شئون دولية

الخميس - 24 سبتمبر 2020 - الساعة 11:48 ص بتوقيت اليمن ،،،

واشنطن

أبدى رئيس وفد حكومة كابل لمفاوضات السلام مع طالبان ارتياحه للأجواء «الإيجابية» التي تسود المحادثات مع الحركة المسلحة، إلا أن عبد الله عبد الله عبر في الوقت نفسه عن أسفه؛ لأنّ عدداً من مقاتلي الحركة المتمردة الذين أفرجت عنهم حكومة الرئيس أشرف غني مؤخراً عادوا لحمل السلاح. ولفت عبد الله إلى أنّ المفاوضات التي انطلقت في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان تتواصل بين الجانبين على مستوى مجموعات اتّصال، مشيراً إلى أنّ الوفدين بدآ يتعرّفان على بعضهما البعض. وقال «بالنظر إلى السياق، أعتبره أمراً إيجابياً». وأضاف أنّ القسم الأكبر من هؤلاء السجناء السابقين لم يعد إلى حمل السلاح «لكنّ بعضهم فعل ذلك». وقال عبد الله في مؤتمر عبر الإنترنت نظّمه «مجلس العلاقات الخارجية» وهو مركز أبحاث أميركي «أعلم أنّ بعضاً منهم عادوا إلى ساحة المعركة في انتهاك للتعهدات التي التزموا بها» في صفقة تبادل السجناء التي أبرمتها حركة طالبان مع كابل. وفي حين لا يزال مستوى العنف على حاله في أفغانستان، دعا عبد الله الولايات المتّحدة، التي أبرمت مع طالبان اتفاقاً منفصلاً، وباكستان التي تتّهمها كابل بانتظام بإيواء المتمرّدين وتمويلهم، إلى الضغط من أجل التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. قال المتحدث باسم شرطة كابل، فردوس فارامارز إن قائدا بارزا بحركة طالبان، يدعى مولاوي صديق الله، قتل في عملية مستهدفة شنتها قوات الأمن الأفغانية، طبقا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس الأربعاء. وأضاف أن القوات المشتركة شنت عملية في منطقة سوروبي في كابل الثلاثاء، ردا على هجمات شنتها طالبان مؤخرا. وتابع أن قائد طالبان قتل في بلدة جيجدالاك بمنطقة سوروبي. ولم تعلق طالبان على الأمر حتى الآن.
وقال عبد الله إنّ «مستوى العنف مرتفع للغاية، لدرجة غير مقبولة بالنسبة للشعب، وأكرّر دعوتي إلى طالبان وإلى جميع الشركاء الذين لديهم تأثير على طالبان للضغط في هذا المجال». ولفت المفاوض الحكومي إلى أنّه سيتوجّه إلى باكستان «في غضون أيام قليلة»، في أول زيارة له إلى هذا البلد منذ 2008.
وانطلقت المفاوضات بين كابل وطالبان في 12 سبتمبر (أيلول) الحالي بعد ستّة أشهر من الموعد المقرّر أساساً، وذلك بسبب خلافات مريرة بينهما بشأن صفقة تبادل أسرى مثيرة للجدل تم الاتفاق عليها في فبراير (شباط) الماضي ولم تنفّذ سوى في مطلع الحالي.
وفي 29 فبراير وقّعت الولايات المتّحدة اتفاقاً تاريخياً مع حركة طالبان ينصّ على انسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول ربيع عام 2021، مقابل التزامات قدّمتها الحركة الإسلامية المتطرّفة أبرزها منع الأنشطة الإرهابية في المناطق الخاضعة لسيطرتها والعمل على خفض مستوى العنف والتفاوض للمرة الأولى بصورة مباشرة مع كابل. ورغم أنّ انطلاق محادثات السلام بين كابل وطالبان تأخّر أكثر من ستة أشهر، ووتيرة العنف لم تنخفض، فقد أبقت الولايات المتّحدة على جدول انسحابها المقرّر، وهي تعتزم الإعلان عن خفض إضافي لعدد قواتها المنتشرة في هذا البلد قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقضية مستوى العنف في أفغانستان كانت محور جلسة استماع عقدتها الثلاثاء لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب الأميركي وشارك فيها كلّ من المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد والمسؤول عن ملف آسيا في البنتاغون ديفيد هيلفي. وخلال جلسة الاستماع تعرّض المسؤولان لوابل من الأسئلة بشأن التنازلات التي حصلت عليها حركة طالبان لتمكين الرئيس دونالد ترمب من تحقيق وعده القديم بسحب القوات الأميركية من أفغانستان. واكتفى هيلفي في الجلسة بالقول إنّ الإدارة تعتزم بالفعل خفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 4500 عنصر بحلول نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، متهرّباً من الردّ على أسئلة النواب بشأن ما إذا كان ترمب يمارس ضغوطاً لتحقيق هذا الهدف قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 3 نوفمبر. من جهته قال خليل زاد إنّ «أي انسحابات أخرى سيتمّ تحديدها على ضوء الوضع الميداني ومدى احترام طالبان لالتزاماتها»، مؤكّداً أنّه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن هذا الموضوع حتّى الآن.