صدى الساحل - بقلم/ معتز الجمعي
في الذكرى السابعة لاستشهاد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيقه الأمين عارف الزوكا …
سبع سنوات مرت لكنها لم تمحُ آثار الحزن العميق الذي تركه رحيلهما في قلوبنا.
ذلك اليوم الذي كان شاهدًا على أعظم التضحيات، يوم ارتقى فيه رمزان من رموز اليمن، وهبا حياتهما لوطن أنهكته الحروب والمؤامرات، ليلتحقا بقافلة الخالدين في صفحات التأريخ.
علي عبدالله صالح، القائد الذي عاش للوطن، حاملاً على عاتقه أحلام الشعب وآلامه لأكثر من ثلاثة عقود. كان رجلاً من طينة نادرة، صلبًا في وجه المحن، مرنًا أمام التحديات، حاملاً على عاتقه وحدة اليمن واستقراره. لم يكن زعيمًا فقط، بل كان أبًا لكل اليمنيين، يتلمس احتياجاتهم، ويدافع عنهم في ساحات النضال، محاولًا بكل ما أوتي من قوة أن يحمي البلاد من التفكك والانهيار.
أما رفيقه الأمين، عارف الزوكا، فقد كان نموذجًا للإخلاص والوفاء. رجل المبادئ الصلبة، الذي لم يتردد للحظة في الوقوف إلى جانب قائده، مدافعًا عن الحق والقيم الوطنية. رحيله إلى جوار الزعيم كان دليلًا على عمق ولائه، وكيف أن الرجال الأوفياء يبقون مع رفاقهم حتى اللحظة الأخيرة من حياتهم..
استشهادهما لم يكن فقط خسارة لشخصيتين عظيمتين، بل كان إيذانًا بفقدان مرحلة من النضال الوطني الذي تجسدت فيه قيم الصمود والشجاعة. لقد قاوم الزعيم صالح ورفيقه الزوكا حتى اللحظة الأخيرة في المواجهةِ بشجاعةٍ نادرةٍ بكل أنفة وإباء وشموخ، رافضين كل محاولات الإذلال والانصياع، ومفضلين الشهادة وأكرم بها من شهادة في سبيل الوطن والقيم والمبادئ الخالدة، كدروس يستلهم منها الأجيال معاني التضحية والفداء..
في الذكرى السابعة لرحيلهما، نقف لنستحضر تلك اللحظات العظيمة، ونستذكر دروس التضحية والوطنية التي علّمانا إياها. لقد تركا لنا إرثًا عظيمًا، ليس فقط في المواقف السياسية، ولكن أيضًا في دروس الوفاء للوطن ولرفاق الدرب.
رحم الله الزعيم علي عبدالله صالح ورفيقه الأمين عارف الزوكا. ستظل ذكراهما خالدة ومحفورة في ذاكرة الأجيال، جيلا بعد جيل وسيروي التاريخ مآثرهما كأبطال واجهوا التحديات بشجاعة وإقدامٍ وإصرار، في كل عام نستعيد ذكرياتهما ونجددها في قلوبنا، كنبضٍ لا يخبو، وضوءٍ لا ينطفئ.
يا قادة المجد والشموخ، نمتم شامخين، وبقيتم خالدين في ذاكرة الوطن والإنسانية.