السبت - 25 أغسطس 2018 - الساعة 04:27 ص
العيد العاشر الذي يقضيه اليمنيون في ظل حكم المليشيا ، فكيف مر العيد على شعب بلا راتب منذ 3 سنوات ، وهل تغيرت طقوس العيد الإحتفالية والروحانية لدى اليمنيين ؟؟
في زمن ما قبل الحوثي... كان الفقر أمرا محتملا، ضريبة الولادة اللا إختيارية، كان هناك فقراء يتذوقون لحم الدجاج بالأسبوع مرة على الأغلب، وكان متوسطو الدخل يستطيعون ببعض الجهد شراء كبش العيد، وكان كل الأطفال ... كل الأطفال بلا إستثناء يحتفلون بالعيد بملابسهم الجديدة بغض النظر عن ثمنها، كان الوضع محتملا فقرا وغنى ، الأول قدري والثاني من فقر الفقراء على الأرجح، كان هناك تعايش وإن على مضض بينهما، ثم جاء الحوثيون مبشرين بالجوع والمجاعة، وبفصل نهائي بين الطبقات، وتوحش الغنى وصار يلتهم الفقير نفسه، وعجز الناس عن أبسط إلتزام أسري، عجز الناس عن إدخال فرحة العيد إلى منازلهم وعلى وجوه أطفالهم، لقد سرق المتضخمون على حساب هلاكنا ضحكات الصغار، عز عليهم أن نعيد لو بدجاجة ، لو بثوب من البالة، لو بمليم ودخش، حتى نص الراتب السنوي لم يتم صرفه إضافة للتضخم الاقتصادي الذي تسببوه به، أثرت أغلب الأسر التغاضي عن العيد ، كأنه لم يزرهم، توقف الرجال عن زيارة أرحامهم ، خجلا من الدخول عليهن بلا عسب "العيدية" ، طأطأ الآباء رؤوسهم بانكسار أمام نظرات أطفالهم وهم ينتظرون ملابس العيد ، أقفل الجيران بيوتهم بحسرة ، ماعادوا يتبادلون كعك العيد ولا التحايا ،خلت مائدة العيد من لحم الأضحية ،التي وصلت أسعارها لأرقام فلكية ، وخلت أيادي الفتيات من النقش والحناء ، اكفهرت الوجوه، وغامت القلوب، وساد غضب صامت ، وجع العوز والعجز ، حقيقة حكم الحوثيين ليست في الكافيهات والمولات والملاهي وصور الفيس بوك الاحتفالية، جشع وقذارة وحقيقة الحوثيين تجدونها في الشوارع الخلفية ، وخلف الأبواب المغلقة لبيوت بلا سقف ، وبجوار صناديق القمامة !!!