شئون دولية

الإثنين - 08 مارس 2021 - الساعة 10:05 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي السياسيين إلى التصالح مع الشعب اللبناني، معتبراً أن المشكلة في لبنان ليست أزمة نظام، إنما «عصيان النظام»، فيما حذّر متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، الحكام من ثورة جياع.
وقال الراعي في عظة الأحد: «ليس اللبنانيون في أزمة نظام، بل في أزمة انتماء إلى جوهر الفكرة اللبنانية. لو وقعت الأزمات بسبب تطبيق الدستور لقلنا إنها أزمة نظام، لكنها وقعت بسبب عصيان النظام، وصولاً إلى امتلاك الدولة والعبث بالوطن والمواطنين». وأضاف: «إن ما يجري على صعيد تأليف الحكومة لأكبر دليل على ذلك، ولا علاقة له بالمواد الدستورية؛ خصوصاً المادتين 53 و64 المتعلقتين بطريقة التكليف والتشكيل والتوقيع، بل العلاقة بهوية لبنان الواحد والموحد والحيادي والديمقراطي والميثاقي وذي السيادة في الداخل وتجاه الخارج، وبالثقة المتبادلة التي هي روح الميثاق الوطني والتعاون في الحكم والإدارة».
وسأل: «وإلا لم هذا التأخير المتعمد في تأليف الحكومة؟ لقد كنا في مرحلة شروط وشروط مضادة، فصرنا في مرحلة تحديات وتحديات قاتلة تودي بالبلاد والشعب والكيان»، وأكد: «لأن الجماعة السياسية والسلطة عاجزة عن معالجة أزماتنا الداخلية المؤدية إلى الموت، دعونا إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان نهيئه نحن اللبنانيين كاشفين عللنا المتأتية من عدم تطبيق وثيقة الوفاق الوطني بكامل نصها وبروحها، ومن مخالفات الدستور بخلق أعراف وعادات، سببها ثغرات فيه بحاجة إلى نقاش، ومن ميثاق العيش المشترك الذي هو أساس الثقة الوطنية وشرعية السلطة، كما تنص مقدمة الدستور».
وتوجه الراعي إلى المسؤولين بالقول: «تصالحوا أيها المسؤولون مع السياسة، ومع الشعب الذي بددتم ماله وآماله ورميتموه في حالة الفقر والجوع والبطالة. وهي حالة لا دين لها ولا طائفة ولا حزب ولا منطقة، ولم يعد له سوى الشارع. فنزل يطالب بحقوقه، التي تستحق أن يدافع عنها، وأن توضع في رأس معايير تأليف الحكومة». وسأل: «كيف لا يثور هذا الشعب وقد أخذ سعر صرف الدولار الواحد يتجاوز 10 آلاف ليرة لبنانية بين ليلة وضحاها؟ كيف لا يثور هذا الشعب وقد هبط الحد الأدنى للأجور إلى 70 دولاراً؟ كيف لا يثور هذا الشعب وقد فرغ جيبه من المال، ولا يستطيع شراء خبزه والمواد الغذائية والدواء، وتأمين التعليم والطبابة؟!». وشدّد: «كنا نتطلع إلى أن يصبح اللبنانيون متساوين في البحبوحة، فإذا بالسلطة الفاشلة تساوي بينهم في الفقر. كيف تعيش مؤسسات تتعثر وتقفل، وكيف يعيش موظفون يسرحون، ورواتب تدفع محسومة أو لا تدفع. وبعد، هناك من يتساءل لماذا ينفجر الشعب؟ من وراءه؟! فخير أن ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب! لكننا باقون، والشعب أقوى من المعتدين على الوطن، مهما عظمت وسائلهم!».
الموقف نفسه عبّر عنه المطران إلياس عودة، وقال في عظته: «ليت المسؤولين يصغون إلى صوت الناس عوض الإصغاء إلى مستشاريهم والمحيطين بهم والمطبلين لهم. ليت المسؤولين ينزلون من أبراجهم، ويخالطون الشعب ويسمعون أنينه. ليت المسؤولين يتنازلون، كل من جهته، عن تعنته وشروطه، ليتهم يتنادون ويتلاقون ولا يتفارقون قبل التوصل إلى حل يرضي ضمائرهم أولاً وشعبهم ثانياً».
وأضاف: «اليوم، بعد سنة ونصف السنة من الغضب الشعبي، يتمنى الشعب لو أن الأوضاع السياسية والمعيشية ما زالت كما كانت يومها، لأن الوضع تفاقم، والليرة فقدت قيمتها، والسياسيون كفروا الناس بالسياسة، وانفجار بيروت أفقد الشعب ما تبقى من أمل، والغلاء الذي يلتهم ما تبقى من أموال، والتلاعب بسعر الدولار الذي لم يبق للعملة الوطنية قيمة، والركود والبطالة والعزلة التي نعيش فيها... حتى أصبحت الحياة في هذا البلد كمن يكتوي بنار جهنم».
وخاطب المسؤولين: «أسألكم باسم الشعب المتألم؛ كيف تنامون والمواطنون يماتون كل يوم؟ احذروا ثورة الجياع التي بدأت بوادرها تلوح. احذروا ثورة شعب لم يبق له ما يخسره، بعد أن سلبتموه حتى كرامة العيش. إن كنتم تعملون من أجل حقوق المواطنين، فلماذا أهلكتم المواطن، وأثقلتم كاهله بألاعيبكم السياسية والاقتصادية والمالية حتى خسرتموه أمواله وممتلكاته والأمل بغد أفضل؟ عن أي حقوق تتحدثون في بلد لا يستطيع المواطن فيه، المسيحي كما المسلم، أن يشتري ربطة خبز يسد بها جوع أطفاله؟».