شئون دولية

الأربعاء - 09 أكتوبر 2019 - الساعة 04:41 م بتوقيت اليمن ،،،

أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الثلاثاء، مباحثات مع عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي في السودان وعبدالله حمدوك رئيس الحكومة الانتقالية السودانية شملت العلاقات الثنائية بين الإمارات والسودان “وخاصة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية وفرص تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات بجانب بحث تطورات المسار السياسي على الساحة السودانية”.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” إنّ الجانبين “استعرضا مجمل المستجدات العربية والإقليمية والدولية والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها”.

وكان البرهان والحمدوك قد استهلاّ جولتهما الخليجية بزيارة السعودية، حيث أجريا محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز شملت القضايا الثنائية بين الخرطوم والرياض وتطورات المنطقة.

وكشف توّجه المسؤوليْن السودانييْن، إلى السعودية والإمارات في أول زيارة ثنائية يقومان بها إلى الخارج منذ تنصيب هياكل السلطة الانتقالية، الوجهة العامّة لبلدهما في مرحلته الجديدة بعد التغييرات السياسية العميقة التي شهدها.

ويبدو أن السودان الجديد قد حزم أمره للانضمام إلى محور الاستقرار والاعتدال الذي تقوده أبوظبي والرياض اللتين تبذلان جهودا كبيرة لتأسيس حزام واسع للاستقرار والتنمية، مضادّ لمعسكر التأزيم والتشدّد الذي تتزعّمه قطر وتركيا.

وطيلة الأحداث التي شهدها السودان وأفضت إلى سقوط نظام عمر حسن البشير، وبعدها، أظهرت الإمارات والسعودية استجابة للظروف الدقيقة للسودان من خلال دعمهما له سياسيا وماديا.

ونقلت “وام” عن الشيخ محمد بن زايد تأكيده خلال اللقاء “وقوف دولة الإمارات إلى جانب جمهورية السودان الشقيقة خلال المرحلة التاريخية المهمة التي تمر بها، ودعمها لكل ما يحقق الأمن والسلام والوحدة على الساحة السودانية، وما يلبّي طموحات الشعب السوداني في التنمية والازدهار”، واصفا العلاقات الإماراتية السودانية بـ“التاريخية والوثيقة وتستند إلى وشائج قوية من الأخوة والثقة والاحترام المتبادل”، مضيفا “ثمة حرص مشترك على دعمها وتعزيزها خلال الفترة القادمة بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين”.

كما ذكّر ولي عهد أبوظبي بأنّ “دولة الإمارات شجعت الحوار بين القوى السودانية المختلفة خلال الفترة الماضية، من منطلق حرصها على استقرار السودان ووحدته وسلامة مؤسساته، ونهجها الثابت في العمل من أجل الحفاظ على الدولة الوطنية”، وأثنى على النموذج الحضاري السوداني “في إدارة الأزمة وتحقيق التوافقات التي تعلي المصالح الوطنية العليا وتحافظ على وحدة الوطن واستقراره وسلامة مؤسساته”.

وجسّدت زيارة البرهان والحمدوك إلى الرياض وأبوظبي تطلّع السودانيين في بداية المرحلة الجديدة التي يقبل عليها بلدهم بعد نجاح قواه الفاعلة في التوافق على أسس المرحلة الانتقالية، إلى دعم القوى الإقليمية المعتدلة لقطع الطريق على تدخلات دول دأبت على دعم التشدّد والاستثمار في الاضطراب والفوضى، وهو الدعم الذي شرعت فيه عمليا كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بمساندتهما الخرطوم سياسيا وإسنادها ماديا، مستعيدتين بذلك تجربة ناجحة في دعم القاهرة أثناء مرحلة خروجها الصعب من فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين.

وكانت أبوظبي والرياض قد أعلنتا في أبريل الماضي عن تقديم مساعدة مالية وعينية للسودان بقيمة 3 مليارات دولار تم إيداع جزء منها في البنك المركزي السوداني، فيما أعلن عن تقديم جزء آخر في شكل مواد غذائية ومشتقات نفطية.

ولا ترغب الإمارات والسعودية اللتان كثيرا ما تعبّران عن تبنّيهما منظورا شاملا للأمن القومي العربي في رؤية بلد آخر من بلدان المنطقة ينزلق نحو الفوضى بفعل تعثّر عملية الانتقال السياسي فيه، كما هي الحال في سوريا وليبيا.

وقال وزير المالية السوداني إبراهيم البدوي إن بلاده تلقت نصف الدعم الذي تعهدت به السعودية والإمارات، ومن المتوقع تلقيها بقية الدعم بنهاية العام المقبل، موضّحا أنّ الرياض وأبوظبي أودعتا 500 مليون دولار في البنك المركزي السوداني، بينما جرى تسلّم ما قيمته مليار دولار من المنتجات البترولية والقمح ومدخلات الإنتاج الزراعي.