اخبار وتقارير

السبت - 28 سبتمبر 2024 - الساعة 12:56 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - تقرير: حسين الشدادي



بعد مرور عقد على الحرب اليمنية المستعرة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين، ما تزال السبل إلى السلام تبدو بعيدة المنال، وفقاً لتحليلات متعددة.

في المقابل، يرى آخرون أن نافذة الأمل نحو السلام لم تُغلق بعد، وأن فرص الحل السلمي ما زالت قائمة بفضل الجهود الإقليمية والدولية المستمرة.

تأتي هذه النقاشات في ظل توترات إقليمية ودولية متزايدة، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

*تصريحات رشاد العليمي والواقع السياسي*

في خطاب عشية الذكرى الثانية والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، أشار رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إلى أن الحوثيين اختاروا طريق الفوضى والحرب في وقت كان الاستقرار يلوح في الأفق.

وذكر أن الانقلاب الذي نفذته الجماعة على الحكومة الشرعية عام 2014 جاء في وقت توافق فيه اليمنيون على شراكة سياسية وسيادة الشعب، مضيفاً أن الحوثيين فرضوا الحرب على اليمنيين بعد أن جنحت جميع الأطراف نحو السلام.

*الجهود السعودية والعمانية*

على الرغم من سنوات الصراع والتعقيدات التي أحاطت بمسار المفاوضات، قادت كل من السعودية وسلطنة عمان جهوداً كبيرة للوصول إلى حل سلمي للأزمة.

وكانت هذه الجهود قد حققت بعض التقدم في نهاية العام 2022 عندما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرج، عن التوصل إلى خارطة طريق تتضمن وقف إطلاق النار، دفع رواتب القطاع العام، استئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن.

كما تم الاتفاق على تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة.

هذه المبادرة كانت بمثابة خطوة هامة نحو إعادة عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة.

*المشاورات الدولية المتعثرة*

رغم هذه المبادرات، لم تؤتِ جولات المشاورات الدولية التي عقدت في كل من سويسرا، الكويت، والسويد ثمارها الكاملة. على مدار سنوات الحرب العشر، لم تتمكن الأمم المتحدة من تحقيق اختراقات دائمة في المشهد السياسي اليمني.

ويعود ذلك إلى تعنت الحوثيين واعتمادهم على القوة العسكرية والعنف في إدارة النزاع، الأمر الذي يضعف من إمكانية التوصل إلى حلول دبلوماسية، وفقاً لآراء المحللين السياسيين اليمنيين.

*موقف الحوثيين: السيطرة بالقوة*

يرى المحلل السياسي الشرعبي أن جماعة الحوثي اعتمدت منذ البداية على القوة العسكرية والسيطرة على الأرض بأسلوب ينطوي على فلسفة جماعية قائمة على العنف والحرب.

وأشار إلى أن هذه الجماعة لن تتخلى عن سطوتها إلا بنفس الطريقة التي وصلت بها إلى السلطة، في إشارة إلى أن الحرب، وليس الضغوط الدولية، قد تكون السبيل الوحيد لانتزاعها من السلطة.

*الفشل الدولي والمأزق الإنساني*

رغم محاولات المجتمع الدولي عبر سلسلة من القرارات والضغوط الدبلوماسية، لم تنجح تلك الجهود في إيقاف نزيف الدم اليمني أو التوصل إلى اتفاق دائم.

تعقد الوضع السياسي واشتداد الأزمة الإنسانية أسهما في تعميق مأزق السلام. يعاني اليمن اليوم من أزمة إنسانية توصف بأنها "الأسوأ في العالم"، حيث يفتقر الملايين إلى الطعام والماء والرعاية الطبية.

هذه الأزمة المتفاقمة جعلت مسار السلام أكثر تعقيداً.

*التطورات الإقليمية وتأثيراتها*

في الآونة الأخيرة، أُضيفت تعقيدات جديدة لمسار السلام اليمني بسبب التطورات الإقليمية.

العمليات العسكرية الحوثية في البحر الأحمر، شكلت عائقاً أمام جهود السلام بين صنعاء والرياض.

ورغم أن المفاوضات كانت قد وصلت إلى مراحل متقدمة مع طرح خارطة طريق واضحة تشمل ترتيبات عديدة، إلا أن التطورات الإقليمية عرقلت التقدم.

*خيارات السلام*

في ظل طول أمد الصراع والدمار الذي لحق باليمن، فإن فرص السلام، رغم الصعوبة، لا تزال ممكنة.

الجهود الدولية والإقليمية مستمرة، ولا يزال الأمل قائماً في التوصل إلى حل يوقف دوامة العنف وينقذ الشعب اليمني من الأزمة الإنسانية.