اخبار وتقارير

الخميس - 26 مارس 2020 - الساعة 02:07 ص بتوقيت اليمن ،،،

*معهد "ميدلايست" الأمريكي

يمثل وباء كورونا، الذي لم يتم توثيقهبعد في اليمن، هدية للحوثيين، الذين يبحثون دائماً عن فرص لإثبات رواياتهم التيتربط التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن بالأزمة الإنسانية في البلاد ويعفيأنفسهم من المسؤولية.

 

وزعم وزير الصحة العامة والسكان المعينمن قبل الحوثيين طه المتوكل، في مؤتمر صحفي في بداية مارس بأنه: "لا يوجد فياليمن حالات إصابة بفيروس كورونا، لكنهم سيحملون دولة الإمارات المسؤولية إذا ماظهرت أي إصابة في البلاد".

 

لكن تصريحات "المتوكل" تعتبرجزءاً من "نمط حوثي لاستخدام أي أزمة تؤثر على اليمن كفرصة لمهاجمة خصومهموصرف الانتباه عن أخطاء المليشيات الكبيرة".

 

وقلل الحوثيون، الذين يتحالفون معإيران، من شأن آثار الفيروس بين حلفائهم وبالغوا في ذكر عواقبه في كل مكان آخر.

 

كما أن تغطية قناة المسيرة الحوثيةلجائحة كورونا توفر مثالا جيدا على تسييس المعلومات، خاصة عندما يتعلق الأمربإيران. إذ لا يوجد أي ذكر على الإطلاق حول كيفية انتشار فيروس كورونا هناك، أوكيف تعامل قطاع الصحة الإيرانية معه، ولكن هناك الكثير من التغطية لقصص أخرى تتعلقبكيفية مهاجمة إيران للقواعد الأمريكية في العراق.

 

ويقدم موقع المسيرة تغطية واسعة للشؤونالسياسية الإيرانية ويقتبس تصريحات قيادتها بشكل متكرر. ويكشف بحث سريع على الموقعالحوثي عن وجود تقارير مفصلة عن إحصاءات فيروس كورونا في الإمارات والسعوديةوإيطاليا والصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى، ولكن بطريقة ما تعمدت في تحديد عددالحالات في إيران".

 

ويهدف التعتيم الإعلامي للحوثيين علىآثار الفيروس في إيران إلى إخفاء إخفاقات طهران في التعامل مع الأزمة، والتي تمالتقليل من شدتها بشكل خطير.

 

ويحرص الحوثيون على الحفاظ على صورةإيران كدولة قوية قادرة على مواجهة أكبر التحديات، وهذا هو السبب في جهودهمللتعتيم على كيفية تعامل طهران مع الوباء. ولا يريدون لفت الانتباه إلى المعدلالمقلق لانتشار كورونا في إيران، نظرا لعلاقاتهم العسكرية والدينية والدبلوماسيةوالتجارية الوثيقة مع طهران، ولدى الحوثيين سفارة في طهران برئاسة إبراهيم الديلميوغيرهم من الموظفين الذين يسافرون بشكل متكرر إلى اليمن.

 

كما يلتقي كبار أعضاء مليشيات الحوثيبشكل منتظم وعلني مع القيادة الإيرانية ومع القادة العسكريين من الحرس الثوري الإسلامي،مثل رضا شهلائي الذي نجا مؤخراً من غارة أمريكية في صنعاء. بالإضافة إلى أن العديدمن المليشيات تتلقى منحا دراسية كاملة وجزئية للدراسة في مدينة قم، وهي من أكثرالمدن تأثرا بكورونا وربما أنها بؤرة الفيروس.

 

ولسوء الحظ، وبدلاً من اتخاذالاحتياطات اللازمة للحد من التعرض للإصابة بالفيروس، تركز قيادة الحوثيين علىتصعيد هجماتها الخطابية ضد السعودية والولايات المتحدة".

 

وقد وصف محمد الحوثي، ثاني أبرز قادةمليشيا الحوثيين، قرار السعوديين تعليق الصلاة في المسجد الحرام بمكة، كجزء منجهود الدولة لفرض الحجر الصحي لحماية المسافرين والمقيمين، باعتباره من "أعظمالذنوب".

 

وقد ذهب الحوثي بعيداً، حينما روجلنظرية "المؤامرة" التي يتبناها النظام الإيراني بأن الفيروس مؤامرةأمريكية، وانتقد إحصائيات منظمة الصحة العالمية حول أن عدد حالات الإصابة بكورونافي إيران أعلى مما تم ذكره.

 

ونفس منوال الحفاظ على استراتيجيةمتسقة لإلقاء اللوم بشكل استباقي على التحالف العربي في أي حالات لفيروس كورونا فياليمن، زعم ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام فليتة مؤخرا أن جميع المآسي الرئيسية فيالبلاد هي نتيجة للتدخل بقيادة السعودية.

 

لكن مارك لوكوك، وكيل الأمين العامللأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أكد في بيانهالأخير لمجلس الأمن، أن الحوثيين هم مساهم رئيس بالأزمة الإنسانية في اليمن وقدعرقلوا إيصال المساعدات في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

 

ولطالما هناك مظهر إيجابي لهذه المحنة،فهذا يؤكد أن التستر الدقيق على حالات الإصابة بكورونا في إيران يشير إلى إدراكفشل السياسات التي يجب على الحوثيين تجنبها بأنفسهم. ومن المرجح أن يشكل انتشارالمرض كالنار في الهشيم بين المستويات العليا للنظام الإيراني، مصدر قلق كبير فيأذهان قيادة الحوثيين، الذين من المحتمل أن يتأثروا أكثر من المواطن العادي نظرالعلاقاتهم الوثيقة واتصالاتهم المنتظمة مع المسؤولين الإيرانيي

 

ومن المعروف أن العديد من السكان فيالمناطق الخاضعة لسيطرتهم (الحوثيين) لا يؤمنون بمؤسسة الحوثي. فقد فشل الحوثيونفي التعامل مع العديد من الأوبئة السابقة على مدى السنوات الخمس الماضية، بلواستغلوا الوضع من خلال منع المساعدات واللقاحات من الوصول إلى المستفيدينالمستهدفين، بل وذهبوا إلى نهبها وتحويلها إلى مقاتليهم.

 

ويتردد بعض السكان في زيارة المستشفياتخوفاً من الاعتقال. وتقطعت بهم السبل في نقاط التفتيش الحوثية وتم منعهم منالدخول، حيث أخبرتهم سلطات الحوثي أنهم تحت الحجر الصحي. ووفق شهود عيان ومقاطعفيديو وصور نشرت على الانترنت، لم يكن هناك في إحدى نقاط التفتيش الحدودية طاقمطبي لإجراء الاختبارات أو أدوات تعقيم وكمامات وقفازات، وتم منح أولئك الذين دفعوارشوة تصاريح مجانية للعبور.

 

ولسوء الحظ، لا يوجد سيناريو تستطيعفيه دولة مثل اليمن -ذات موارد محدودة وبنية تحتية ضعيفة ونقص حاد في المياه- أنتنجو من هذا الوباء. لكن إلقاء اللوم على "الأعداء" بشكل استباقي لنيوقف الفيروس. يحتاج الحوثيون إلى تكريس كل مواردهم لمحاربة هذا التهديد الذي سيصلبلا شك إلى اليمن".

 

ونظراً لافتقار الحوثيين إلى القيادةوميلهم لتأييد نظريات المؤامرة التي يتبناها حلفاؤهم الايرانيون بشكل مستمر،"فيجب على منظمة الصحة العالمية تطبيق توصيات فوراً للمساعدة على مكافحة هذاالوباء العالمي.

 

وختاماً، يجب منع استغلال الفيروسلأغراض سياسية على الفور، إلى جانب التوسع العسكري للحوثيين، وإلا فإن اليمنوالمنطقة برمتها سيجدون أنفسهم في أزمة لا يمكنهم احتواؤها.