الأحد - 10 نوفمبر 2024 - الساعة 10:59 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
تعيش إصلاحية تعز حالة من الفوضى والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، حيث يتعرض السجناء لمعاملة قاسية تتجاوز الحدود القانونية والإنسانية. في ظل تهميش واضح من قبل الجهات المعنية وغياب تام للرقابة، تتوالى الشكاوى حول سوء الأوضاع داخل الإصلاحية، وتعرض النزلاء للاعتداءات الجسدية والنفسية من قبل بعض مسؤولي السجن الذين يمارسون سلطتهم بطريقة تعسفية ومهينة.
**انتهاكات فاضحة من قبل مسؤولين داخل السجن:**
وفقاً لشهادات عدة من داخل الإصلاحية، يُتهم المسؤول في السحن، سامي الشيباني، بارتكاب جريمة تزوير لضياع حقوق السجين ناصر الشميري، المحتجز على ذمة قضية حسابات بينه وبين شخص آخر، وخلاف على مبالغ مالية كبيرة.
وكان الشخص المتنازع معه، قد سبق واعترف له بمبلغ 50 خمسون الف ريال سعودي، أمام سجينين داخل الاصلاحية،
وعند طلب الشميري للشاهدين، للإدلى بشهادتهما امام المحكمة، الا ان الشيباني تدخل في الأمر وضغط وهدد الشاهدين بإنكار شهادتهم، وتحريضهم للشهادة ضد الشميري امام قاضي المحكمة، بأن الشميري يريد منهما ان يشهدا زورا بإعتراف خصمه له، وهذا ما حدث منهما امامة القاضي، مما أضاع حق الشميري وجعله مغلوباً على أمره، وذلك نكايا من الشيباني، ضد الشميري، بحجة اختلافه معه حول حسابات سابقة بينهما .
وكانت قد سلطت بعض وسائل الإعلام الضوء على نشر عدد من شكاوى السجناء، ضد انتهاكات الشيباني بحقهم، تملاً منهم ان تلاقي نوعاً من الاهتمام لدى إدارة سجن الإصلاحية المركزية في تعز. لكن لا حياة لمن تنادي، فالإدارة نفسها تعيش في سبات عميق وسط غياهب الفساد نفسه .
**واقعة اعتداء الشيباني على الريمي:**
اواخر الشهر الماضي، اعتدى الشيباني على السجين ف. أ. الريمي، الذي تعرض للضرب والصفع على وجهه بسبب محاولته أخذ بقايا الطعام الجاف ("حبة كدم") من الأرض ليأكلها عند شعوره بالجوع، يُزعم الشيباني بأنه يجمع بقايا الطعام ويجففها ويرسلها لوالدته كأعلاف لابقارها ومواشيها في القرية، ورغم هذا الاعتداء، لم تقم إدارة السجن إلا بنقل الريمي إلى عنبر آخر، في حين بقي الشيباني في منصبه، مستمراً في ممارساته التعسفية بحق السجناء.
**اعتداء الشيباني على المسن:**
في واقعة أخرى، اعتدى الشيباني على رجل مُسن قام بأخذ بقايا وجبة "أرز" ليُشبع جوعه، الا ان الشيباني المتسلط على السجناء ولايفرق بين شاب ومُسن قام بجرّ المُسن من رأسه وضربه على بلاط السجن، بقوة أمام النزلاء، مع التلفظ بألفاظ خادشة. أدى هذا الاعتداء إلى تدهور الحالة النفسية لبعض السجناء الذين يشكون من تسلط الشيباني وتعامله القاسي. يشيرون إلى أن من يجرؤ على تقديم شكوى ضده يتعرض لمزيد من الظلم والتهم الملفقة، ويتم استدعاء بعض العساكر المرتبطين بالشيباني لتأديب الشاكي. من بين هؤلاء العسكر، وُجهت اتهامات إلى احدهم يدعى "مختار" الذي يقوم بالاعتداء بالضرب على السجناء في الاصلاحية، وضمنها ماحدث في عنبرة الشيباني حيث اقدم الاسبوع الماضي على ضرب سجناء بالهراوة، مما أدى إلى إصابات في الرأس والعمود الفقري لعدد منهم، ومن ثم ادخالهم سجون انفرادية، تسمي لديهم " بالضغاطة"
**نفوذ الشيباني في السجن:**
يتساءل النزلاء حول سبب بقاء الشيباني في هذا الموقع بالرغم أنه سجين ومتهم بجريمة قتل واحراق منزل، ومتورط في اعتداءات جسدية ولفظية بحقهم.
تفيد بعض المصادر بأن الشيباني يستفيد من علاقاته الوثيقة مع بعض مسؤولي الإصلاحية، ويقوم بتزويدهم بمنتجات من متجره الشخصي، مما يزيد من نفوذه داخل السجن ويتيح له الاستمرار في فرض سيطرته على النزلاء الضعفاء.
**استهتار إدارة الإصلاحية بحقوق النزلاء:**
تعد الممارسات التي تشهدها إصلاحية تعز انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وتتنافى مع المبادئ الإنسانية والقوانين المحلية. في الوقت الذي تتوفر فيه كاميرات مراقبة توثق ما يحدث داخل الإصلاحية، إلا أن إدارة السجن لم تتخذ أي خطوات للتحقيق في هذه الانتهاكات أو ردع مرتكبيها، ما يشير إلى احتمالية وجود تواطؤ أو فساد داخل المنظومة الإدارية للسجن.
**مطالبات بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة:**
أمام هذا الواقع المأساوية، يناشد السجناء الجهات المعنية في تعز والسلطات القضائية بتشكيل لجنة تفتيش مستقلة للتحقيق في الانتهاكات التي يشهدها السجن، وتوثيق حقائق الوقائع التي يدعونها، وماخوفي منها كانت اعظم، وذلك بمراجعة التسجيلات المرئية لكاميرات المراقبة المثبطة داخل السجن. كما يطالبون باتخاذ إجراءات رادعة لمنع تكرار مثل هذه الممارسات وضمان حماية حقوقهم وكرامتهم.
**الحاجة إلى تدخل عاجل:**
تتطلب الأوضاع الراهنة في إصلاحية تعز تدخلاً عاجلاً من الجهات المختصة لحماية حقوق السجناء، وتوفير بيئة تضمن كرامتهم الإنسانية، حتى وإن كانوا خلف القضبان.