كتابات وآراء


الإثنين - 08 أكتوبر 2018 - الساعة 01:56 م

كُتب بواسطة : أ / علي قابل - ارشيف الكاتب



- (لكل عصر دولة ورجال) مقولة تتكرر عبر الأزمنة لإبراز منجزات هؤلاء الرجال الذين تأثروا وأثروا في الزمن الذي هم فيه..

- ولكنها غير دقيقة في هذا العصر الحالي الذي أصبحت الرجال فيه أشد تخصصا، وأكثر تحفظا، وأقل تفاعلا وانتاجا فيه..

- فأصبح هناك رجال دين، ورجال سياسة، ورجال حروب، ورجال اقتصاد....

وهذا التخصص جعل الرجولة تتقزم شيئاً فشيئ على إعتبار عدم الانسجام وعدم التوافق بين الغارق في الخصوصية وبين ما يجب أن تعبر عنه العبارة...

- أزمة رجولة نراها واضحة وجلية في التقهقر الفاضح لدور الرجل القائد الذي لا يكذب أهله، ودور الرجل الشجاع الذي لا يغدر بأهله، ودور الرجل المثقف الذي لا يبيع أهله، ودور الرجل المتدين الذي لا يبيح دم أهله، ودور الرجل الاقتصادي الذي لا يبتز أهله، ودور الرجل المقاتل الذي لا يخون أهله..!

- أدوار تتبدل وتتغير، واقنعة تتساقط وتتناثر، ومبادئ تسفك، وقيم تذبح بلا هوادة وبلا رحمة..

وكأن هذا العصر عصر للنقيصة بإمتياز وللسفالة بلا خجل..

في *صنعاء* أسقط الجوع تمثال "القوامة"، وهدم محراب "الكرامة"، وأعاد ترتيب "العلاقة والزعامة"..

تبدلت الأدوار وماكان يجب أن يقوم به الرجال قامت به النساء بفخر وعز ومسؤولية، وثبات وحزم وانسيابية..

لم تبتز المرأة الرجل..
لم تحاسبه على سنين التهميش الطويلة..
لم تذكره بسياط القوامة التي أدمت جسدها عصور مديدة..

ولا بقيود القبيلة التي احرمتها حقوقها الكثيرة..

- لأنها ابنت سبأ وحفيدة بلقيس كانت الجينات حاضرة والشجاعة مزهرة لم يستطع التهميش ولا التحقيير إلغائها ولا انهائها..

فقط هي الكرامة تجعل الجميع ينتفض ويصارع من أجلها ولها وبها...

- انتفضن بالأمس حين تقاعس الرجل ووقفن بشموخ سبأ وعنفوان بلقيس أمام ألة دمار عملاقة وخرجن اليوم بنفس الشموخ دفاعا عن حق الحياة وحق الوطن..

لم ينتظرن صحيان الرجولة ولا ترتيبات القبيلة...

لم يساومن في المواقف أو يبعن القضية..

لم يخفن من الصلافة أو يستسلمن للهمجية..

أثبتن بكل جدارة أنهن سيدات هذا العصر وترس التغيير في منظومة الوطن..

فألف تحية لكل إمرأة كانت بألف رجل..

وألف لعنة لألف رجل لم يستطيع الوقوف وقفة امرأة واحدة،،
في الدفاع عن حقه وحق وطنه..

- ما نعيشه مأساة مكتملة الفصول إلا أن ما يبعث بالأمل أن نساء هذا العصر سيصبحن أمهات جيل قادم كامل الدسم في الإباء والكرامة والكبرياء..

مفرداته مختلفة، واولوياته مختلفة، ومعاركه مختلفة..

ولا عزاء للقبيلة التي أريق ماء وجهها تحت أقدام المتظاهرات..

#ثورة_الجياع