شئون دولية

الإثنين - 30 نوفمبر 2020 - الساعة 11:12 ص بتوقيت اليمن ،،،

بنغازي

تتزايد حدة التكهنات بشأن مستقبل رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، بعدما بدا أنه سيكون “الخاسر الأكبر” من المسار السياسي.

وتحول صالح خلال الفترة الماضية إلى “قائد للسلام” في إقليم برقة (المنطقة الشرقية) حيث تم تضخيم دوره مقابل تهميش القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر.

وقدم رئيس البرلمان -الذي قاد حملة ضغط على الجيش للانسحاب من طرابلس من خلال إقناع القبائل التي يشارك أبناؤها في القتال بعدم جدوى الاستمرار في الحرب- مبادرة سياسية قبل انتهاء المعارك في محيط طرابلس تبنتها القاهرة في ما بعد وتنص على وقف القتال وتشكيل سلطة تنفيذية جديدة ممثلة بمجلس رئاسي وحكومة.

وتواترت خلال الفترة الماضية أنباء عن أن ما دفع صالح إلى التحرك نحو السلام هو حصوله على ضمانات بشأن تعيينه رئيسا للمجلس الرئاسي الجديد. لكن فشل الحوار الليبي في تونس، والذي كان من بين أسبابه رفض تولي صالح للمنصب مقابل تصاعد الحديث عن الإبقاء على فايز السراج على رأس المجلس الرئاسي، يؤكد أنه فعلا “الخاسر الأكبر” مما يجري من تحركات.

وتكشف تصريحات المسؤولين الليبيين أن البرلمان بعد توحيده سيعزم على إعادة انتخاب رئيس جديد له سيكون على الأرجح أقرب إلى الإسلاميين من الجيش.

وقال عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة إن الظاهر في اجتماعات المغرب هو توحيد المجلس للقيام بمهامه، إلا أن البعض يسعى للإطاحة بعقيلة صالح.

وأوضح بن شرادة في تصريحات صحافية “أن التمسك بمثل هذا المطلب المتمثل في إعادة انتخاب رئيس المجلس يمكن أن يعيد الأمور إلى نقطة الخلاف الكبير وتعزيز الانقسام الموجود”.

وبيّن عضو مجلس الدولة أن المستشار عقيلة صالح يتطلع إلى رئاسة المجلس الرئاسي، وفي حال عدم حصول ذلك فإن مناصريه في البرلمان سيعرقلون أي خطوة متمثلة في إعادة انتخاب رئيس جديد.

وبدوره قال عضو مجلس النواب عن مدينة مصراتة محمد الرعيض، إن الترجيحات تشير إلى أن اللقاء القادم للبرلمان في مدينة غدامس سيفضي إلى إعلان توحيده ليلتئم مجددًا في جسم واحد يمثل كل الليبيين، مستبعدا أن يحضر هذه اللقاءات رئيس البرلمان عقيلة صالح الذي وصفه بـ” الخاسر الأكبر من توحيد البرلمان”.

وقال المحلل السياسي عزالدين عقيل إن لديه معلومات تؤكد وجود خطة بريطانية تتمحور حول الإبقاء على فايز السراج رئيسا للمجلس الرئاسي، مكافأة له على طرحه وعزمه على الاستقالة وتبنيه خيارَ الانتخابات في كل أطروحاته.

وأضاف في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك “إن المجتمع الدولي هو الذي تورط بتضخيم عقيلة صالح عبر إصراره على الاعتراف به ممثلا وحيدا وحصريا لمجلس النواب مقابل التهميش الكلي لـ199 نائبا آخر وعلى حسابهم جميعا، لذا فقد قررت الخطة البريطانية تعريض صالح لأقصى درجات التهميش”.

وأكد أن هناك موافقة على هذه الخطة، ومن المتوقع أن تبدأ إجراءات التطبيق يوم الأربعاء القادم بغدامس فور إفراغ يد صالح من سلاحه القوي والوحيد، وهو وعود المؤثرين بالمناصب لنيل دعمهم، وتحوله إلى عضو شكلي.

وتابع “ستبدأ إجراءات الإعلان عن خطة بقاء السراج رئيسا للمجلس الرئاسي واختيار رئيس وزراء سيكون من شرق البلاد”.

ويبدو أن صالح بدأ يستشعر المأزق الذي وقع فيه، حيث نبه في تصريحات صحافية البعثة الأممية لوجود محاولات قال إنها تهدف إلى إفشال حوار تونس بمسارات موازية، دون أن يكشف ماهية هذه المسارات، داعيا أعضاء الحوار إلى تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

وطالب بوقف التدخل الخارجي الهادف إلى إشعال فتيل الحرب من جديد، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية عن مراقبة وقف إطلاق النار.