اخبار وتقارير

السبت - 14 سبتمبر 2024 - الساعة 02:04 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل-حسين الشدادي



في خطوة أثارت موجة واسعة من الاستياء في الأوساط اليمنية، أقدمت مؤسسة "أيوب طارش"، التي تمثل الفنان اليمني الكبير أيوب طارش، على احتكار حقوق نشر وتوزيع أغانيه عبر منصات التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب، بما في ذلك النشيد الوطني اليمني والأناشيد الوطنية التي طالما كانت رمزاً للثورات اليمنية، وعلى رأسها ثورة 26 سبتمبر المجيدة.

هذا الاحتكار جاء في وقت حساس للغاية، حيث يتزامن مع الاستعدادات الشعبية والرسمية للاحتفال بالذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر التي أسقطت النظام الإمامي البائد.

وتعتبر أغاني أيوب طارش، وخاصة النشيد الوطني، جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية اليمنية، وقد أُعتبرت هذه الخطوة محاولة لتحجيم دور هذه الأغاني في توجيه الشعب اليمني إلى تاريخه الثوري.

وسارع النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التعبير عن غضبهم إزاء هذا القرار، معتبرين أنه في غير محله، خصوصاً في هذه الفترة التي تشهد فيها البلاد محاولات متزايدة من قبل جماعة الحوثي لطمس الهوية الثورية للجمهورية اليمنية إذ تفرض الجماعة الحوثية في المناطق التي تسيطر عليها حظراً على أي فعاليات أو أنشطة تتعلق بإحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر، وتحاول الترويج لتاريخ النظام الإمامي الذي تم إسقاطه.

تأتي خطوة المؤسسة لتزيد من شعور الاستياء العام، حيث رأى الناشطون أن احتكار حقوق النشر في هذا التوقيت يعتبر تقويضاً لحرية التعبير ومحاولة لعرقلة وصول الأجيال الجديدة إلى تراثهم الفني والثوري.

وقد اعتبر البعض أن هذه الخطوة قد تتماشى بطريقة أو بأخرى مع محاولات الحوثيين طمس الهوية الوطنية المرتبطة بثورات اليمنيين ضد الظلم والطغيان.

ويتزامن هذا القرار مع حملات إعلامية واسعة أطلقها اليمنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي للاحتفاء بثورة 26 سبتمبر، حيث يقوم العديد من الناشطين بتذكير الشعب بمآثر الثورة ورموزها.

وقد أثار الاحتكار غضباً خاصاً بسبب أن الأغاني التي تم احتكارها، مثل "رددي أيتها الدنيا نشيدي" التي أصبحت النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، كانت ولا تزال تلعب دوراً محورياً في هذه الحملات.

ويرى بعض الخبراء أن ما يزيد من تعقيد الوضع هو أن النشيد الوطني، الذي يُعد رمزاً للجمهورية اليمنية منذ إعلان الوحدة في 1990، بات محصوراً تحت حقوق ملكية فنية تفرضها مؤسسة الفنان أيوب طارش.

ويقول مراقبون إن هذا الأمر يضع تساؤلات حول مدى توافق حقوق الملكية مع الأبعاد الوطنية لهذه الأغاني التي تمثل جزءاً من الإرث الثقافي لليمن.