شئون دولية

الخميس - 02 مايو 2024 - الساعة 02:59 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعات



عندما سئل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن الهجوم الصاروخي الإيراني يوم 13 أبريل وكان أوستن في مؤتمر صحافي قال: "ما الذي تعلّمه الإيرانيون؟ لست متأكداً ولكن عليهم أن يفهموا أن انظمتهم لا تعمل بحسب دعايتهم"
هناك الكثير من التضارب في تقديرات الأميركيين لما فعلته إيران، فهي شنّت هجوماً واسعاً على إسرائيل وجهت فيه 170 مسيرة و30 صاروخ كروز و100 صاروخ بالستي، وقد تمّكنت الدفاعات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط من إحباط الأكثرية الساحقة من المسيرات والصواريخ العابرة والبالستية.

تحدثت "العربية" و"الحدث" الى أكثر من مسؤول في الإدارة الأميركية لفهم أبعاد الهجوم الإيراني، وما سيتبعه من ترتيبات في منطقة الشرق الأوسط، ويؤكد غالبية المتحدثين الرسميين الأميركيين أن الهجوم كان كبيراً وجدّياً، وأن ايران ساهمت في احباط الهجوم الذي شنّته.

الكل راضٍ
قال مسؤول أميركي لـ "العربية" و"الحدث" إن "ايران تحدّثت عن أنها ستشنّ هجوماً، وكانت القدرات الاستطلاعية الجوية الأميركية وغير الأميركية تحلّق في السماء الإيرانية لرصد ما يفعله الإيرانيون، وهذا ما وفّر معلومات كثيرة عن الاستعدادات الإيرانية. ثم بدأ الإيرانيون الهجوم بإطلاق المسيرات البطيئة، وهي تأخذ ساعات للوصول الى هدفها، وبذلك أعطت إيران اشارة واضحة الى أن الهجوم بدأ، وقد أتبعت بصواريخ كروز وبعد ذلك بالصواريخ البالستية"
لا ينكر المسؤولون الأميركيون أن إيران تعمّدت هذا التتابع وقال أحدهم لـ"العربية" و"الحدث" إن إيران قصدت عدم التصعيد، "فنحن نعرف القدرات الصاروخية الإيرانية، والإيرانيون والاسرائيليون يعرفون بعضهم البعض، وقد تعوّدوا على التناحر في منطقة الشرق الاوسط، وما قامت به إيران هو ردّ مدروس، المقصود منه القول انهم لم يسكتوا على قصف المبنى في دمشق عندما قُتل مسؤولو الحرس الثوري الايراني"

أحد الأميركيين قال لـ "العربية" و"الحدث" "إن المسألة إنتهت برضى جميع الأطراف عما
نتائج الهجوم أمر مختلف تماماً، وقدرات مسألة مقلقة للأميركيين والشركاء في منطقة الشرق الاوسط، والأسباب تبدأ من أن إيران قادرة على شنّ هجوم مختلف تكون نتائجه مختلفة تماماً
يعتبر مسؤول أميركي تحدّث الى "العربية" و"الحدث" "أن الهجوم الإيراني كان جدّياً وإيران تريد القول إن الأمور ستكون على قاعدة الهجوم والردّ على الهجوم، وإيران ستبقى عاملاً يثير الاضطرابات في الشرق الاوسط"
مسؤول آخر قال لـ"العربية" و"الحدث" "تخيّل لو أن إيران شنّت هجوماً أكبر" وبدأ سرد السيناريوهات المخيفة لضربة ايرانية وقال لـ "العربية" و"الحدث" "كان من الممكن أن يشنّوا هجمات على القوات الأميركية أو طلبوا مشاركة الميليشيات الموالية لهم بإطلاق هجمات صاروخية على إسرائيل أو القوات الأميركية وغيرها، أو عملوا على قصف موانىء وأصول بحرية، أو لو وقع عدد كبير من الضحايا"

الخطر الصاروخي
السيناريو الاسوأ للهجوم الإيراني الممكن هو ما حصل هو 13 إبريل معكوساً، أي، وبحسب مسؤول أميركي تحدّث الى "العربية" و"الحدث" هو "اطلاق إيران الصواريخ البالستية اولاً وبدون سابق تحذير أو إنذار"

فالصورايخ البالستية تصل الى أهدافها بسرعة فائقة، وتعطي الدفاعات الجوية وقتاً قصيراً لمواجهتها، وتستوجب من الدول المستهدفة استعمال قدرات عالية للرصد، وإعداد منظومات الصواريخ المضادة للصورايخ، بالاضافة الى القوات الجوية التي تشارك في صدّ الهجوم.

ربما يعتبر الكثيرون في الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط أن هجوم إيران الصاروخي أصبح من الماضي، لكن التخطيط الأميركي للمرحلة المقبلة يحتلف تماماً.

الخطر الإيراني المتصاعد
مسؤول أميركي أكد لـ "العربية" و"الحدث" أن "ايران فشلت في إطلاق 30 في المئة من الصواريخ البالستية الأميركية التي اعدّتها للإطلاق، لكنها ستعمل على تصحيح أخطائها التقنية كما فعلت روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا" وأشار الى أن الصواريخ الإيرانية من الممكن "أن تكون في المستقبل أسرع وأكثر قدرة على التخفّي وقادرة على خرق منظومات الاستطلاع"
اليمن جماعة الحوثي: سندعم إيران في أي حرب شاملة ضد إسرائيل

في المقابل يكشف أن "الأطراف المنخرطة في الدفاع أيضاً تعلّمت من هذا الهجوم، وستعمل على تصحيح مواطن الضعف في وسائل الاتصال والتنسيق فيما بينها وعليها أن تعمل على تصحيح بعض الخطوات في العمل"

الآن بدأ الأميركيون العمل مع الدول في منطقة الشرق الأوسط على وضع بنى دفاعية أكثر تطوراً، استعداداً لمواجهة هذا الخطر الإيراني المحدق.

الاستعداد للأسوأ
فالأميركيون يعتبرون الآن أن أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات، والمتصلة بعضها ببعض قامت بعمل جيّد هذه المرة، وإن لم تكن مثالية ويقول مسؤول أميركي كبير تحدّث الى "العربية" و"الحدث" إن "الأطراف الإقليميين يفهمون الآن أكثر أهمية العمل معاً، وعليهم أن يعملوا أكثر على تحسين قدراتهم الدفاعية، وأن يشتثمروا في قواتهم المسلحة، كما سيكون من الضروري تحسين التنسيق بين قدرات الدول في منطقة الشرق الاوسط لمواجهة التهديد الإيراني"
يشدد الأميركيون على أنهم سيعملون في المرحلة المقبلة على مراقبة ايران، وتطويرها للقدرات العسكرية والمخاطر التي تتسبب بها طهران، وستعمل واشنطن على تطوير حضورها وقدراتها وعملها مع الأطراف الإقليميين مع تطوّر المخاطر الإيرانية، ويشدد أحد المتحدثين على "أن الولايات المتحدة لديها قدرات ضخمة وستعمل على تطوير خططها في المنطقة ومن المهم جداً أن يعمل الاطراف الاقليميون في الوتيرة ذاتها"
وجهة نظر
حوناثان لورد من مؤسسة الأمن الأميركي الجديد يشدد في تعليقات لـ "العربية" و"الحدث" على أن ترسانة إيران فائقة الخطورة وستزيد خطورة وأكثر صعوبة لمواجهتها وهذا يعود الى الدعم الروسي لإيران" واضاف لورد "ان التنسيق بين القيادة المركزية والشركاء الاقليميين كان جيداً، وايران ستعمل على دراسة الدفاعات التي تمّ استعمالها لذلك ستكون هناك ضرورة لتطوير القدرات لدى القيادة المركزية والشركاء والحلفاء ويجب ايضاً تقويتها وتنسيقها فيما بينها"