كتابات وآراء


الأحد - 06 أكتوبر 2019 - الساعة 10:28 م

كُتب بواسطة : ا.د عبدالودود مقشر - ارشيف الكاتب


اعتقل محمد بن علي علوي الجفري عقب فشل حركة 1948م، وكان من المؤيدين لها، تميز بسعة ثقافته وقراءاته المتعددة، والتزم اليسار في حياته السياسية، فأصبح شيوعياً، وإن مال إلى القومية العربية في فترته الأخيرة، ثم كان من ثوار 26 سبتمبر وحارب في سبيل تثبيت مداميك هذه الثورة، ذكر الأصبحي أنه: (جاءني محمد علي علوي الجفري من جفارية الحديدة..
وكنت قد تعرفت إلى محمد علي في عامي 1371 – 1373هـ / 1952-1953م في عدن، فقال لي: قدم من القاهرة مسفّراً الأستاذ إبراهيم صادق هل تعرفه؟ قلت: سمعت بشعره وحفظت بعض مقطوعات من أشعاره... وأحفظ مقطوعات أخرى غيره، فقال لي: سفّر بتهمة أنه شيوعي بالبنطلون والقميص ليس إلا...
وكنت أعرف أن لديه مسحة ماركسية يسارية، فذهبت إليه، وفي اليوم التالي وصل إلى جده المحسن الكبير الشيخ علي حسين الوجيه، فأخبرته عن إبراهيم صادق، وقال: هذا من الحديدة وأعرفه، كيف نصنع له؟ فقلت له: أنا قد جمعت له مائتين وخمسين ريالاً سعودياً، فقال: وهذه تذكرة سفر إلى شولق -موضع بجدة- وخمسمائة ريال أيضاً يذهب إلى عدن يبحث لنفسه عن عمل أو أي شيء آخر..
ولكن إبراهيم صادق كان مغامراً أكثر منّا، وكان خيالياً، وكان معه دفتر قد كتب فيه اللائحة الداخلية للثورة اليمنية التي ستكون، ومن ضمن ما قاله في تلك اللائحة: "إذا كانت هناك ثورة في اليمن فيجب أن تقوم في الشهر نفسه إن لم يكن في اليوم نفسه ثورة في المملكة العربية السعودية لكي لا نؤذى"، هذا صحيح ولكنه خيال، وتعرفت أيضاً على مساوى أحمد حكمي وكان معه تابعوه سعودية وشقيقته متزوجة من أحد السعوديين وهو من الحديدة أيضاً، كان يجمعنا في غرفة إدارة وكالة التربية والتعليم وفي الطابق الأسفل المخابرات ولكنها لم تكن قوية، فظللنا أسبوعاً كاملاً نناقش إبراهيم صادق حول اللائحة الداخلية وحول ما يشبه الدستور، وكان يقول: جيزان ونجران وعُمان من اليمن، وبعد ثلاثة أيام أقنعناه بأن يتنازل عن عمان ونوافق نحن له على جيزان ونجران وكذا..
وذات يوم قيل لي إنه قد ألقي القبض على الأستاذ الشاعر الفذ إبراهيم صادق ومحمد علي علوي الجفري، وفهمت أن وراء ذلك المفوضية اليمنية التي على رأسها حسين مرفق ولا يزال يعيش في جدة الذي تحول إلى موظف لدى الإمام بدلاً من أن يكون مع الأحرار، وعلمت أنهما قد أرسلا مخفورين إلى مطار الحديدة وظل في السجن بضعة أشهر ثم أفرج عنهما).

ملخص لترجمة حياته:

محمد بن علي علوي الجفري، ولد في حارة السور القديم بمدينة الحديدة 1348هـ/ 1930م، درس في الكتاتيب "المعلامات" في بدء أمره ثم أدخل المدرسة السيفية، عمل قبل الثورة في البنك الأهلي السعودي العربي وعمل في شركة المخا الزراعية بتعز وهي شركة تابعة لمحمد علي الجبلي ثم في شركة التبغ والكبريت ثم في البنك اليمني وبعد الثورة تولى رئاسة بلدية الحديدة ثم استقال وعاد إلى البنك اليمني للإنشاء والتعمير، ثم اشتغل في الأعمال التجارية الحرة، توفي في سنة 1408هـ / 1988م.