اخبار وتقارير

السبت - 19 أكتوبر 2024 - الساعة 10:00 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - كتب : عبدالله باصهي





في السابع من أكتوبر، كان الطوفان الفلسطيني قد بدأ، موجة عاتية من المقاومة لا تُوقف، وفي قلب تلك العاصفة كان يقف رجل صنع مجده من نار المعارك وأمل الحرية، إنه الشهيد القائد المشتبك يحيى السنوار، قاد السنوار بصلابة المحاربين يوم العبور المجيد، واستمر حتى لحظة استشهاده في تل السلطان برفح، رافعاً راية الصمود بيدٍ، وبالأخرى يرمي عصاه نحو طائرات العدو في لحظة مواجهة حتى الرمق الأخير.

في صباح السابع من أكتوبر، دوى صوت العبور، ليستيقظ الاحتلال على هجوم لم يتوقعه، كانت المقاومة الفلسطينية قد قررت أن يكون هذا اليوم هو يوم التحدي، يوم يُعاد فيه رسم الخريطة بدماء الشهداء، كان يحيى السنوار في قلب هذه اللحظة التاريخية، قائدا صلبا، خبيرا بالعدو وأسراره، ورجلًا لا يعرف التراجع.

السنوار، الذي وُصف بأنه "سيد الطوفان"، قاد قوات المقاومة بخطة محكمة، ورؤية استراتيجية كانت تهدف لتحرير الأرض وكسر هيبة الاحتلال الذي ظن أنه يسيطر على كل شيء، مع كل خطوة في المعركة، كان السنوار يضع بصمته كقائد يدرك أهمية كل تفصيل، ويحمل في داخله إصرارا لا يلين على تحرير وطنه من الاحتلال الغاصب.


مرت عام واشهر بعد العبور، وكانت المعارك تشتعل في كل زاوية من فلسطين، وكان السنوار حاضرا في الميدان، ليس مجرد قائد يُصدر الأوامر، بل مقاتل مشتبك حتى اللحظة الأخيرة، الخميس الماضي في تل السلطان، بعد عملية اشتباك كانت طائرات الدرون الإسرائيلية تحوم ، ترصد وتبحث عن تحديد هوية المقاومين باحد منازل رفح.

في هذه اللحظة الحرجة، خرج السنوار، بعصاه التي طالما حملها رمزًا للعزة والقوة، وقف في مواجهة الطائرات المسيّرة، وهو يعلم أن لحظة الاستشهاد قد اقتربت، لم يتراجع، بل اختار المواجهة، ليرمي عصاه في لحظة تحدٍ أخيرة. وكأنه يقول للعدو: "لن تكسرونا، نحن هنا صامدون حتى النهاية.

أعلن نبأ استشهاد يحيى السنوار، ذلك القائد الذي عاش بين صفوف المقاومة مشتبكًا ورحل شهيدا مشتبكاً لكن نبأ استشهاده لم يكن نهاية القصة، بل بداية فصل جديد من المقاومة، لقد كان استشهاده في تل السلطان رمزًا لمعنى التضحية في سبيل الوطن، كانت لحظة رحيله تتويجا لمسيرة طويلة من الكفاح، رجل لا يركع إلا لله، ولا ينكسر إلا شهيدا.

يحيى السنوار كان سيد الطوفان حقا، قائدا يحمل الراية وقاتل حتى آخر نفس، لقد وقف بين الأريكتين؛ أريكة الاستكانة وأريكة المقاومة، واختار طريق العزة، ليرسم بدمه خارطة جديدة لفلسطين، استشهاده ليس نهاية، بل شرارة تضيء طريق الحرية لجيل جديد من المقاومين.

فالسنوار ليس مجرد قائد عسكري أو سياسي، بل هو رمز للصمود والتحدي، قصته ليست فقط عن رجل يقاتل من أجل وطنه، بل هي حكاية أمة تستلهم من تضحياته وأفكاره، بين الأريكتين، حيث يستقر الناس، يُعتبر السنوار نموذجا يُظهر كيف يمكن للفرد أن يكون طوفانا يحرك الجماهير، وكيف يمكن للعزيمة أن تغير مسار التاريخ، ترك لنا إرثا من النضال، ودعوة للاستمرار في الكفاح من أجل حرية فلسطين. سيضل اسمه في قلوبنا، كرمز للبطولة والتضحية، وسيتذكره كل من يسعى للحرية.