الإثنين - 17 ديسمبر 2018 - الساعة 06:58 م بتوقيت اليمن ،،،
وكالات
بدأ تشكل المقاومة الشعبية اليمنية بعد اجتياح ميليشيات الحوثي الإرهابية (المدعومة من إيران) للعاصمة اليمنية صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، وبدأت المقاومة على صورة مبادرات فردية وقبلية للتصدي لتمدد الحوثي في اتجاه محافظات الشرق والجنوب، لا سيما مدينة عدن، خاصة بعد انقسام الجيش اليمني الرسمي وانحياز الحرس الجمهوري إلى صف الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الحليف الرئيسي للحوثي.
بينما انحازت مجموعة من ألوية الجيش الأخرى الى الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دوليًّا، ودعمت المقاومة التي انضم إليها الشباب من كل المدن والمناطق الجنوبية والشمالية ، لكنها كانت تعتمد على أسلحة بسيطة وفردية، في حين كان الحوثيون يقاتلون بالدبابات والمدفعية (الإيرانية أحيانًا)، ما استدعى تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية فيما عرف بعملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت فجر يوم 26 مارس 2015.وبعد انطلاق «العاصفة» دعم التحالف قوات المقاومة وعمل على تنظيمها والاعتماد عليها في صد الاجتياح الحوثي للمدن الجنوبية، لاسيما بعد مغادرة الرئيس هادي والحكومة الشرعية واعتقال الحوثيين لوزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي، ما أحدث فراغًا في السلطة.
أنفق التحالف العربي أموالًا كثيرة على تسليح ودعم المقاومة وشجع اليمنيين على الانضمام لها، وتشكيل المزيد من الفرق لصد الحوثي، وأسهم ضباط من دول التحالف في الإشراف على تدريب المقاومة بكل أطيافها في أنحاء البلاد، كما تلقت بعض عناصر المقاومة تدريبها في السعودية والإمارات.وفي الثالث من أبريل 2015، أطلق «التحالف العربي» حملة إنزال مظلي لشحنات الأسلحة على مناطق المقاومة شملت كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والقذائف وأجهزة الاتصالات، ومع تطور المعارك دخلت عبر البر والبحر عشرات المدرعات وشحنات من الأسلحة الثقيلة، الأمر الذي أحدث انقلابًا نوعيًّا في كل المعارك لصالح المقاومة، رغم الدعم الكبير الذي حصلت عليه الميليشيات من نظام الملالي الإرهابي في طهران.
ومع تطور المعارك وما أبدته فصائل المقاومة الشعبية من بسالة وفاعلية في مواجهة الحوثيين وحلفائهم؛ أصدرت حكومة الرئيس هادي قرارًا بدمج هذه الفصائل في «القوات العسكرية والأمنية» الموالية للشرعية، واتخذ هذا القرار مجلس الدفاع الأعلى اليمني خلال اجتماعه في العاصمة السعودية الرياض في 28 يوليو 2015.ظهرت مدى قوة المقاومة وحجم الدعم الذي تلقته من التحالف في معارك الساحل الغربي مؤخرًا عندما استطاعت دحر الميليشيات الحوثية والاستيلاء على مواقعها على امتداد الساحل الغربي، ما أحكم الحصار حول الحوثيين الذين كانوا يعتمدون على هذه الجبهة بالذات في تهريب السلاح القادم لهم من إيران.
وقد انقلب الوضع الميداني رأسًا على عقب، ما يمكن ترجمته على وجه الخصوص بالتراجع الكبير بالنسبة إلى الإرهابيين الحوثيين، وأدت العمليات البرية للمقاومة المدعومة من التحالف العربي إلى استعادة السيطرة على ثلاثة أرباع الأراضي اليمنية من قبضة مسلحي الحوثي، وتقلصت مساحة نفوذهم بوتيرة متسارعة، ومعها تراجعت قدراتهم التسليحية، بعد نجاح دول التحالف العربي بقيادة السعودية، منذ انطلاق عاصفة الحزم، في السيطرة على المجال الجوي اليمني وتوفير غطاء جوي للمقاومة.