الأربعاء - 01 يناير 2025 - الساعة 03:36 م
عند مفترق الزمن، حيث يتهادن الوجود مع انسياب الساعات ودقاتها الرتيبة، حلّ العام الجديد كزائر يحمل في جعبته خفايا مستترة، مضمخة بوعود وآمال تختلط برهبة المجهول، وفي هذا المشهد الزمني البديع، يقف الإنسان، تلك الذرة الهائمة في فضاءات الكون، متأملاً بعين مترقبة، مستكشفاً مآلات رحلة الحياة.
إنّ العام الجديد ليس مجرّد رقم يتوالى بعد سابقه، بل هو برزخ فكري وزمني، حيث يلتقي الماضي والحاضر والمستقبل في نسيج متشابك من الأمنيات والتجارب والآمال. فيه يشتد الصراع بين ما كان وما سيكون، بين ثقل الذكريات وهشاشة الأحلام، وبين جمود الحقائق وسيولة التوقعات.
أيها العابر في هذا المضمار المتشظي بين الممكن والمستحيل، ألا تدرك أن الزمن ذاته ليس سوى مرآة نُسِجَت من خيوط واهنة، تعكس ما نحمله نحن من رؤى وأحلام؟ إنه الميدان الذي يتحدى فيه الإنسان ذاته، ويُعاد تشكيل وجوده وفق معطيات الإرادة والصبر والإيمان.
ها أنا، حسين الشدادي، أقف أمام هذا الطور الجديد من أعوام حياتنا، أتمنى أن يكون هذا العام، 2025، عاماً تتبدد فيه غيوم الآلام، وتُزهر فيه حقول السعادة، عاماً يتراقص فيه الخير في أرجاء القلوب، ويتسلل اليمن والبركات إلى زوايا الحياة التي أرهقتها أعباء الماضي.
فلننظر إلى العام الجديد لا كرقم يضاف إلى قائمة السنوات، بل كنافذة نحو فضاء جديد، حيث تتشكل ملامح الغد بتفاصيلها الدقيقة، وحيث نستطيع أن نكون أكثر حكمة، أعمق شعوراً، وأقوى إرادة، لعلّه يكون العام الذي ننحت فيه وجودنا بيد الصبر، ونزهر أحلامنا بماء الإيمان.
أرجو أن يكون العام الجديد لوحتكم البيضاء، التي ترسمون عليها ألوان حياتكم الزاهية، وأن يظلّل أيامكم غمام الفرح، ويُطِلّ عليكم المستقبل بوجه مشرق مفعم بالوعد والتجدد.