كتابات وآراء


الأحد - 13 أكتوبر 2024 - الساعة 08:50 م

كُتب بواسطة : أ/ سمير رشاد اليوسفي - ارشيف الكاتب







128 عامًا من الاستعمار البريطاني، رحلوا في 1967، وتركوا خلفهم جنوبًا يحاول بناء جمهورية جديدة. الوحدة في 1990؟ بدت كهدية من السماء، لكن اليمن لا يحتفظ بالهدايا طويلًا. الهدايا؟ مصيرها الضياع إن لم تتم رعايتها. حرب 1994؟ قتلت الحلم. الجنوب خرج خاسرًا، لكنه لم ينسَ. هل ينسى؟ لا، لن ينسى.
في هذه الذكرى المجيدة لثورة 14 أكتوبر، نستذكر أولئك الأبطال الذين أشعلوا شرارة الكفاح من جبال ردفان ضد الاستعمار، ماضين نحو حرية اليمن واستقلاله.

الشماليون؟ يتحدثون كثيرًا عن الوحدة، كل يوم خطاب جديد، كل يوم كلام. لكن على الأرض؟ لا شيء. الكلام كثير، والفعل قليل. الجنوب؟ غارق في التهميش منذ 1994. الجنوبيون طالبوا بالعدالة. العدالة؟ حلم بعيد، والمساواة؟ أبعد.

في 2017، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي: “نريد استعادة الجنوب”. دعم؟ موجود. سلاح؟ موجود. الانفصال؟ قد يكون حلاً، لكن البعض يرى أن الفيدرالية قد تكون حلًا وسطًا. الفيدرالية؟ نموذج يمكن أن يجمع بين المصالح. صنعاء؟ لا تسمع أحدًا. صنعاء تسمع نفسها فقط. لماذا؟ لأنها تعودت على السيطرة الكاملة، واللامركزية تهدد هذا التحكم.

اتفاق الرياض كان خطوة كبيرة نحو تقاسم السلطة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي. تم الاتفاق على تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب. الشمال تمثله قوى سياسية رئيسية مثل حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، بينما الجنوب يمثله بشكل رئيسي المجلس الانتقالي الجنوبي. لكن رغم هذا الترتيب، لم تُحل الخلافات الجوهرية. التنفيذ؟ بطيء كالعادة، والاستياء يتزايد. في 2020، الانتقالي أعلن الإدارة الذاتية كرد فعل على تأخر تنفيذ الاتفاق، لكنه تراجع بعد ضغوط محلية ودولية. حكومة مناصفة تشكلت، لكن التوترات لا تزال مستمرة. الحوثيون؟ يسيطرون على معظم الشمال، ولا يظهرون اهتمامًا بالجنوب. لماذا يهتمون؟ الجنوب ليس على أجندتهم. المساعدات؟ تصل ببطء شديد، والإعمار؟ يبدو كحلم بعيد المنال.

ونحن نستذكر ثورة أكتوبر، نجد أن التحديات التي تواجهها اليمن اليوم لا تختلف كثيرًا عن تلك التي كانت تواجهها في الماضي. فالتحرر من الاستبداد والاستعمار في الأمس، يشبه السعي اليوم للتحرر من الفقر والظلم والانقسامات.

في 2006، أحب علي عبد الله صالح فكرة الحكم المحلي. فكرة كانت كفيلة بتخفيف الأزمات لو تم تنفيذها بشكل صحيح. كلف رشاد العليمي بوضع دراسة، لكنها انتهت ولم تُنفذ. النتيجة؟ تطبيق جزئي، بلا طعم. الناس غضبوا، وخرجوا في 2011 بعد أن سئموا الوعود. وعود؟ لم يكن لها نهاية.

طارق صالح وعيدروس الزبيدي؟ التقيا مرارًا. الهدف؟ التنسيق ضد الحوثيين. لكن الطموحات مختلفة. طارق يريد وحدة معدلة، بينما عيدروس يريد جنوبًا مستقلًا. التحالف العسكري مستمر، لكن الاتفاق السياسي يحتاج إلى مزيد من العمل لتعزيز الاستقرار السياسي. الخلافات؟ موجودة، لكن يمكن تجاوزها بالتفاهم. التحالفات؟ تحتاج إلى تقوية واستمرارية. إلى متى ستصمد؟ لا أحد يعرف، لكن الجميع يأمل في الحل. والنتيجة؟ السعي مستمر لتحقيق توافق يحفظ اليمن من الانقسامات.

80% من سكان الجنوب، كما هو الحال في الشمال، يعيشون تحت خط الفقر. الفقر؟ هو السمة المستمرة منذ سنوات. البطالة؟ تجاوزت 30%. الكهرباء؟ نادرة. المياه؟ كذلك. البنية التحتية؟ دمار شامل. الجنوبيون لا يريدون خطابات، ولا يرغبون في سماع وعود جديدة. سئموا منها. ما يريدونه؟ مشاريع تنموية تعيد الحياة، وخدمات ملموسة توفر لهم الحد الأدنى من العيش الكريم. الوعود؟ تكذب. تكذب كل يوم. الأحلام؟ أصبحت مكلفة أكثر مما يتخيلون.

اليوم، رشاد العليمي في القيادة. الحكم المحلي؟ قد يكون الحل. ربما. لكن صنعاء تحب المركزية. المركزية؟ لعبة قديمة، والتمسك بها يتجاوز المنطق. الحل الحقيقي؟ يكمن في منح السلطات المحلية صلاحيات أكبر، وتفعيل اللامركزية بحيث يكون للجنوب والشمال حق اتخاذ قراراتهم المستقلة، مع الحفاظ على وحدة الدولة.

وفي روح أكتوبر المجيدة، اليمن الآن عند مفترق طرق. إما وحدة جديدة قائمة على العدالة والمساواة، أو انفصال وفوضى. الحوار الوطني؟ هو الفرصة الأخيرة لتجنب الفوضى. لكن إذا استمر الجمود، الجنوب سيختار طريقه الخاص. اليمن يحتاج إلى أفعال ملموسة، لا خطابات ولا وعود زائفة. والوقت؟ ليس في صالح أحد.

‎#14_أكتوبر ‎#اليمن ‎#الوحدةاليمنية ‎#الانتقاليالجنوبي ‎#الحوثيون ‎#الحكومةالشرعية ‎#اتفاقالرياض ‎#جنوباليمن ‎#الحوارالوطني ‎#التنميةفياليمن ‎#اللامركزية ‎#صنعاء ‎#عدن ‎#ثورة14أكتوبر ‎#ثورةسبتمبر ‎#المقاومةاليمنية ‎#يمنحر ‎#أكتوبرالمجيد