اخبار وتقارير

الجمعة - 04 أكتوبر 2024 - الساعة 11:52 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - تقرير: حسين الشدادي





في ظل الصراع المستمر في اليمن، تتصاعد التحديات الإنسانية بصورة مأساوية ومع تضرر البنية التحتية الحيوية نتيجة الضربات الإسرائيلية الأخيرة، تتفاقم معاناة ملايين اليمنيين الذين يعتمدون بشكل كبير على واردات الغذاء والوقود من خلال موانئ الحديدة ورأس عيسى.

هذا التقرير يستعرض حجم الدمار وآثاره على الأوضاع الإنسانية في البلاد، ويستند إلى تقارير أممية ومنظمات حقوقية بالإضافة إلى آراء محلية وإغاثية.

*خلفية الضربات*

في 20 يوليو 2023، شنت إسرائيل أولى ضرباتها على ميناء الحديدة، والذي يعتبر المنفذ الرئيسي لواردات اليمن، مستهدفة خزانات الوقود والبنية التحتية.

وبينما كان العالم لا يزال يعالج الصدمة من هذه الغارات، تعرضت المدينة والميناء لضربات جديدة في سبتمبر، ما أدى إلى تدمير محطات كهرباء ومحطات وقود إضافية، فضلاً عن قتل وجرح عشرات العاملين في هذه المنشآت.

*الأضرار المباشرة*

وفقًا لتقارير محلية وأخرى صادرة عن هيومن رايتس ووتش، تعرضت البنية التحتية في الحديدة ورأس عيسى لضربات قاسية أدت إلى تعطيل نصف قدرة الميناء.

كما تشير التقديرات إلى أن 80% من المساعدات الغذائية والوقود التي تدخل إلى اليمن تمر عبر هذه الموانئ.

تدمير الخزانات والمحطات أثر بشكل مباشر على قدرتها على استقبال وتوزيع هذه المساعدات، مما يهدد بمضاعفة المجاعة ونقص الموارد الأساسية للسكان.

*تأثير على واردات الغذاء والوقود*

تشير تقارير برنامج الأغذية العالمي إلى أن الضربات أثرت بشكل حاد على واردات الغذاء، حيث انخفضت واردات القمح بنسبة 54% منذ الضربات الأولى. ومن اللافت أن السفن التي كانت تتوجه إلى ميناء الحديدة حولت وجهتها نحو ميناء الصليف، الذي لا يستطيع التعامل مع الكميات الكبيرة بسبب ضعف قدراته مقارنة بميناء الحديدة.

*تصاعد الأزمة الإنسانية*

أكدت الأمم المتحدة أن نسبة الأسر التي تعاني من نقص في الغذاء وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.

وأوضحت أن 64% من الأسر في اليمن تعاني من نقص حاد في الغذاء، مع تزايد معدلات الجوع في مناطق سيطرة الحوثيين والحكومة على حد سواء.

وتشير الأرقام إلى أن مناطق سيطرة الحوثيين شهدت ارتفاعًا في نقص الغذاء بنسبة 37% خلال العام الماضي، بينما أفادت 23% من الأسر في مناطق الحكومة بأن لديها فردًا على الأقل مر بيوم كامل بدون طعام.

*الانهيار الاقتصادي وتفاقم الفقر*

تزامن القصف الإسرائيلي مع تدهور اقتصادي حاد، حيث فقد الريال اليمني 24% من قيمته خلال العام الماضي، وتراجعت قدرته الشرائية بنسبة 68% منذ عام 2019.

أدى ذلك إلى ارتفاع تكلفة سلة الغذاء الأساسية بنسبة 23%، مع تسجيل أسعار الوقود مستويات قياسية مرتفعة في مناطق سيطرة الحكومة.

وارتفع البنزين بنسبة 20% والديزل بنسبة 24% خلال أغسطس 2023، مما أدى إلى زيادة تكلفة النقل والسلع الأساسية في السوق المحلية.

*الآثار الإقليمية والدولية*

في ظل هذه التحديات، دعت منظمات حقوقية، مثل هيومن رايتس ووتش، إلى تحقيق دولي في الضربات الإسرائيلية على موانئ اليمن، حيث اعتبرت أن الهجوم على ميناء الحديدة قد يرقى إلى جريمة حرب، نظراً للأهمية الإنسانية الحيوية لهذا الميناء.

كما حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار الضربات سيؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل كارثي، حيث يعتمد أكثر من 80% من السكان على المساعدات القادمة عبر هذه الموانئ.

*ردود الأفعال اليمنية*

على المستوى المحلي، قوبلت هذه الضربات بانتقادات واسعة من قبل النشطاء والسياسيين اليمنيين.

واعتبرت أنها تستهدف البنى التحتية التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين، وليس رداً على الصواريخ الحوثية كما تروج له بعض الجهات.

ورغم تصاعد الغضب، تظل الحكومة اليمنية في موقف ضعيف، غير قادرة على التصدي لهذه الضربات أو تقديم حلول للأزمة الاقتصادية والإنسانية المتفاقمة.

إن الضربات الإسرائيلية على موانئ الحديدة ورأس عيسى تشكل كارثة إنسانية إضافية على الشعب اليمني الذي يعاني منذ سنوات من الحرب والجوع.

التحديات الاقتصادية والصحية والغذائية التي تواجه البلاد أصبحت أكثر تعقيدًا مع تدمير البنية التحتية الحيوية.

ويتطلب الوضع تحركًا دوليًا عاجلاً ليس فقط لوقف هذه الهجمات، بل أيضًا لتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار الموانئ والمساعدة في استعادة استقرار البلاد.