الجمعة - 21 مايو 2021 - الساعة 07:57 م
الحرية هي حجر الاساس في عمليات الوعي والابداع والتفكير.. والحر من تحركه قناعاته فينتصر وينتصر وينتصر لطالما لم يستسلم ولن يستسلم..
ولان استرجاع التفاصيل عن الاسر والتعذيب والحرمان من الحرية ورؤية النور ،،وتدوينها يؤلم الذاكرة.. او كما يقولون في التفاصيل يسكن الشيطان.. لذلك ساقصر العبارات واختصر الكلمات.
عيدين من الفطر وعيدين من الاضحى متنقلا بالاجبار بين معتقلات الانقلابيين الحوثيين،، من الامن السياسي الى الامن الوقائي بالحديدة الى الامن السياسي بباجل شرق الحديدة الى معتقل الامن المركزي بصنعاء.
من 25 نوفمبر2018م حتى 16اكتوبر2020م احسبوها كم يوم في تلك المعتقلات تحتَ حراسةشوية اطفال وجهلة وقتلة ولصوص واصحاب سوابق.. موجع جدا..
ومشرفين معظمهم يؤمنون بعلي والحسين والحسن وفاطمة الزهراء ايمانا يفوق ايمانهم بالله عزوجل.. ومحققين لايفقهون من مهنية التحقيق سوى كلمة "تحاكى" ومقبلات تحقيقاتهم سب وشتم ولعن ماقال بها شيطان من كلمات.
وتعذيب جسدي باللطم واللكم والركل والضرب بالعصي الكهربائية في الاماكن الحساسة من الجسم.. وكهربة الجسم بالصدمات.. والتعليق بالوقوف على اصابع القدمين مع رفع يديك الى اعلى لست ساعات واكثر.. والتعذيب بالتقليب مثل تقليب الدجاجة على المشواة، وهناك وسائل وفنون اخرى في التعذيب تستخدم مع المعتقلين حسب المحققين الذين يحققون معك.
وتعذيب نفسي بتاخير مواعيد الوجبات وفرض التزامات مؤلمه في النوم والحركة والكلام او يحجزك في مكان او غرفة بعيدا عن زملائك غرفة انفرادية لاتتسع للشخص الا واقفا.. وحضور يومي اجباري للمحاضرات الدينية والثقافية الاستفزازية التي يلقيها المشزف او المحاضر المكلف بعدكل صلاة عصر وبعدكل صلاة عشاء ومتابعة اجبارية لمحاضرات السيد المرهقة في الوقت والكلمات ومشاهدة اعلام من طرف واحد او بلون واحد وانعدام وسائل القراءة والمتابعة والتسلية وجعلك في حالة شرود ذهني مستمر..ولاتفكر الا في النوم والاكل والشرب والاخراج والصلاة ووقت عد المعتقلين بكلمة عدد عدد عدد ..
تغذية ناقصة بطعام سيئ جدا من حيث الكمية والطباخة والمياه منقطعة بصورة دائمة.. ومعتقلات غير صالحة لعيش البشر فيها لافتقارها لابسط مقومات العيش.. وفوق ذلك مكتظة بالاسرى والمعتقلين العنبر يزيد فيه العددعلى 150 شخص وهوه لايسمح الا ب50 شخص بزيادة100شخص.. او غرفة تتسع لاربعة اشخاص يدخلوا فيها11 شخصا واكثر.. وهذا الوضع المرتبط بضيق المكان واعدادالاسرى والمعتقلين دائما مايتسبب في تفشي الامراض بينهم.
اما بالنسبة للرعاية الطبية والعلاجية اهمال متعمد بعدم الرعاية الطبية وفي حالات نادرة تجد المشرفين يتاخرون في تقديم العلاج حتى تسوء حالتك الصحية وكل الادوية التي يقدمونها لك هي ادوية اسعافية اولية لا علاقة لها بالحالة المرضية للمريض ومرضى القلب والسكر والربؤ وغيرها من الامراض القاتلة التي تستدعي العناية والرعاية والاهتمام لايقدمونها لهم بل يتركونهم يشوفوا الموت في كل لحظة وثانية حتى ان هناك حالتين من الزملاء توفوا نتيجة اهمال حالتهم المرضية وهما الزميل / عبداللطيف رحيم من الحديدة والزميل/محمدذيبان من الجراحي.
كما انهم يعمدون بفرض الضغوط النفسية عليك بابلاغ البعض بان قضاياهم جسيمة وان ملفاتهم قد رفعت وسلمت للنيابة وسيحالون الى المحاكم لمحاكمتهم كمجرمي حرب.
حتى المتنفس الوحيد الذي كنا نراه متنفسا كزيارات الاهل او السماح لنا بالاتصال بالاهل كانت تسمح لنا كمن يدس لك السم في العسل فشروط الزيارة معقدة ووقت الزيارة يؤلم الاهل فقبل المغرب بنصف ساعة تخرج للزيارة وبمجرد ان يسمع المشرف الاذان ينهي الزيارة اما بالنسبة للاتصال ببضعة دقائق لعينة ينهي المشرف الاتصال كذوبان شمعة من شدة الحرارة وسرعة الاحتراق.. الزيارة والاتصال كانت لنا لحظات انتظار تشبه لحظة العطش وباتمامهما يتم الارتواء بماء قذر...
تفاصيل ماكان يحدث لنا ولغيرنا من الاسرى والمعتقلين في معتقلات الانقلابيين الحوثيين من معاناة التعامل وقسوة العيش ووحشية التعذيب ماساة وكوارث وحقد وخبث وحقارة،، اذا حاول الانسان ان يسردها سيعرض ذاكرته للوجع وعقله للصدمات النفسية.
اعذرونا ان توقفت عن الكلام،، والتهاني لمن تحرروا قبلي ومن تحرروا بعدي.. والدعاء لكل الاسرى والمعتقلين الذين لايزالون في معتقلات الانقلابيين الحوثيين بان يحفظهم الله ويرعاهم برعايته وان يمن عليهم بالحرية نور الاطمئنان وحياة السلام