كتابات وآراء


الخميس - 27 فبراير 2020 - الساعة 02:33 م

كُتب بواسطة : ا.د عبدالودود مقشر - ارشيف الكاتب


قصة معركة بين اليمنيين والاتراك
قامت الثورات اليمنية بشكل موحد ضد الاتراك في كل اليمن سنة 1891م وإزاء ذلك فقد دمرت المقاومة التهامية اليمنية كل أعمدة وخطوط الاتصال وقطعوا الطرق, فأصدرت السلطات العثمانية أوامرها باستبدالها بأعمدة حديدية اعتقاداً منها أن ذلك سيحد من قطعها ولكن كل ذلك لم يُجدِ نفعاً, ووجد الكولونيل أدهم أفندي متصرف الحديدة (المحافظ حالياً) في مدينة بيت الفقيه محاصراً أمام المقاومة التهامية اليمنية التي أحاطت بالمدينة, فهرب أدهم أفندي وعند وصوله إلى الحديدة أعلم الوالي المشير أحمد فيضي أن بيت الفقيه والمدن التهامية كلها ثائرة ويجب من إعداد القوات الكافية لقمعهم وتأديبهم وتربيتهم, ورأى المشير أن الفرصة مواتية لضرب المقاومة فأعد المؤن والأسلحة وأرسلها إلى الحديدة وولى المتصرف أدهم أفندي ليقود المعارك وطلب منه إخضاع تهامة وتربيتها فاتجه أدهم أفندي بقواته إلى بلاد الزرانيق من الحديدة وأخضع القبائل المجاورة للزرانيق وأجبرهم على تجنيد رجال هذه القبائل في قواته ضد الزرانيق فـ(وصل القائد الأدهم إلى قرية المحوى - قرية في شمال شرق بيت الفقيه تقع بين خط طول 26`و43° ودائرة عرض 39`و14° وبها قلعة عثمانية - من بلد الوعارية بجانب الطرف الشامي من الزرانيق في الجهة القبلية الشرقية, فطلب الزرانيق , فمنعوا من إجابته, لأن الأنباء زفت إليهم بأنه يريد اعتقالهم كما فعل محمد أمين مع الشيخ يحيى هبه فاشق ...فتقدم لحرب الزرانيق, وقصد قرية الجنبعية - أحد أهم معاقل الزرانيق وهي قرية تقع شمال شرق بيت الفقيه في الطرف الشامي - ...والتقى الجيشان, واستمر القتال من صلاة الصبح حتى غروب الشمس, وانهزم الأدهم ومن معه الجيوش...وعاد مكسوراً تصاحبه الخيبة وبلغ عدد القتلى من العثمانيين الغازية ألف وخمسمائة قتيل, والزرانيق سبعين شهيداً , ما عدا الجرحى وعددهم مائة و خمسين جريحاً) كما ذكر مؤرخ الشيخ يحيى منصر, وما زال التهاميين يذكرون هذه المعركة ويسمونها بـ"يوم الجنبعية", وبعد هذه الهزيمة أرسل أدهم أفندي إلى المناصب وهو يعرف تأثيرهم على القبائل, واتفق معهم ودخل بيت الفقيه ولكنه غدر بالمشايخ وأراد أن يرسلهم إلى جزيرة رودس أو الأستانة ويُنهي أمرهم, ولمواجهة الموقف فقد( سرت الرسل فيما بينهم, وما كادت تشرق الشمس حتى أحدقوا ببيت الفقيه وحاصروا الأتراك فيها...وقطعوا المدد عن الأتراك ومنعوا الداخل والخارج وقطّعوا – بتشديد الطاء – أسلاك السلك السرية للمخابرات وما فُك الحصار إلا بإطلاق المشايخ) ، وكانت أخبار هذه الثورات قد انتشرت وشاعت في تهامة, فتحركت القيادات الوسطية القريبة من العثمانيين ومن القبائل التهامية ومنهم المجلس البلدي لتهامة برئاسة أحمد شراعي والذي كان مقرب من السلطات العثمانية، فـتوسط في النزاع وتم الصلحومن ثم نشر خبر تعيين صالح بك قائم مقاماً لقضاء بيت الفقيه ولأول مرة يتم اختيار مجلس إدارة القضاء .(مقشر، أ.د عبدالودود قاسم، حركات المقاومة والمعارضة في تهامة)