اخبار وتقارير

الأحد - 17 نوفمبر 2019 - الساعة 08:35 م بتوقيت اليمن ،،،

الرياض

اثارت تقارير اخبارية عربية تساؤلات عن مستقبل الأزمة الخليجية العربية مع قطر المتهمة بالتورط في تمويل جماعات الاسلام السياسي المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش وكذا الحوثيين في اليمن، الأمر الذي يؤشر نحو تحقيق سلام دائم في المنطقة التي شهدت اضطرابات خلال السنوات القليلة الماضية، وألقت بظلالها على جهود التحالف العربي في انهاء ازمة الانقلاب على حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي.

وأوقفت صحيفة عكاظ كبرى الصحف السعودية الحديث عن الازمة مع قطر، واغلقت ملف "مقاطعة قطر"، بل ان الأمر لم يتوقف عند هذا الأمر، بل ان صحف قطرية تراجعت بشكل كبير في الهجوم على السعودية والإمارات.

وتقول مصادر خليجية لـ(اليوم الثامن) "ان منتصف الشهر القادم هو الفيصل في الأزمة مع قطر، باستثناء مصر التي يبدو انها قد تستمر في ظل استمرار قطر تمويل جماعة الإخوان التي تسعى للاطاحة بنظام عبدالفتاح السيسي.

وأكدت تقارير اخبارية عربية ان "الأزمة الخليجية اقتربت من لحظات حاسمة في ما يتعلق بمصيرها.. مشيرة الى ان "معلومات متواترة حول التوصل إلى حل سيُعلن عنه في اجتماع مجلس التعاون الخليجي في منتصف ديسمبر المقبل، تم تناقلها خلال الأيام الماضية.



وذكر موقع كيو بوست الاخباري الخليجي ان "أحد أبرز المؤشرات على قرب الحل كان ما أعلنته الدول الخليجية الثلاث، السعودية والإمارات والبحرين، عن عزمها المشاركة في كأس الخليج المزمع عقدها في الدوحة، بعد إصرارها على مقاطعة هذا الحدث".

من جانب آخر، تعطي المصادر القطرية أكثر من رسالة مزدوجة؛ فمن جانب تعطي انطباعات للخارج بأن هذه التحركات لا تأخذها الدوحة على محمل الجد، حيث عبَّر مصدر قطري مقرب من الدوائر الحكومية، عن أن المشاركات الرياضية استمرت خلال الأزمة، وأن هذا المؤشر لا يدل على أمر ملموس، وأن الجميع بانتظار اجتماع مجلس التعاون الخليجي؛ للوقوف على شكل هذا الحل، لافتًا إلى أن هناك مخاوف جدية في قطر؛ خصوصًا أن الحديث عن حل الأزمة ليس جديدًا، وفي كل مرة كانت الجهود تتعرقل دائمًا في آخر لحظة.

لكن من جانب آخر، تؤكد مصادر معلومات داخلية أن قطر باتت هي التي تسعى حقيقةً للحل، وأن اللقاء الذي جمع أمير الكويت بأمير قطر، في نيويورك، قبل أكثر من شهر، حمل كثيرًا من بوادر الحل، وأن التحركات بدأت تأخذ جدية أكبر منذ ذلك اللقاء. ويمكن استجلاء مؤشرات ذلك في أن وسائل الإعلام القطرية الرسمية (باستثناء “الجزيرة” التي تعتبر خارج الإطار الحكومي)، قد تلقت أوامر بعدم الخوض في مسألة الأزمة الخليجية، وعدم مهاجمة أيٍّ من الدول الأربع؛ حتى مصر، وهو ما تم فعلًا ولاحظه مختلف الأطراف في قطر، كما أن بعض صحفيي قناة “الجزيرة” قد تلقوا إرشادات بأهمية تغيير نهجهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتغريد باتجاه قرب الحل أو الصمت تمامًا عن إثارة موضوع الخلاف بشكل استفزازي، حسب مصادر من داخل القناة.



من جانب آخر، فإن عددًا من الصحف القطرية أجرت استطلاعات للرأي على صفحاتها عبر “توتير”؛ سألت خلالها المتابعين حول رأيهم في المصالحة العربية، وأظهرت نتائج عدد منها موافقة أكثر من 66% من المتابعين على المصالحة. مثل هذه الخطوات يعني أن قطر تشعر بوطأة آثار المقاطعة عليها، وتهدف إلى إنهائها



جهود أمريكية



في السعودية، يبدو أن الأمر يسير في هذا الاتجاه، ويبدو أن جهودًا أمريكية أسهمت في تقريب وجهات النظر، كما أكد أحد المصادر المطلعة، لافتًا إلى أن وسائل الإعلام السعودية الرسمية قد تلقت أوامر بخصوص تخفيف حدة الهجمات، وأن مصطلحات استخدمت خلال الأزمة باتت في حكم الغياب؛ مثل “جزيرة شرق سلوى” و”تنظيم الحمدين” وغيرهما؛ وهو ما كان واضحًا في آخر لقاء أجرته صحيفة “عكاظ” مع الشيخة هند القاسمي، حيث كانت أسماء شيوخ قطر كاملة بالألقاب، وهو ما فاجأ القطريين أيضًا وأشعرهم بأن ثمة أمرًا ما في الكواليس يُطبخ على نار هادئة.

موقع “كيوبوست” قال انه بدا واضحًا أن ملف الأزمة الخليجية كان أحد أبرز الملفات المطروحة للبحث على الطاولة، خصوصًا مع الحديث عن مرحلة جديدة من التنسيق بين دول الخليج على صعيد الخطة الأمنية الرامية لحفظ الأمن في مياه الخليج، فضلًا عن الحديث عن قرار سيادي اتُّخذ على أعلى المستويات بين الرياض وأبوظبي يصب في اتجاه التخفيف من حدة هذه الأزمة، إن لم يكن إنهاءها بشكل نهائي حاليًّا.



مخاوف كويتية



أما الكويت التي تقود جهود المصالحة منذ فترة، فهي الأكثر تحفظًا في مسألة الإعلان عن أي تفاصيل حول قرب الحل. مصادر كويتية نوهت بأن أمير الكويت عاد ليتابع جهوده بشأن الحل، فور عودته من الولايات المتحدة الأمريكية، وأن لقاءات قد تمت بين مسؤولين سعوديين وقطريين، التحق بهم في ما بعد الجانب الإماراتي، وتشير إلى أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى الإمارات، تصب أيضًا في هذا السياق؛ حيث تعد مصر ركنًا أساسيًّا من أركان حل هذه الأزمة، والصفقة التي سيتم بموجبها إنهاء الخلاف.



لكن المخاوف الكويتية تتمحور حول إمكانية استمرار هذا الحل إن تم، وعن آلية العمل داخل مظلة مجلس التعاون الخليجي بعد نهاية الأزمة، وهو الأمر الذي أشارت إليه المصادر السعودية أيضًا، فيبدو أن المجلس قد انقسم وتحول إلى تكتلات ذات مصالح ثنائية وثلاثية، وأن أي حل قد لا يؤدي إلى عودة الأمور تمامًا إلى سابق عهدها؛ لكن المصادر القطرية متفائلة بشأن حل كثير من الأزمات العالقة؛ خصوصًا في ما يتعلق بنقل البضائع وتنقل الأفراد، لافتةً إلى أنها ستشارك في “إكسبو دبي 2020″، على الرغم من أنها قد “تلقت دعوة متأخرة للمشاركة”، كما تقول.