اخبار وتقارير

الجمعة - 17 يناير 2025 - الساعة 10:27 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - تحقيق خاص





في عمق محافظة لحج، وتحديدًا في مديرية تبن، تقع قرية "العميان"، وهي قرية صغيرة لكنها تحمل قصصًا استثنائية تختزل المعاناة والصمود معًا. اشتهرت القرية بهذا الاسم بسبب انتشار العمى الوراثي بين سكانها، حيث يعيش حوالي 25 شخصًا من أصل 200 نسمة مع هذه الإعاقة البصرية.


*ظاهرة العمى الوراثي: مزيج من التحدي والألم*

سكان القرية يعانون من انتشار العمى الوراثي نتيجة التزاوج الداخلي والاختلاط الأسري المتكرر. غياب الوعي الصحي، وعدم وجود حملات تثقيفية أو فحوصات طبية قبل الزواج، جعل هذه الظاهرة تتفاقم عبر الأجيال.


ورغم الإعاقة البصرية، لم تمنع هذه الظاهرة السكان من مواصلة حياتهم اليومية. يعمل البعض في الزراعة أو الحرف اليدوية، بينما تكافح النساء للقيام بأعباء المنزل، متحديات الظلام الذي يحيط بهن.


*قصة كفاح تعكس قوة الإرادة*

على الرغم من التحديات الكبيرة، استطاع أربعة من سكان القرية المكفوفين التخرج من الجامعة، ليصبحوا نماذج ملهمة للصمود. هؤلاء الشباب يعملون حاليًا متطوعين في تعليم الأطفال المكفوفين في القرية، مقدمين لهم الدعم الذي حُرموا منه في طفولتهم.


يقول أحد المتطوعين: "نشعر بأن التعليم هو السلاح الوحيد الذي يمكننا من خلاله تغيير واقعنا، نحن نعيش في الظلام، لكننا نؤمن بأن المعرفة هي النور الذي يمكن أن يبدد هذه الظلمة."


*حياة يومية بسيطة ومليئة بالتحديات*

في "قرية العميان"، تتشابك الحياة اليومية بين التحدي والصبر. المشاهد اليومية تُظهر تكاتف سكانها، حيث يتعاون المبصرون والمكفوفون في جميع الأنشطة، من الزراعة إلى المناسبات الاجتماعية. الأطفال يذهبون إلى المدارس رغم نقص الموارد، والنساء يقمن بأدوارهن بحرفية رغم الإعاقة البصرية.


*صرخة استغاثة: دعم عاجل مطلوب*

ورغم هذا الكفاح، يعاني أهالي القرية من الإهمال الشديد من الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية. تفتقر القرية إلى الخدمات الصحية والتعليمية المتخصصة، ولا توجد أي مبادرات لدعم المكفوفين أو توفير الأجهزة المساعدة لهم.


يقول أحد وجهاء القرية: "لا نريد الشفقة، نريد فقط الدعم لتمكين أبنائنا وتعزيز استقلاليتهم، يجب على المجتمع الدولي والمنظمات المحلية أن تلتفت لمعاناتنا."


*هل من أمل في الأفق؟*

قرية العميان ليست مجرد مجتمع يعاني من العمى الوراثي، بل هي قصة كفاح متواصلة. سكانها يأملون أن تجد أصواتهم صدى لدى الجهات المعنية، وأن تُطلق مبادرات إنسانية تسهم في تحسين حياتهم وتخفيف معاناتهم.


ختامًا، تبقى قرية العميان رمزًا للصبر والإرادة، ونموذجًا حيًا للتعايش مع التحديات، في انتظار دعم يلقي الضوء على مستقبل أكثر إشراقًا لهم.