شئون دولية

الخميس - 24 سبتمبر 2020 - الساعة 11:21 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات

رغم محاولة السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، طمأنة قادة الدولة العبرية بأن أول طائرة من طراز «إف35» تبيعها الولايات المتحدة إلى الإمارات، سوف تصل إلى أبوظبي بعد 7 سنوات، فإن رئيس الوزراء البديل ووزير الأمن في حكومة تل أبيب، بيني غانتس، توصل إلى تفاهمات مع نظيره الأميركي، مارك آسبر، لتشكيل لجنة في البنتاغون تهتم باتخاذ خطوات تضمن تفوق إسرائيل العسكري، وتعوض الجيش الإسرائيلي عن قرار إبرام صفقة أسلحة حديثة للجيش الإماراتي.

وقالت مصادر مرافقة للوزير غانتس إن المسؤولين الذين التقاهم في البيت الأبيض وفي البنتاغون، تفهموا تماماً المطلب الإسرائيلي وتسلموا قائمة طلبات ووعدوا بدراستها بتوجه إيجابي.

وكانت هذه المصادر قد أكدت أن غانتس لم يبحث فقط قضية الصفقة، وأن الموضوع الرئيسي كان «الرؤية المشتركة للتعامل في الملف الإيراني ومتطلبات هذه الرؤية في المرحلة الحالية»، وكذلك «العلاقات الاستراتيجية بين البلدين». لكن موضوع الأسلحة للإمارات طغى على العناوين الأخرى. وفي ختام الزيارة، أمس الأربعاء، أعلن، أن غانتس التقى خلال الزيارة العاجلة، التي استغرقت 24 ساعة فقط، في البيت الأبيض مستشار وصهر الرئيس دونالد ترمب، جارد كوشنير، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبريان، وفي البنتاغون نظيره آسبر ورئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي.

وقد أعلن آسبر أمام غانتس أن الولايات المتحدة ستحافظ على تفوق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط. وأضاف: «أقول للجميع إن إحدى الدعائم الأساسية لعلاقاتنا الدفاعية، الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة. الولايات المتحدة ملتزمة بذلك، ووزارة الدفاع تحترم هذا الالتزام. وسنواصل تدعيم السياسة الأميركية القديمة القائمة على الحفاظ على أمن إسرائيل».

من جانبه، تعهد غانتس بالحفاظ على علاقات دفاعية وثيقة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذا الأمر «امتياز؛ ولكنه أيضاً ضرورة». وأضاف أن «هذا الأمر مرتبط بالتفوق العسكري النوعي، ولكنه مرتبط أيضاً بتعاوننا المهم».

وقال غانتس في ختام لقائه مع كوشنر: «نحن ممتنون للجهود الأميركية لإحلال السلام والتزامها بالتفوق الأمني لإسرائيل». وبحث الرجلان سبل العمل على اتفاقات أخرى تضمن الاستقرار في المنطقة، «في ظل الحفاظ على أمن إسرائيل كحجر أساس في العملية».

ووفقاً لمصادر في تل أبيب، فإن غانتس حمل سلسلة مطالب جديدة وضعها طاقم مؤلف من وزارة الأمن وقيادة الجيش برئاسة الجنرال تومر بار، المرشح لقيادة سلاح الجو الإسرائيلي، بعد انتهاء دورة القائد الحالي، عميكام نوركين. ومن هذه المطالب: تزويد إسرائيل بأسلحة حديثة، مثل آخر طراز من الطائرات المروحية «تلتلاتور V - 22» القادرة على الطيران لمسافات بعيدة، وسرب طيران جديد من طراز «إف 15 EX» المتطورة، ورادارات تتيح لإسرائيل كشف طائرة مهاجمة لها من طراز «إف35» المعروفة بقدرتها على التملص من الرادارات العادية، وطائرتين تزودان الوقود من طراز «بوينغ KC - 46». وتعميق التعاون في حرب السايبر.

وكانت وكالة «رويترز» للأنباء، قد نشرت، أول من أمس، أن الولايات المتحدة والإمارات، ستتوصلان إلى اتفاق أولي لبيع الطائرة قبل يوم الاستقلال الإماراتي، الذي يحل بعد نحو شهرين، في 2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وكانت الصفقة، التي كشف ناحوم برنياع النقاب عنها في «يديعوت أحرونوت» قبل نحو شهر، قد أثارت أصداءً دولية وتسببت في انتقاد جماهيري شديد في إسرائيل، بسبب إمكانية أن تكون الصفقة قد تمت بعلم رئيس الوزراء في جزء من مقابل أميركي يتضمنه اتفاق الإمارات مع إسرائيل. وأثارت الصفقة غضب قيادة الجيش وكذلك غانتس ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، الذين استهجنوا تجاهلهم في الموضوع.

ويوم أمس، طرح النائب المعارض وزير الأمن الأسبق، أفيغدور ليبرمان، مشروع قانون على جدول أعمال الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، يحظر فيه على رئيس الوزراء إبرام صفقات من دون طرحها على الحكومة وعلى الجهات المهنية ذات الشأن، مثل الجيش، في حال وجود بنود عسكرية. وفسر ليبرمان اقتراحه قائلاً إن «الاتفاق مع الإمارات جيد ومبارك، ولكن كان على نتنياهو أن يطلع عليه قيادة الجيش ووزيري الأمن والخارجية، مسبقاً. وينطوي امتناع نتنياهو على نوايا سيئة ذات مغزى خطير».

وقد هبّ للدفاع عن نتنياهو أمام هذه الانتقادات، السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي قال إن «الضجة غير ضرورية؛ فأولاً الإمارات ستتسلم أول طائرة من هذه الصفقة بعد 7 سنوات. وثانياً؛ هناك اتفاق على البحث الدائم بين إسرائيل والولايات المتحدة حول كيفية ضمان التفوق الإسرائيلي على جميع جيوش الشرق الأوسط».