الأحد - 16 سبتمبر 2018 - الساعة 10:11 م
الحديدة... ثاني أهم ميناء يمني ومن أهم الموانئ عالميا على البحر الأحمر ، الحديدة ...مخزون الغذاء لليمن كلها ، الحديدة ... وجوه سمراء غاية في الطيبة والبشاشة ، وأول المصدقين برسالة الإسلام .
الحديدة المنفذ البحري الخطير ورئة الحياة للمليشيا لتهريب الأسلحة والمخدرات والخبراء الإيرانيين، وورقة اليانصيب في المفاوضات.
في مشاورات جنيف3 المؤجلة تعنت الحوثيون بشروطهم لحضورها ، وكشف لاحقا أن السبب كان محاولة تهريب قيادات مصابة للخارج، ورغم أن الحوثيين افشلوا المشاورات قبل انعقادها ، ورغم إلتزام وفد الشرعية بالحضور، ورغم سقف المشاورات المتواضع بثلاثة محاور، إلا أن الحوثيين تعنتوا بشكل طفولي وهكذا تفعل المليشيا ، يقف خلف هذا ورقة الحديدة التي كلما تحركت جبهاتها وحققت الشرعية والمقاومة الإنتصارات، تدخلت جهات خارجية للدفع بايقافها كما حدث في رمضان السابق .
وبمجرد إفشال الحوثيين لمشاورات جنيف3 تحركت جبهة الساحل الغربي، وتم سحق المليشيا تحت أقدام أبطالنا ،وخلال أيام تم إستعادة وتحرير عدة مواقع إستراتيجية من يد الانقلابيين ، وصارت قوات المقاومة المشتركة قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر الشامل، مما حدى بنشاطي الحركة الحوثية المتلبسين بالحيادية تكثيف نشاطهم في وسائل التواصل الاجتماعي لإيقاف الحرب وإيقاف نزيف المليشيا في الحديدة .
حان الوقت ليفهم العالم أن الإرهاب لا يحاور إلا في ميادين الشرف والعزة والكرامة، وأن من جلسوا معنا على طاولات الحوار لمدة تناهز السنة في مؤتمر الحوار ليخرجوا للانقلاب على مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها جميع أطياف الشعب اليمني لا يستحقون ولا يأتمنون على فرص ثانية ، علينا كيمنيين إدراك حقيقة أن الحرب التي ارغمنا على خوضها الانقلابيين صار النصر فيها السبيل الوحيد للسلام ، فالحرب كثيرا ماتكون بوابة السلام، السلام المشرف الذي لايدعنا فريسة مرة أخرى لجبروت مليشيا أو عصابة ، السلام الذي لا يعيدنا لدائرة الحرب والتناحر هو السلام الذي يبدأ من بوابات الحديدة وينتهي عند أسوار صنعاء، هي حرب إستعادة للوطن وللكرامة والهوية والدولة والقانون ، وإنا والحق والنصر أكثرية.