شئون دولية

الجمعة - 03 يوليه 2020 - الساعة 10:03 م بتوقيت اليمن ،،،

انقرة

بدأت تتكشف الحيثيات الخاصة بالعملية العسكرية التي أطلقتها القوات التركية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني شمال العراق الشهر الماضي، حيث أفادت مصادر سياسية ووسائل إعلام عراقية ان انقرة تمكنت من الحصول على مساعدة استخباراتية من قبل جهات مرتبطة بحكومة كردستان العراق قبل اطلاق عمليتها العسكرية " مخلب النمر".
وحسب مصادر صحيفة "العرب" فان تركيا سعت الى ابتزاز حكومة كردستان العراق وذلك بتقديم مساعدات مالية مقابل معلومات دقيقة لمواقع حزب العمال الكردستاني الذي يتحصن في مواقع جبلية منذ سنوات.
ويسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى استغلال الضائقة المالية التي يعرفها الاقليم بسبب تراجع عائدات النفط للقيام بمبدأ مقايضة من شانها ان تثير غضب اكراد العراق على حكومة اقليمهم.
ورغم انه لا توجد تاكيدات على قبول سلطات كردستان العراق بالمطالب التركية لكن مصادر اكدت بان انقرة اعادت جدولة ديون مستحقة على الإقليم الكردي قبيل انطلاق عملية مخلب النمر ضد حزب العمال الكردستاني.
وشنت تركيا في 17 من شهر يونيو/حزيران عمليتها العسكرية في منطقة حفتانين شمال العراق لملاحقة المتمردين الاكراد حيث استخدمت تركيا القوات الجوية والبرية في الهجوم ما ادى الى سقوط عدد من المدنيين اضافة الى مقتل جنديين تركيين في الاستباكات.
وكانت الحكومة العراقية قد عبرت مرارا عن رفضها للعمليات العسكرية التركية مؤكدة بانها ستلجأ الى مجلس الامن لوضع حد لانتهاك سيادتها من قبل الجيش التركي لكن حكومة اقليم كردستان العراق سعت للتشكيك في موقف الحكومة المركزية حول عدم علمها بالهجوم.
واستغرب جبار ياور أمين عام وزارة شؤون البيشمركة الكردية (جيش إقليم كردستان العراق) عدم علم الحكومة المركزية باقدام طائرات حربية تركية باختراق أجواء العراق لمسافة مئة وعشرين كيلومترا في محافظة السليمانية دون موافقة سلطة الطيران العراقية.
وافاد في تصريح لتلفزيون رووداو الكردي "لكل هذه الاسباب أشكك في بيانات الحكومة الاتحادية المتعلقة بالقصف الجوي والمدفعي التركي والإيراني".

وتحدث المسؤول الكردي عن الجوانب القانونية والدستورية لحماية الحدود العراقية والتي تقع على عاتق الحكومة المركزية قائلا "بموجب الدستور والقانون، تقع مسؤولية حماية حدود وأجواء كل العراق التي يشكل إقليم كردستان جزءا منها على الحكومة الاتحادية العراقية، بينما تلقي تهم التقصير في هذا المجال وفي أحيان كثيرة، ودون وجه حق، على حكومة إقليم كردستان أو على قوات البيشمركة".
واكد جبار ياور ان حدود العراق تنتهك طيلة 13 سنة اي منذ 2007 مشيرا الى انه انطلاقا من السنة الحالية وحتى 31 مايو/ايار الماضي، "تعرضت المناطق الحدودية 137 مرة إلى القصف الجوي والمدفعي؛ 135 مرّة من جانب تركيا ومرتين من جانب إيران".
وطالب المسؤول الكردي الحكومة المركزية بالدخول في حوار جدي مع ايران وتركيا لإنهاء الازمة.
ويلاحظ من تصريح المسؤول الكردي تدهور العلاقة التي تجمع سلطات كردستان العراق مع مسلحي حزب العمال الكردستاني
وحسب مجموعة من المصادر فإن تحركات قامت بها قوات تابعة لأحد الأحزاب الكردية في كردستان العراق قرب جبال قنديل الوعرة، قبيل انطلاق عملية مخلب النمر، ساعدت الطيران التركي على كشف مواقع المسلحين من حزب العمال الكردستاني.
وترتبط حكومة كردستان العراق بعلاقات معينة مع المتمردين الاكراد من الهوية التركية والإيرانية لكن تقارب كل من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والزعيم التاريخي لاكراد العراق مسعود البارزاني أدى الى تعرض حزب العمال الكردستاني لهجمات تركية عديدة.
وتسببت سياسات رئيس الحكومة العراقي السابق عادل عبدالمهدي في ايقاف دفعات مخصصة لتغطية رواتب الموظفين في اقليم كردستان العراق حتى تتم تسوية خلافات معقدة بشأن إدارة موارد نفط المنطقة الكردية ومنافذها الحدودية مع تركيا وإيران الى اعتماد اكراد العراق على المساعدات التركية.