلقة ببرنامجها النووي، مضيفا أن "العالم لن يُخدع. سنحرم النظام الإيراني كل السبل التي قد تقود لامتلاكه سلاحا نوويا".




وتأتي التصريحات الجديدة في جو سياسي متوتر، حيث يقود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجهود لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه.

واقترح ماكرون عقد قمة بين ترامب والقيادة الإيرانية وهو الاقتراح الذي أثار اهتمام ترامب ويعارضه بشدة نتانياهو الذي يواجه انتخابات الأسبوع المقبل ويعتبر طهران تهديدا لوجود إسرائيل.

لكن بومبيو قال لاحقا إن ترامب لايزال منفتحا على لقاء مع نظيره الإيراني في الأمم المتحدة.

وفي كلمة تلفزيونية عرض نتانياهو صورا لما قال إنه موقع بالقرب من مدينة آباده الإيرانية (جنوب أصفهان)، مؤكدا أن إيران أجرت فيه تجارب على تطوير أسلحة نووية.

وقال إن إسرائيل علمت بأمر الموقع خلال عملية جريئة في طهران وأن النظام الإيراني دمر الموقع في فترة ما بين أواخر يونيو/حزيران وأواخر يوليو/تموز بعد أن علم بأن إسرائيل اكتشفته.

وفي رد على نتانياهو قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إسرائيل تمتلك برنامجا نوويا سريا رغم أنه معروف على نطاق واسع.

وكتب جواد ظريف على تويتر "من يمتلك أسلحة نووية حقيقية يطلق تحذيرا بسبب موقع مُدمر في إيران"، مشيرا إلى تصريحات لنتانياهو عندما كان مواطنا عاديا في 2002 يدعم فيها غزو العراق.






وكان المدير العام بالنيابة للوكالة الدولية للطاقة الذرية كورنيل فيروتا دعا إيران الاثنين إلى الرد سريعا على أسئلة الوكالة.

ولكن رغم اتهامات بومبيو لإيران بعدم التعاون، قال فيروتا إن محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين كانت "جوهرية للغاية" وأنه "مسرور من اللهجة والمعلومات التي حصلنا عليها".

وذكر داريل كيمبال المدير التنفيذي لرابطة ضبط الأسلحة وهي منظمة غير حكومية في واشنطن، أن على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تدركا أن تمكّن الوكالة الدولية من دخول المواقع الإيرانة هو بفضل الاتفاق النووي.

وقال "إذا كانت لأي دولة عضو في الوكالة الدولية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل أية معلومات موثوقة، يجب أن تقدمها للوكالة بدلا من القيام بعرض علاقات عامة"، مضيفا "وبالنسبة للعديد من المزاعم بشأن مواقع بعينها، فإن الوكالة هي التي تقوم بالتحقيق لأنها الجهة الوحيدة التي تمتلك الوسائل الفنية والموضوعية للخروج بالنتائج الصحيحة".

وتابع أنه يعتقد أنه لا تزال هناك فرصة لنجاح جهود ماكرون خاصة مع تبني ترامب لخط غير تقليدي في دبلوماسيته، غير أنه حذر من أن الوقت قد ينفد مع قيام إيران بسلسلة من الخطوات لكسر التزامها الصارم باتفاق 2015.

وأكدت الوكالة الدولية أن إيران تقوم بتركيب أجهزة طرد مركزي في مفاعل نطنز أكثر تطورا من المسموح بها بموجب الاتفاق النووي.

وترغب طهران في اتخاذ خطوات صغيرة، لكن رمزية لإظهار خيبة أملها من عدم جنيها ثمار الاتفاق النووي الذي يتعين بموجبه تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وفرض ترامب سلسلة من العقوبات الأحادية على إيران من بينها حظر جميع مبيعات النفط الإيراني.

واتّهمت بريطانيا إيران الثلاثاء بمخالفة الضمانات التي قدمتها بأن لا تنقل ناقلة احتجزت قبالة جبل طارق هذا الصيف النفط إلى سوريا، واستدعت السفير الإيراني لتقديم احتجاج.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية "من الواضح الآن أن إيران خالفت هذه الضمانات وأن النفط تم نقله إلى سوريا ونظام (الرئيس بشار) الأسد المجرم"، مؤكدة أن لندن سترفع القضية إلى الأمم المتحدة.