كتابات وآراء


الخميس - 12 يوليه 2018 - الساعة 01:41 م

كُتب بواسطة : الدكتور / أحمد المعمري - ارشيف الكاتب


هذه المدينة التي كان لي فيها أول نبض قلب حين كنت في الثانوية وهي المدينة التي تسنمت بها أول مرتبة ادارية اكاديمية نائب عميد قبل عقدين وعام من الزمان ...زبيد التي حفظت فيها ماتيسر من القران ودرست الاعدادية والثانوية وزبيد التي كنت اسافر اليها كل يوم لستة اعوام دراسية الا قليل وزبيد التي فيها ومنها وبها أعز طلابي وأنبل اساتذتي والطف رفاقي وأصدقائي الذين هم الان اساتذة جامعات وعمداء ...زبيد المكان الذي لايمل ..مدينة تتجدد من الداخل ...زبيد العلي والمجنبذ والجامع والجورة ...يازبيد سحرتي العراق والشام وتعلم فيك اهل الهند والسند ...لزبيد فقط كان ومازال وسيبقى حنين مرئي ولا مرئي ...هناك رفاقي ونبض قلب ماخفت من عقود أربعة الا قليل .حنين وشوق وخوف ورهبة ورغبة تناقضات مجتمعة تجتاحنا لا تلومونا لو عرفت زبيد لكان ولعكم اليها أكثر منا ...هي كبغداد ودمشق والقاهرة ولكن جار عليها الزمان ...ذات ضحى ووسط باريس قال لي عالم أوربي هل تعرف زبيد فتبسمت وكرر السؤال قلت نعم هي بلدي فقال قولا سمعت خلال قوله دموع القلب يتناطفين كما قال النعمان ...عندما نقرأ حيثيات ادراج زبيد في قائمة التراث العالمي يجتاح شعورك ولاشعورك متناقضات الدنيا ..فخر وفرح وعزة وحزن ..حزن لاهمالنا لتحفة فريدة من تحف الدنيا ولضياع المخطوطات وهي كثيرة جدا ...وأنت تزور المتحف المعماري المفتوح تشهق روحك بلا شعور وتقول هل أنا من هذي البلاد ...نعم نحن من بلاد المتحف المفتوح ..زبيد لايسعفنا الحزن ولا الفرح للحديث عنها ...في بلد عربي يمتلكون قطعة من حجر وضعوا له متحف وحراسات وزجاج واق ونحن نمتلك زبيد ولم نعي مامعنا ...في اتصال هاتفي في باريس حادثني العالم الفرنسي والاكاديمي الذي كتب ملف ادخال زبيد لقائمة التراث العالمي قال يا بني اريد شيئا قلت تفضل قال نفسي اعود لزبيد ثانية وربكم بكيت حينها يشهد الله ...وكنت احدث اهلي في زبيد عنها ولم يصدقوا وبعضهم شتمني ودكتور صار صديقي قال في قدحا مالم يقله مالك في خمرته ...عندما اتحدث عن تهامة أقول (تهامة بروبحر وجبل وزبيد ) ما عساني أقول هل أبكيها أم ادعو لها أم لا اعلم ماذا...حفظ اللله اليمن وتهامة وزبيد ...شوقي لايحد اليك وقبلاتي اليك وعبرك الى ازاهير الروح التي كانت وستظل ...زبيد تسكنك ولست الساكن فقط وهذا مايسمى بعبقرية المكان كما قال فيلسوف مصر عن عبقرية المكان أقصد جمال حمدان ...زبيد الوادي الثراء كل الثراء ...هل سمعتم عن وقف العصافير وماذا يعني وقف العصافير ...نشأ في زبيد وكان يعكس الثراء بالمفهوم الشامل ...زبيد قبلة لاتمل ولها ودنا وربما يصعب الاكتفاء من رشفات معينها المتجدد وليس كل أنف تجيد شم الروائح وليس بالأنف تشتم الروح أصلا ...وسلام عليك يازبيد بلاد الرسوليين وأول دويلة في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية .