اخبار وتقارير

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024 - الساعة 01:22 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - تقرير: حسين الشدادي




تشهد محافظة تعز انتشاراً مقلقاً لعدد من الأوبئة، بما في ذلك الكوليرا، حمى الضنك، والحصبة.

وفقًا لتصريحات تيسير السامعي، مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة في تعز، ارتفعت وفيات الكوليرا إلى 37 حالة وفاة، فيما تجاوزت حالات الإصابة بالكوليرا 6,000 حالة منذ بداية عام 2024.

كما تم تسجيل 2,237 إصابة بحمى الضنك دون أي وفيات مرتبطة بها، إضافة إلى إصابة 1,230 حالة بالحصبة، مما أدى إلى وفاة 8 أشخاص.

*تدهور القطاع الصحي: نتيجة لعقد من الحرب*

يشير العديد من الخبراء إلى أن استمرار انتشار هذه الأوبئة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتدهور القطاع الصحي في اليمن عمومًا وتعز خصوصًا.

الحرب المستمرة منذ عشر سنوات تسببت في شلل شبه كامل للخدمات الصحية الأساسية وفي ظل استمرار الحصار الخانق على تعز، يعاني المواطنون من الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة.

تقارير الأمم المتحدة تحذر باستمرار من الأوضاع الكارثية في القطاع الصحي، حيث أصبح اليمن يعتمد بشكل كبير على المساعدات الإنسانية لتغطية الاحتياجات الصحية.

وفقًا لتقارير سابقة صادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، يواجه 80% من سكان اليمن صعوبات في الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية. في تعز، تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية، مما يجعلها غير قادرة على التعامل مع الأوبئة التي تجتاح المحافظة.

*انتشار الكوليرا: مأساة متجددة*

بدأ تفشي وباء الكوليرا في اليمن منذ عام 2016، ولا يزال يفتك بحياة آلاف المواطنين.

وتعتبر محافظة تعز واحدة من أكثر المناطق تضررًا، حيث أدت انهيارات في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي إلى تسهيل انتشار البكتيريا المسؤولة عن الكوليرا.

ف وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، تُعد المياه الملوثة أحد العوامل الرئيسية في انتشار الكوليرا، وتفاقم نقص الصرف الصحي في تعز هذه المشكلة.

*حمى الضنك: تحدٍ جديد في ظل الظروف الصعبة*

على الرغم من أن حمى الضنك ليست قاتلة بالضرورة، إلا أن انتشارها المقلق في تعز يُعد مؤشرًا على سوء إدارة الخدمات الصحية.

الفيروس الذي ينتقل عبر البعوض ينتشر بسرعة في المناطق التي تعاني من نقص النظافة وانعدام حملات الرش الوقائي.

منظمة الصحة العالمية أشارت في تقاريرها إلى أن اليمن، بسبب المناخ المناسب والافتقار إلى تدابير الوقاية، أصبح أرضاً خصبة لانتشار الأمراض المنقولة عبر الحشرات.

*الحصبة: الأطفال الضحية الأكبر*

الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من انتشار الحصبة في اليمن.

بحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أدى تدهور القطاع الصحي وتراجع برامج التلقيح إلى ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالحصبة. في تعز، تشير الإحصائيات إلى تسجيل 1,230 إصابة بالحصبة منذ بداية العام، مما أدى إلى وفاة 8 أطفال.

وتعاني المحافظة من نقص حاد في اللقاحات، مما يزيد من احتمالية تفشي الحصبة بشكل أوسع في المستقبل القريب.

*تأثير نقص الدعم الدولي على الأوضاع الصحية*

تراجع الدعم الدولي للمشاريع الصحية في اليمن يُعد من الأسباب الرئيسية وراء استمرار انتشار الأوبئة.

فقد أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن نقص التمويل أدى إلى تقليص البرامج الصحية الأساسية.

وبينما يتزايد الطلب على الخدمات الطبية بسبب تزايد الإصابات، إلا أن الدعم المالي اللازم لتلبية تلك الاحتياجات أصبح شبه معدوم.

منظمة الصحة العالمية أكدت في تقريرها السنوي لعام 2023 أن تقليص برامج المساعدات الصحية أثر بشكل مباشر على الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة في المناطق التي تعاني من الصراعات مثل تعز.

وأدى هذا التراجع إلى تقليل عمليات توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لمكافحة الأوبئة.

استمرار انتشار الأوبئة في محافظة تعز يمثل كارثة صحية وإنسانية متفاقمة.

وبينما يعود السبب الرئيسي إلى تدهور القطاع الصحي والحصار المفروض على المحافظة، فإن نقص الدعم الدولي يمثل عاملًا إضافيًا يُعمق الأزمة.

وفي ظل هذه الظروف، أصبح من الضروري اتخاذ تدابير عاجلة لاحتواء الوضع الصحي، بما في ذلك:

1. تعزيز برامج المساعدات الدولية: يجب على المجتمع الدولي تقديم دعم مالي وتقني لليمن، والتركيز على إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية.


2. حملات توعية صحية: من الضروري تكثيف حملات التوعية المجتمعية حول طرق الوقاية من الأمراض المعدية مثل الكوليرا وحمى الضنك.


3. تحسين الصرف الصحي: تحتاج تعز إلى مشاريع عاجلة لتحسين نظام الصرف الصحي وتوفير مياه نظيفة للسكان، مما يقلل من انتشار الأمراض المعدية.


4. توفير اللقاحات: يجب على السلطات الصحية بالتعاون مع المنظمات الدولية تنفيذ حملات تطعيم واسعة النطاق ضد الحصبة وغيرها من الأمراض المعدية.



وتُعد الأوبئة جزءًا من صورة أوسع تتعلق بتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، وتحتاج إلى استجابة فورية وشاملة للتخفيف من معاناة السكان.