شئون دولية

الجمعة - 03 يوليه 2020 - الساعة 09:48 م بتوقيت اليمن ،،،

طهران

أعادت إيران الجمعة على وقع تفشي فيروس كورونا مجددا، فرض قيود جزئية على 16 محافظة إيرانية اعتبارا من السبت، فيما تكابد السلطات الإيرانية لاحتواء موجة ثانية من الوباء فاقمت أزمات إيران التي تعاني أسوأ أزمة اقتصادية بسبب العقوبات الأميركية.

وقررت السلطات الإيرانية وقف بعض الأعمال وغلق المطاعم ومنع إقامة حفلات الزفاف والعزاء وفرض ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة لاحد من تفشي كورونا.

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية الجمعة 154 وفاة جديدة بوباء كوفيد-19 وهي حصيلة يومية ما زالت مرتفعة بعد الإعلان عن أكبر عدد وفيات يومية مطلع الأسبوع.

وقالت الناطقة باسم الوزارة سيما سادات لاري خلال مؤتمرها الصحافي اليومي، إن "حوالى 2566 إصابة جديدة سجّلت خلال الـ24 ساعة الماضية ليصل العدد الإجمالي للإصابات إلى 235.429 مع 11260 وفاة".

وتشمل قيود الإغلاق محافظات خوزستان وكردستان وكرمانشاه وهرمزكان وبشهر وخراسان الرضوية وإيلام التي تقع في وضعية حرجة بسبب تفشي الفيروس، فضلا عن طهران وفارس ومازندران وهمدان وزنجان وسيستان بلوشستان والبرز.

وأعلنت السلطات عن تسجيل 162 وفاة الاثنين، وهو العدد اليومي الأعلى للوفيات منذ الإعلان عن أولى الإصابات في منتصف فبراير/شباط.

وتظهر الأرقام الرسمية منحى تصاعديا في أعداد الوفيات والإصابات الجديدة المؤكدة في الأشهر الماضية، بعدما كانت إيران قد سجلت في مطلع مايو/أيار أدنى عدد من الإصابات اليومية بالفيروس.

ولم تفرض البلاد تدابير عزل إلزامية لكنها ألغت الأحداث العامة وحظرت السفر بين المقاطعات الـ31 وأغلقت الأعمال غير الضرورية في مارس/آذار قبل بدء رفع القيود تدريجا منذ نيسان/أبريل لإنعاش اقتصادها. ومع استمرار تفشي الوباء، سمحت السلطات للمحافظات الأكثر تضررا بإعادة فرض القيود.

ودفعت الإصابات الجديدة بالسلطات إلى تصنيف محافظات كانت سابقا بمنأى عن الفيروس بشكل كبير، باللون الأحمر وهو الأعلى على مقياس المخاطر المرمز بالألوان.

ومن تلك المحافظات بوشهر وهرمزكان وكرمنشاه وخوزستان وخراسان رضوي وكردستان وأذربيجان الغربية والشرقية، وجميعها محافظات حدودية. كما قررت السلطات جعل وضع الكمامات إجباريا بدءا من الأحد في الأماكن العامة المغلقة.

وقد حاول مسؤولون ومقدمو برامج تليفزيونية خلال حملة واسعة النطاق أن يكونوا قدوة لتشجيع الناس على وضع الأقنعة.

وتكابد إيران للسيطرة على وباء يتسع انتشاره تزامنا مع رفع اضطراري للقيود واستئناف الأنشطة التجارية لتجاوز انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ فرضت واشنطن عقوبات قاسية على طهران.

ويشكك كثيرون في إيران وخارجها في الأرقام الرسمية للإصابات والوفيات وسط مخاوف من أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.

وتواجه إيران في الأشهر الأخيرة أزمة اقتصادية خانقة آخذة في التفاقم بسبب استمرار انتشار فيروس كورونا الذي ألقى بتداعيات وخيمة زادت في معاناة الاقتصاد الإيراني الذي يئن منذ سنوات تحت وطأة العقوبات الأميركية.

والأحد الماضي أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده تشهد أصعب عام يمر عليها بسبب العقوبات الأميركية التي تواكبت مع جائحة كوفيد-19.

وبسبب الأزمة الاقتصادية وتراجعت العملة الإيرانية الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار الأميركي.

بدوره حذر المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي السبت من أن المشاكل الاقتصادية في البلاد، يمكن أن تزداد سوءا في حال تفشي فيروس كورونا بشكل واسع.

ويأتي ارتفاع إصابات كورونا في إيران وسط انتقادات لاذعة طالت الحكومة الإيرانية بسبب تسرعها في رفع إجراءات الحجر الصحي واستئناف الأنشطة الاقتصادية، متجاهلة تحذيرات منظمة الصحة العالمية من رفع سابق لأوانه لقيود كورونا وسط عجزها عن السيطرة عن الوباء.

وحذر مسؤولون كبار مرارا من أن القيود قد تفرض مجددا إذا لم يتم الالتزام بقواعد مثل التباعد الاجتماعي للحد من تزايد عدد حالات العدوى.

لكن إيران اضطرت تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية الخانقة، إلى رفع القيود واستئناف عمل وحدات الإنتاج والأنشطة التجارية، على الرغم من النصائح التي قدمها أخصائيو الصحة من أن ذلك يساهم في انتقال عدوى الفيروس بشكل أوسع لاسيما وأن المرض يسجل يوميا مئات الإصابات وعشرات الوفيات بشكل متواتر.

ويبدو أن إيران ملزمة بالتعايش مع فيروس كورونا لأشهر أخرى وفق التوقعات، لتجاوز الأزمة الاقتصادية في بلد يعجز عن توفير احتياجات مواطنيه حال بقائهم في منازلهم.

وتقع إيران بين مطرقة العقوبات الأميركية التي سببت لطهران متاعب اقتصادية حادة وسندان الفيروس الذي عمق تلك الأزمة وشل الحركة الإنتاجية في وقت تكابد فيه الحكومة الإيرانية من أجل إيجاد حلول لتجاوز معضلاتها الاقتصادية المتناثرة.