الأحد - 22 يوليه 2018 - الساعة 02:22 ص
أنا المواطنة اليمنية وضحه مرشد الأم لطفلة "جودي" ، عمرها 11 عاما ، لماذا علي أن أقاوم الحوثي، كمواطنة عادية لا تعني لي السياسة شيء ؟
لن أتحدث هنا عن الأسباب الوطنية للمقاومة ك" إغتصاب الحوثي للسلطة بانقلاب، ضاربا عرض الحائط بالتجربة الديمقراطية اليمنية الوليدة ، وبحقي الأصيل في إختيار من يحكمني، أو بكون الحوثي يظن أن لديه الحق الإلهي والاصطفاء العرقي ليحكمنا، أو عن السجون المكتظة بمعارضيه ، وعن تكميم الأفواه ، وسد أفق الحريات، ومصادرة الرأي الآخر، أو الإقصاء والتخوين والتكفير والتفجير الذي صار واضحا كشمس أنه منهج المسيرة القرآنية التي يدعيها " .
بل سأتحدث عن همومي كمواطنة من الشارع اليمني ، تلك التي تجعل كل يمني بالضرورة مقاوما للفكر والوجود الحوثي.
الحوثي الذي قفز لكرسي السلطة بانقلاب عام 2014 بحجة الإصلاحات الإقتصادية ومجابهة الفساد، هو نفسه الذي هدم إقتصاد البلاد ورفع سعر الدولار لارقام فلكية، وهو الذي سرق البنك المركزي حتى آخر فلس وبلاطة، واهدر في مغامراته الصبيانية مقدرات مؤسسات الدولة، وهو تاجر السوق السوداء الذي يتاجر باقوات الناس ، وهو الذي رفض جرعة حكومة باسندوة ب 500 ريال ، ثم أصدر قرار بتعويم سعر النفط،ثم تحكم بأسواق البترول والعملة والذهب .
الحوثي الذي كان يقول إن احتياط البنك المركزي يكفي رواتب الموظفين لعام 2020 ومابعده، هو نفسه الذي أتخذ من نقل البنك المركزي -بعد أن سرقه- ذريعة للتملص من دفع الرواتب، في حين أن ميناء الحديدة الذي تحت سيطرته، غير المؤسسات الإيرادية كالإتصالات والمواصلات والنفط، كفيلة بتغطية رواتب موظفي الدولة في كل اليمن .
الحوثي الذي قطع الكهرباء، ثم باعها تجاري بسعر 250 ريال للكيلو واط الواحد، والذي كانت تبيعه الدولة ب 7 ريالات فقط .
الحوثي الذي قطع الماء في مناطق سيطرته ليصل سعر وايت الماء لعشرون ألف ريال .
الحوثي الذي استبدل الدولة وموظفيها في القطاعين المدني والعسكري بالمشرفين واللجان الشعبية والمجاهدين-بحسب توصيفه_.
الحوثي الذي يتغنى بالأمن والأمان في صنعاء ، وتخطف فيها الفتيات والأطفال في عز الظهر ومن قلب المدينة، من قبل عصابات مسلحة منظمة، لها أذرع وظهر في دولته ومن مسؤوليه.
الحوثي الذي سرق الراتب أولا ثم ابتدع لنا نظام مقايضة بكوبونات تستبدلها في مراكز تجارية محددة هو من اختارها بمواد غذائية محددة، ثم دفع كاش للتاجر ، واستلم عمولته بالعملة الصعبة ، ثم استبدل كل ذلك بنصف راتب سنوي، بعد أن فصل نصف موظفي الدولة بتهم العمالة والداعشية.
الحوثي الذي بعد أن سرق الراتب لاحق مدخرات الناس ومصادر رزقهم الأخرى بمسميات كثيرة " مجهود حربي - الخمس - وقائمة إحتتفالات طول السنة ... الخ " .
الحوثي الذي نزع الأطفال من أحضان أمهاتهم ورمى بهم في الجبهات بدون حتى تدريب، ثم أعادهم أشلاء في صناديق، وأجبر الأم المكلومة بإن تزغرد، والأب الموجوع بأن يكبر ويحتفل.
الحوثي الذي ملىء المستشفيات بالجرحى والمقابر بالقتلى، فلم نعد نجد سريرا في مشفى لنتعالج، ولا حفرة في الأرض لنموت بسلام، يا للتجارة الرابحة !!!
الحوثي الذي دمر مستقبل أطفالنا بتدمير متعمد وممهنج للتعليم.
الحوثي الذي يسخر منا بصرخته الساذجة والمستفزة ، وبملازم مسيرته الشيطانية .
الحوثي الذي سرق ونهب قوت أطفالنا ، وجوع الشعب ، وحول شعب كريم لشحاذين ومتسولين ولاجئين ومشردين .
الحوثي الذي يأمرنا نحن الذي صرنا جلدا على عظم بالصمود، و تكبر كرشه هو ويزداد تورد خديه وطراوة يديه وبملامحه مظاهر النعماء والترف، وتزداد ارصدته بالبنوك، ويعلو بالعمارات الشاهقة ، ويشتري الأراضي والفلل والقصور،وافخر السيارات، يأمرنا نحن الذين لا نجد قوت يومنا بالصمود في حرب هو من أشعلها، ومن كان السبب فيها ، وهو الذي يتاجر بها وبنا ، ليزداد ثراءا ونزداد نحن جوعا وفقرا ، وعللا وأمراض ، وموتا وشقاءا.
لهذا لأجل جوع صغيرتي وكل الصغار، لأجل مستقبل جودي وكل الأطفال، لأجل أن تعيش ابنتي برأس مرفوعة،دون أن تنحني لتقبيل ركبة وقدم السيد، كي لا أستيقظ يوما وقد ماتت طفلتي الوحيدة بالجوع أو بالمرض أو من الذل، سأقاوم وأقاوم وأقاوم حتى النفس الأخير، إنه قراري وإختياري ، المقاومة صارت فرض عين على كل يمني يحب أبنائه وأسرته أولا، ويتمنى لهم مستقبلا مشرقا ، في وطن يحترم إنسانيته، دون أن يبحث عن شجرة عائلة يتمسح بها لكهنة العصر المجرمين.
أنا المواطنة اليمنية وضحه مرشد إخترت أن أقاوم .
