لم تتوقف تداعيات التطورات الميدانية الأخيرة شمال سوريا إثر الهجوم المباغت للفصائل المسلحة وسيطرتها مع "هيئة تحرير الشام" على حلب وإدلب ومناطق بريف حماة، عند هنا، إذ أكد الخبراء أن الصراع السوري يحمل أبعاداً إقليمية ودولية معقدة قد يتسغلها الخطر الأكبر.
داعش والخطر الأكبر
فقد حذّر الباحث السياسي السوري خورشيد دلي من أن الأمور لن تقف عند اشتباكات، مشددا على أن الحرب عادت وبالشكل العملي إلى الأرض السورية.
وأكد أن الهجوم الضخم المباغت والكبير للفصائل ما زال يتوسع ويتطور بعد السيطرة على إدلب وحلب والتوجه إلى حماة.
كما حذّر من أن سوريا ذاهبة إلى صدام كبير جداً، واحتمالات احتواء الأزمة باتت صعبة جداً، وسط مخاوف من الخطر الأكبر المتمثل بعودة تنظيم داعش الذي قد يرى بما يجري بيئة خصبة.
ولفت أيضا إلى أن سيناريوهات التصعيد كبيرة، وأن التطورات الميدانية لن تترك مكانا للجهود الدبلوماسية في حال أصرّت الدول الداعمة للهجوم على أجندتها بفرض واقع جديد في سوريا.
وشدد على أنه عندما يتصدر جولاني زعيم هيئة تحرير الشام "النصرة سابقا" المشهد، المصنف على قائمة الإرهاب، فهذا يعني أن كل التنظيمات الإرهابية ستنتعش في سوريا وأولها داعش.
أيضا لفت إلى تقارير غربية كانت أفادت بأن خلايا التنظيم بدأت تتحرك فعلاً شرق البلاد مهددة ليس فقط سوريا بل كل دول الجوار، وتشكل خطراً عليها.
إلى ذلك، رأى أن كل الأطراف المعنية في الملف السوري لم تبذل الجهد الكافي لحل الأزمة التي لم تعد مرهونة بقرار سوري، خصوصا وأن البلاد باتت مقسمة على أرض الواقع، ولن تحل مأساتها إلا الطريقة السياسية.
445 قتيلا
يشار إلى أنه ورغم مرور سنوات على اندثار التنظيم وإعلان الانتصار عليه، حذّرت الأمم المتحدة الصيف الماضي، مجلس الأمن من أن خطر الإرهاب يعاود الظهور مع توقعات بتضاعف هجمات داعش هذا العام قبل التطورات الأخيرة.
وأضافت المنظمة في يوليو/تموز الماضي، أن عودة التنظيم ممكنة خصوصا وأن سوريا مليئة بالأطراف المسلحة والجماعات الإرهابية والجيوش الأجنبية وخطوط المواجهة.
أتت تلك التطورات بعدما أطلقت الفصائل المسلحة منذ الأربعاء الماضي هجوماً مباغتا في شمال غرب سوريا، تمكنت إثره من السيطرة بشكل كامل على مدينة حلب، والمطار الدولي، إضافة إلى عشرات المدن والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة مع انسحاب وحدات الجيش السوري منها.
بينما ارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف إلى أكثر من 445 قتيلا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في حين أبدت كل من إيران وروسيا قلقها من الأوضاع، واعدة بدعم دمشق، كما فعلت على مدار السنوات الماضية، خلال الحرب.
كذلك أكد العراق الذي عانى لسنوات من سيطرة "داعش" على مناطق شاسعة من البلاد، استعداده لتأمين حدوده وصد أي هجمات.
العربية نت