اخبار وتقارير

الإثنين - 14 أكتوبر 2024 - الساعة 02:22 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - تقرير: حسين الشدادي




د. شوقي العودي، الأكاديمي اليمني الذي هرب من الحرب في وطنه ليجد الموت بانتظاره في العاصمة السورية دمشق.

قُتل العودي وأفراد أسرته في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً، فيما يواصل "محور المقاومة" بقيادة إيران توريط الأبرياء في حروب لا نهاية لها.

وفي الوقت الذي تُستهدف فيه مواقع إيرانية في سوريا، يدفع المدنيون الثمن الأكبر، من ضمنهم عائلة العودي التي لم تجد في سوريا سوى حرب جديدة تشعلها أجندات خارجية.


العدوان الإيراني


تحصين المواقع على حساب الأبرياء الحرب التي تدور رحاها في سوريا منذ سنوات، ليست حرباً داخلية فقط، بل هي ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية.

إيران، التي تقدم نفسها ك حامية للمقاومة الفلسطينية والسورية، حولت سوريا إلى مستودع للأسلحة والمليشيات، مما جعل البلاد هدفاً مستمراً للهجمات الإسرائيلية.

ورغم ادعاء إيران أنها تدافع عن الشعوب المضطهدة، يظل الشعب السوري واليمنيون الذين لجأوا إليها، ضحايا مباشرون لهذه الأجندة التوسعية.

الغارة التي استهدفت د. شوقي العودي وأسرته جاءت في هذا السياق، حيث تعرضت مناطق سكنية لاعتداءات بسبب وجود مستشارين ومقاتلين إيرانيين في الأحياء المدنية.


شوقي العودي

الأكاديمي اليمني الذي لم يجد ملجأ آمناً الدكتور شوقي العودي، 45 عاماً، لم يكن مقاتلاً ولا منخرطاً في أي نشاط سياسي، بل كان أكاديمياً قدَّم خبراته لطلاب في اليمن وسوريا.

بعد مغادرته وطنه اليمن الذي مزقته الحرب الحوثية المدعومة من إيران، كان يأمل في حياة أفضل.

استقر في دمشق ليعمل أستاذاً جامعياً، لكنه وجد نفسه ضحية لحرب أخرى، بسبب وجود المليشيات الإيرانية وحزب الله في المناطق السكنية التي حولتها إلى قواعد عسكرية.

حسين العودي، شقيق الدكتور شوقي، قال في حديثه عن الكارثة: "شقيقي كان سيزورنا بعد أداء العمرة، لكنه لقي حتفه مع أسرته في الغارة الإسرائيلية، لم نكن نعلم أن الموت ينتظره في دمشق، حيث ذهب ليهرب من مآسي اليمن".

دور الحوثيين في تعزيز أجندة إيران في المنطقة من الواضح أن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز الأجندة الإيرانية التوسعية في المنطقة.

ما يجري في سوريا هو جزء من استراتيجية أوسع تشمل اليمن، حيث تستغل إيران الحوثيين كأداة لزعزعة استقرار المنطقة وتنفيذ مخططاتها التوسعية.

بينما تواصل إيران وحلفاؤها في "محور المقاومة" التحصن بين المدنيين وتحويل الأماكن السكنية إلى ساحات للحرب، يدفع الأبرياء مثل د. شوقي العودي وأسرته الثمن.

إدانة دولية ومحلية

استهداف المدنيين الأبرياء وزارة التعليم العالي السورية وجامعة ذمار اليمنية، إلى جانب نقابة الصيادلة اليمنيين، نعتا د. شوقي العودي وأسرته، وأدانتا الهجوم الإسرائيلي.

رغم ذلك، لا يمكن تجاهل أن السبب الحقيقي وراء هذه المأساة هو استخدام إيران للمدنيين ك دروع بشرية في حربها مع إسرائيل.

بينما تُشدد إيران على حماية "محور المقاومة"، لا تُظهر أي اكتراث لأرواح المدنيين الذين يسكنون بجانب مستشاريها ومقاتليها.

الطلاب الذين درسوا على يد العودي في سوريا واليمن عبَّروا عن حزنهم العميق لخسارة رجل علم وأخلاق مثل د. شوقي.

الصيدلانية دانة إيمان مارديني، إحدى طالباته في دمشق، قالت: "كيف يُعقل أن يُقتل من كان يقدم العلم والحب للآخرين؟ كان شوقي رحمة الله عليه مثالاً للعالم الراقي".

إيران وحلفاؤها يتحملون المسؤولية لما حدث ل د. شوقي العودي هو انعكاس واضح لسياسات إيران وحلفائها في المنطقة.

بينما تدعي إيران أنها تدافع عن الشعوب المستضعفة، فإنها في الواقع تستخدم المدنيين وقوداً لحروبها، وتورطهم في نزاعات لا علاقة لهم بها.

العدوان الإسرائيلي على دمشق هو نتيجة مباشرة لتواجد القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها في مناطق مدنية، مما يجعل الأبرياء ضحية لسياسات إيران العدوانية.

وفي النهاية، لن يُعيد الحزن والألم حياة د. شوقي العودي وأسرته، لكن من الضروري أن يتم كشف المسؤولية الحقيقية لما يحدث في المنطقة، وأن تتوقف إيران عن استخدام اليمنيين والسوريين ك أدوات لتحقيق أهدافها التوسعية.