وكالات

الثلاثاء - 20 أكتوبر 2020 - الساعة 09:23 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات

استقبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 2016 فوز دونالد ترامب في الانتخابات بتحذير استثنائي مفاده أنها ستتعاون مع الرئيس الأمريكي شرط احترامه القيم الديمقراطية. لكن الأمور لم تتحسن الأمور.
وبعد أربعة أعوام، أحدثت خطوات ترامب المشددة في السياسة الخارجية والتي كشفها مراراً بتغريدات معبرة عن غضبه، شرخاً ليس مع ألمانيا فحسب، بل مع معظم دول أوروبا.
وقالت سودها ديفيد ويلب من مركز "صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة"، إن "العلاقة عبر الأطلسي باتت فعلياً على جهاز الإنعاش".
وأفاد الخبراء أنه حتى وإن فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، فلن يكون هناك حل سحري يردم الهوة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأظهرت استطلاعات رأي لـ"مركز بيو للأبحاث" أن صورة الولايات المتحدة في أوساط الأوروبيين تراجعت إلى مستويات قياسية، ولم يعد إلا 26 % من الألمان ينظرون بشكل إيجابي الآن إلى القوة العظمى.
وأفاد بروس ستوكس من مركز "شاتهام هاوس" بأنه يمكن إرجاع "الحكم القاسي" إلى الاعتقاد السائد بأن حكومة ترامب "أساءت إدارة أزمة كورونا المستجد".
وتضيف ديفيد ويلب، أن "الأوروبيين ينظرون إلى أمريكا ويعتقدون أن هناك العديد من المسائل الداخلية التي تفكك البلاد وبالتالي كيف يمكنها أن تكون شريكا جيداً في وقت مماثل؟".
ومنذ انسحابها من اتفاقية باريس للمناخ، والاتفاق النووي الإيراني، وصولاً إلى فرض رسوم على واردات الفولاذ والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي، وإضعاف منظمة التجارة العالمية، وجه ترامب ضربة تلو الأخرى للتعددية التي يوليها الأوروبيون أهمية بالغة، في التعامل مع التحديات الدولية.
وصدم حلفاء بلاده حينما وصف الاتحاد الأوروبي بخصم في مجال التجارة بينما "أخاف الناس" بتودده لروسيا، حسب ستوكس.
ولطالما كانت ألمانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في عين عاصفة غضب ترامب لأسباب عدة، أبرزها إخفاقها في بلوغ أهداف حلف شمال الأطلسي للانفاق على الدفاع.
وحتى على المستوى الشخصي، لا تخفي أقوى نساء أوروبا، التي تغادر منصبها في العام المقبل، وسيد البيت الأبيض، أنهما لا يستلطفان بعضهما.
وعلى عكس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حاول إثارة إعجاب ترامب بعرض عسكري وعشاء مبهر في برج إيفل، قبل تردي العلاقات بينهما، لم تحاول ميركل يوماً ملاطفة الرئيس الأمريكي المتقلّب.
وطغى الفتور على العلاقات أكثر في يونيو (حزيران) بعدما رفضت دعوته لحضور اجتماع لمجموعة الدول السبع في واشنطن، بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد.
وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن ترامب أنه سيخفض عدد الجنود الأمريكيين في ألمانيا.
وقال ستوكس: "لديه مشكلة حقيقية في التعامل مع النساء القويات".
لكن ترامب أقام بعض الصداقات في القارة، على غرار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يشاطره معاداة المهاجرين. وأعرب الأخير علناً عن دعمه لإعادة انتخاب الرئيس الجمهوري.
وقالت جاستينا غوتكوسكا من "مركز دراسات الشرق" إن بولندا، التي ستستفيد من إعادة نشر ترامب قواته فيها، اختبرت "إعادة انخراط الولايات المتحدة"، وتشارك واشنطن معارضتها مشروع "نورد ستريم 2" المثير للجدل لمد أنابيب غاز بين روسيا وألمانيا.
وإذا فاز بايدن، "فسيرى حاجة لإعادة إحياء العلاقات مع الحلفاء" حسب ديفيد ويلب.
ويتوقع الخبراء أن يجري نائب الرئيس الأسبق زيارة إلى أوروبا بعد وقت قصير من فوزه، إذا حصل، والعودة إلى اتفاقية المناخ، وإعادة إطلاق المحادثات النووية مع إيران.
لكن ستتواصل الحساسيات المرتبطة بالإنفاق الدفاعي و"نورد ستريم 2" وحملة واشنطن ضد مجموعة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا.
وفي مواجهة اقتصاد أثقل كورونا كاهله، سيتحاشى بايدن على الأرجح اتجاهات ترامب الحمائية، لكن يرجح أن تستمر رؤية ما قائمة على شعار ترامب المفضل "أمريكا أولا" للصناعات الأكثر حساسية لبعض الوقت.
وقال ستوكس: "على الأوروبيين أن يفهموا أن إدارة بايدن ستكون منشغلة للغاية بالشؤون الداخلية".
وأضاف أن ذلك يعني أن بايدن سيحيط نفسه على الأغلب بسياسيين متمرسين في الشؤون الخارجية يمكن الاعتماد عليهم بدرجة "أكبر من العادة لإعادة ترتيب الأمور بل حتى وضع مسار جديد".
وأشار إلى أنه إذا فاز ترامب، سيكون هناك "الكثير من الترقب" في العواصم الأوروبية في انتظار "أربعة أعوام أخرى عاصفة".