اخبار وتقارير

الإثنين - 21 سبتمبر 2020 - الساعة 08:52 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - رصد

يصادف اليوم الاثنين، الذكرى السادسة لاجتياح المليشيات الحوثية العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر ايلول 2014، باعتباره "يوم النكبة"، التي أدخلت البلد في كهف مظلم، وتسبب بتوسع رقعة الفقر والمجاعة بين السكان.


لن ينسى اليمنيين هذا التاريخ الذي حول يومياتهم إلى ما يشبه الأشغال الشاقة من الانقضاض على المؤسسات وتحويل اليمن إلى رهينة سياسية ومشروع جباية اقتصادية وكهنوت دينياً سلالي تحت لافتة ال البيت.

الواحد والعشرين من شهر سبتمبر ايلول الاسود كما يسموه اليمنيين هو ذات التاريخ الذي ارتبط بآخر بيعة للنظام الامامي، عندما وقف آخر الأئمة في الجامع الكبير قائلاً إنه سوف يسير على نهج أسلاف الائمة قبل أن تطيح به الثورة الجمهورية بعد خمسة أيام من البيعة الاخيرة.

لقد اختار الحوثيين أن يكون الإنقلاب في شهر سبتمبر كمحاولة لطمس معالم ثورة 26 سبتمبر الذي لم يكن مجرد تاريخ ثورة او لتحول معينا فحسب، بل ميلاد وجودي في اليمن .


وقبيل هذا اليوم المشؤوم 21 سبتمبر كان اليمنيون يضعون اللمسات الأخيرة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي استمر لأكثر من عام بصنعاء بإشراف الأمم المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي، وفقا للمبادرة الخليجية.

وكانت مخرجات الحوار الوطني وضعت معالجات لكافة المشاكل التي يعاني منها اليمن، وتم الاتفاق على شكل الدولة الاتحادية المرتقبة، والتي تتكون من 6 أقاليم، بمباركة دولية.

وبإيعاز من إيران، لعدم وجود منفذ بحري للإقليم الذي يضم محافظة صعدة معقل الحوثيين، بدأت مليشيا الحوثي بتحريك مليشياتها صوب صنعاء، تحت مبرر محاربة الفساد، وإعادة سعر جالون البنزين من 2500 ريال حينذاك إلى 1000 ريال.

كانت صنعاء بدأت باستعادة عافيتها سياسيا واقتصاديا وعمرانيا كعاصمة لكل اليمنيين، فيما حافظت العملة المحلية على مستوى ثابت لعدة سنوات أمام العملات الأجنبية، بواقع 214 ريالا أمام الدولار الواحد.

وحشدت مليشيا الحوثي الآلاف من عناصرها إلى تخوم العاصمة صنعاء، وبدأت بتطويقها من كافة المنافذ، حتى تم اجتياحها في 21 سبتمبر/أيلول، لتجثم على نفوس اليمنيين حتى اليوم.

نفق مظلم

عقب اجتياح الحوثي صنعاء تلاشت ملامح الدولة، وتم نهب كافة مؤسساتها، وخلال أسابيع كان اليمن يدخل في نفق مظلم لم يستطع الخروج منه حتى اليوم بعد مرور 6 سنوات على الانقلاب.


وبعدما كانت عاصمة لكل اليمنيين باتت صنعاء بلون واحد، جراء القمع والاستبداد الحوثي، وفرض الانقلابيون فعاليات وأنشطة طائفية وعنصرية على السكان، وجميعها مستوردة من "قم" في طهران، والضاحية الجنوبية للبنان.

حيث تجبر المليشيا الحوثية سكان صنعاء على المشاركة في فعاليات "الغدير" و"يوم الولاية" و"عاشوراء"، وفرضت "الصرخة الإيرانية" بجميع مدارس صنعاء، وإدخال تعديلات على المنهج المدرسي بهدف تغيير هوية الأجيال القادمة وتدمير عقولهم بأفكار طائفية وعنصرية، وفقا لمراقبين.

انهيار الاقتصاد

وتسببت المليشيا الحوثية بتفاقم الحالة الاقتصادية الكارثية في اليمن وإيصالها في بعض المناطق إلى شفا المجاعة بتأخيرها للإغاثة والمساعدات الإنسانية، وتقييد حركة العاملين الإنسانيين، واستهدافهم بالقتل، ما أدى إلى انسحابهم من مناطق عدة، وحوّلت المساعدات الإنسانية لصالحها وصالح مقاتليها، وأعاقت الإمدادات الغذائية.

وسجلت العملة اليمنية تدهورا غير مسبوق، حيث بلغ صرف الريال اليمني 800 ريالا أمام الدولار الأمريكي الواحد، بعد أن كان 214 أمام الدولار قبل الانقلاب الحوثي.

وأدت سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الميليشيا، والتي فاقمت من الحالة الاقتصادية الكارثية إلى مزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، بالانتهاك لحق العمل والحق في مستوى معيشي لائق، والحق في الغذاء والماء والصحة والتعليم.

جرائم حرب

واتهمت الأمم المتحدة، ميليشيا الحوثي الإيرانية بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن. وقال تقرير أممي حديث إنها استهدفت المدنيين في أعمال ترقى إلى جرائم حرب، وشنّت هجمات عشوائية عليهم.

وأضاف تقرير الإمم المتحدة أن الحوثيين استخدموا أسلحة تخلف آثاراً تدميرية واسعة النطاق (الصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون)؛ وُجهت عمداً إلى المدنيين والمنشآت المدنية، وأدت إلى قتلهم وإصابتهم، مع استخدامهم عشوائياً لهذه الأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان، كتعز وعدن والحديدة، والتي تسببت في سقوط أعداد كبيرة من المدنيين ضحية للقصف؛ حيث دُمرت منازلهم، إضافة لقتل قصف الميليشيا النازحين في الحديدة أثناء فرارهم.

كما عمدت المليشيا الى استهداف المدنيين والمنازل السكنية في محافظة الحديدة وقتل الأطفال باستهدافهم عبر القناصة، كما الحقت الألغام الأرضية التي استخدمتها الميليشيا الحوثية ضد الأفراد والمركبات في مختلف مناطق الساحل الغربي أضراراً جسيمة بالمدنيين وقتلت المئات.

فيما كشفت إحصائيات أممية، ان الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي تسببت بنزوح أكثر من 4.6 ملايين يمني، وفقد عشرات الآلاف أرواحهم جراء نيران الانقلابيين والأوبئة التي تفشت بعد انهيار المنظومة الصحية.