شئون دولية

الجمعة - 03 مايو 2024 - الساعة 11:26 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعات


لم تعلق الحكومة النيجرية على خبر إقامة القوات الروسية والأميركية في قاعدة جوية واحدة قرب العاصمة نيامي، وعلى غير عادتها التزمت الحكومة التي يسيطر عليها المجلس العسكري الذي قاد انقلابا في يوليو الماضي، الصمت إزاء الأنباء التي ترددت في واشنطن وموسكو عن دخول جنود روس قاعدة جوية مجاورة لمطار ديوري حماني الدولي في نيامي عاصمة النيجر، واختيارها مقرا لهم رغم أنها نفس القاعدة التي تستضيف قوات أميركية.

فيما يرى بعض المراقبين أن هذا "التعايش غير المتوقع" مقصود من النيجر لتسريع رحيل القوات الأميركية والتأكيد مجددا أنهم ضيوف غير مرغوب بهم بعد قرار المجلس العسكري طرد القوات الأميركية من البلاد، وخروج أكثر من 20 مظاهرة شعبية في النيجر لمطالبتهم بالمغادرة.
خطة لتسريع رحيل القوات الأميركية
مع تأكيد مسؤولين أميركيين أن القوات الروسية ستبقى في نفس القاعدة مع الجيش الأميركي في النيجر حتى تسحب الولايات المتحدة قواتها من هناك، يبدو الأمر مخططا له من قبل نيامي وموسكو لطرد الأميركيين بطريقة خاصة وبعث رسائل قوية مفادها أن الساحل الإفريقي بات حليفا لروسيا بشكل كامل.

في هذا الصدد، يرى الباحث النيجري محمد داي أن اختيار هذه القاعدة لإقامة الخبراء الروس جنبا إلى جنب مع القوات الأميركية يؤكد رغبة موسكو في إظهار التفوق على واشنطن والإعلان رسميا عن تحالفاتها مع دول الساحل "عكس ما حدث في دول أخرى مجاورة كمالي وبوركينافاسو وإفريقيا الوسطى وتشاد التي غادرتها القوات الفرنسية والأميركية دون أن تحدث استفزازات أو حتى أن يكون هناك تقارب بين وقت رحيل تلك وقدوم الأخرى أو بمكان الإقامة".

ويشير الباحث في حديثه لـ"العربية نت" إلى أن قرار المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في النيجر طرد القوات الأميركية من البلاد، جاء بعد أن عجزت نيامي عن الاستفادة من الوجود العسكر ي الأميركي على أراضيها ورفض واشنطن التعاون والاعتراف بالحكم العسكري، ما دفعه إلى البحث عن روسيا المستعدة للتعاون مع العسكريين والمساعدة على تدريب الجيش النيجري.

ألف جندي أميركي مطالبون بالمغادرة
كانت واشنطن قد علقت تعاونها مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم في يوليو الماضي، كما أنها لا تنفك عن اتهام النيجر بالسعي لتزويد إيران باليورانيوم.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه المجلس العسكري رحيل حوالي 1000 جندي أميركي من النيجر، دخلت قوات روسية قاعدة 101 الجوية المجاورة لمطار ديوري حماني الدولي في نيامي عاصمة النيجر، وهي نفس القاعدة التي تستضيف قوات أميركية.

ويعتبر الباحث أن هذه الخطوة خطيرة وغير مدروسة وهناك عواقب على علاقات النيجر الخارجية، ويضيف "اختيار هذه القاعدة بالذات ليس في مصلحة النيجر فقد أصبح الجنود الأميركيون والروس على مسافة قريبة.. والتنافس كبير بين الطرفين في أكثر من موقع حول العالم".

ويقول إنه إذا كان الهدف منها تسريع رحيل القوات الأميركية، فإن مصير المنشآت الأميركية في النيجر سيبقى محل خلاف إن لم يتفق الطرفان عليها أثناء الانسحاب.

ويشير إلى أن انسحاب أميركا من النيجر يخدم مصالح روسيا أكثر، بالنظر لنوعية العمل الاستخباراتي الذي كانت تقوم به القوات الأميركية في النيجر والذي قد لا يوافق عمل ومصالح روسيا بالساحل الإفريقي.

ويؤكد أن أميركا بدأت بالفعل في البحث عن بديل لقواتها بعد انسحابها من تشاد والنيجر.
ويقول إن زيارة رئيس أفريكوم مايكل لانجلي لساحل العاج وبنين قبل أيام، تؤكد أن أميركا لن تتخلى عن نفوذها بالمنطقة ولن تتوقف عن جهودها في تعزيز التعاون العسكري بين بلدان المنطقة ومراقبة نشاط الجماعات المسلحة في معاقلها.

وأنشأت الولايات المتحدة قاعدة أغاديز الجوية في شمال النيجر بتكلفة 110 ملايين دولار من أجل تحليق طائرات المراقبة بدون طيار فوق غرب ووسط إفريقيا، وقد ساعد عمل القاعدة لوكالة المخابرات المركزية بتعقب الإرهابيين في منطقة الساحل وضمان المراقبة على مستوى دول شمال إفريقيا وخاصة ليبيا.

ويبلغ تعداد جنود القاعدة نحو 1100 جندي أميركي يشاركون في عمليات خاصة ضد الجماعات الإرهابية، وفقدت أميركا 4 جنود من العاملين بالقاعدة العسكرية في النيجر عام 2017.