الجمعة - 31 يناير 2025 - الساعة 04:39 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعة خاصة
يثير استمرار بقاء السجين سامي الشيباني، المتهم بجنايات جسيمة، داخل السجن المركزي في تعز، رغم حصوله على صكّ إفراجٍ رسميٍّ، تساؤلاتٍ واسعةً حول الأسباب التي تدفعه للبقاء طوعًا، وسط تقارير تؤكد استغلاله السجن منصّةً للنفوذ والتربح غير المشروع.
نفوذ ممتد داخل السجن
تؤكد مصادر مطّلعةٌ من داخل السجن - تفضّل عدم الكشف عن أسمائها، خشية تعرّضها للأذى المعتاد - أن الشيباني، المتهم بجريمتي قتلٍ وإحراق منزل، شخص متعنفٌ ويتعامل مع السجناء بوحشية، ولم يسلم كبار السنّ والضعفاء من اعتدائه وأذاه. إلى ذلك، يتمتّع بنفوذٍ كبيرٍ داخل الإصلاحية، حيث يلعب دور الوسيط بين إدارة السجن والسجناء في عمليات الابتزاز المالي، إذ يساوم النزلاء على مبالغ ماليةٍ تتراوح بين 100,000 إلى 200,000 ألف ريالٍ، مقابل إخراجهم مما تُسمّى "الضغاطة" (السجن الانفرادي) إلى عنابر السجناء العامة.
ويستند الشيباني في هذه الأنشطة إلى علاقته القوية بالمسؤول الأول في السجن وبعض ضباطه، مما يعزّز نفوذه ويمكنه من الهيمنة المطلقة على السجناء، متجاوزًا بذلك المساءلة.
استغلال غرفة مدير الإصلاحية
أحد أبرز مظاهر نفوذه يتمثل في تأجير غرفةٍ خاصةٍ داخل مكتب مدير السجن للخلوة الشرعية بين السجناء وزوجاتهم، بمبالغ تصل إلى 250 ألف ريالٍ، حسب الوضع المالي للسجين. وقد استُغلت هذه الغرفة عدة مراتٍ في صفقاتٍ ماليةٍ مشبوهة، وصلت إلى ابتزاز سجينين من أبناء مديرية المخا بمبلغ مليوني ريالٍ.
ممارسات قمعية واستغلال السجناء
إلى جانب ذلك، اتُّهِم الشيباني بحرمان السجناء من تناول الغذاء الأساسي المصروف لهم، والذي لا يسدّ احتياجاتهم الغذائية أساسًا، حيث يجمع وجبات الطعام ويرسلها إلى مواشيه في قريته، مما يُضطرّ السجناء إلى الشراء من متجره داخل السجن بأسعارٍ مرتفعة. كما يقوم بابتزازهم في الغالب لإجبارهم على بيع ممتلكاتهم الشخصية بأسعارٍ زهيدة.
اعتداءٌ على السجين شائع
وفي أحدث جرائمه داخل السجن، ظهر سامي الشيباني قبل يوميين، في مقطع فيديو مصوّر، يُظهر اعتداءه المبرح هو وابن عمه على السجين شائع، مستخدمَين القوة المفرطة. وأكدت المصادر أن الاعتداء وقع داخل عنبر "الشريعة"، يوم الثلاثاء الماضي، حيث أقدم الشيباني على تحريض ابن عمه لافتعال مشكلةٍ معه، وبدأ بنفسه بصفع وضرب شائع، قبل أن يتعرض الأخير لاعتداءٍ جماعيٍّ.
وبعدها قام السجين شائع برفع شكوى تظلُّمٍ إلى الضابط المناوب، المدعو بركات، الذي أمره بالدخول إلى "الضغاطة"، ولم تشفع له الإصابات الظاهرة على جسده، إثر الاعتداء عليه.
وقد حصلت الصحيفة على نسخةٍ من مقطع الفيديو، لكنها تتحفّظ عن نشره نظرًا لتداعياته، فيما أثار مشهد الاعتداء على شائع موجة غضبٍ واسعةً لدى السجناء، الذين استنكروا الاعتداء.
كما جدَّد السجناء دعواتهم من خلف القضبان لمحاسبة إدارة السجن، والسجين الشيباني وشركائه، على كلّ انتهاكاتهم وجرائمهم بحقّهم.
مطالبات بتشكيل لجنة تحقيق
فيما جدّد السجناء مطالبتهم السلطات المحلية والقضائية، التي لم تعرهم أيّ اهتمام، بتشكيل لجنةٍ محايدةٍ لتفتيش كاميرات المراقبة داخل السجن، الكفيلة بتبيين كلّ جرائم وانتهاكات وفساد إدارة السجن.
ابتزاز أشرف العسلي
وفي حادثة انتهاك اخرى قام الشيباني، يوم امس بابتزاز أشرف العسلي، صاحب البوفيه داخل السجن، حيث دبّر له مكيدةً وقدّم بلاغًا للإدارة بهدف الضغط عليه واستغلاله. ووفقًا للمصادر، قال الشيباني لضابط السجن: "اليوم أقلّ شيء 100,000 ألف ريالٍ ليتأدّب أشرف".
لماذا يرفض الإفراج؟
يرى مراقبون أن الشيباني يرفض الإفراج عنه لأنه يحظى بفرصةٍ استثنائيةٍ داخل السجن لتحقيق مكاسب ماديةٍ كبيرة، من خلال استغلال معاناة السجناء وعلاقاته القوية مع المسؤول الأول في السجن، الذي هو الآخر بحاجةٍ إلى بقائه، إلى جانب علاقته ببعض ضباط السجن، مما يضمن له الحماية والنفوذ.
مطالباتٌ بالتحقيق
في ظل هذه الممارسات، تتزايد الدعوات من السجناء وذويهم ومنظماتٍ حقوقيةٍ للتحقيق في الانتهاكات الموثقة داخل السجن المركزي، ومحاسبة المتورطين في استغلال السجناء وانتهاك حقوقهم.
وتُبرز قضية سامي الشيباني نموذجًا لفساد منظومة السجون في تعز، حيث تحوّلت الإصلاحية إلى ساحةٍ للابتزاز والتربّح غير المشروع. ويُعدّ استمرار هذه الانتهاكات بمثابة اختبارٍ للسلطات المحلية، التي بات عليها التدخل بشكلٍ عاجلٍ، ووضع حدٍّ لهذه التجاوزات، بما يضمن العدالة والكرامة للسجناء.